مؤلفون: يحتاج إرادة سياسية تعيد دوره

كتب: نورهان نصر الله

مؤلفون: يحتاج إرادة سياسية تعيد دوره

مؤلفون: يحتاج إرادة سياسية تعيد دوره

لم يقتصر بريق المسرح القومى على نجوم الفرقة من الممثلين فقط بل امتد إلى المؤلفين والمخرجين الذين قدموا أهم أعمالهم التى حققت نجاحاً جماهيرياً وفنياً كبيراً، واستمر عرضها لفترات طويلة على الخشبة لتصنع تاريخ الفرقة فى أعمال حملت توقيع أكبر الأسماء فى التأليف والإخراج، فضلاً عن تقديم معالجات لنصوص عالمية ومحلية.

الكاتب المسرحى محمد أبوالعلا السلامونى، قال إن المسرح يعتبر حلماً بالنسبة للكاتب الذى يبدأ عمله عبر فرق الهواة فى البداية سواء فى الجامعات أو فرق الثقافة الجماهيرية، ولكن حين يطمح أن يعمل على مسرح الدولة يكون المسرح القومى هو أعلى طموحه، مضيفاً: «المسرح القومى هو تتويج عمل الكاتب المسرحى، كان الحلم بالوصول إلى خشبة القومى عام 1986 بتقديم عرض (رجل فى القلعة) للمخرج الكبير سعد أردش بطولة يوسف شعبان، نبيل الحلفاوى وسميرة عبدالعزيز، وكانت أسعد لحظات حياتى بعرض أول أعمالى على المسرح القومى».

{long_qoute_1}

أضاف «السلامونى»: «تجمعنى ذكريات بالمخرج الراحل سعد أردش الذى يعد من رواد مسرح الستينات، فتعاونت معه قبل عرض المسرح القومى، وعندما كنت أستعد لأقدم عرض (رجل فى القلعة) عام 1983 أثناء ترميم المسرح طلب منى الانتظار حتى نعرضها على (القومى)، مؤكداً أن هذا العرض جدير بالعرض على المسرح فى الوقت الذى كانت ترأس فيه الفنانة سميحة أيوب المسرح القومى، وأسعدنى الحظ بالتعاون مع هؤلاء العظام، وتمت إعادة تقديم المسرحية عام 2005 مرة أخرى، وفى 2013 قدمت (المحروسة والمحروس) من إنتاج المسرح القومى إخراج شادى سرور، وحصد سمعة طيبة فى ظروف صعبة خلال فترة حكم جماعة الإخوان فى ظل اندلاع الاعتصامات والتظاهرات، واستمر العرض لإثبات أن الفن يقف فى مواجهة فكر تلك الجماعات صاحبة الفكر الظلامى».

أما المخرج طارق دويرى فيقول إن علاقته بالمسرح القومى بدأت بمشاهدة عروضه لفترات طويلة، حتى قدم العرض المسرحى «الموقف الثالث» على خشبة المسرح عام 2007 وتم ترشيحه وقتها لتمثيل مصر فى مهرجان المسرح التجريبى، ثم قدم عرض «المحاكمة» بعد الثورة مباشرة وهو الذى يعاد تقديمه على المسرح القومى حالياً، قائلاً: «القومى له تميز خاص فى المنطقة العربية بشكل عام فضلاً عن تاريخه وقيمته الفكرية والفنية، ولكن الأهم أن نقدم أعمالاً تناسب تاريخ المسرح القومى ويتم المحافظة عليه بتقديم عروض جيدة طوال الوقت من حيث المستوى دون التفكير فى النجوم فقط بعيداً عن المحتوى والكيف».

{long_qoute_2}

وحول ابتعاد النجوم عن المسرح القومى، يضيف «دويرى»: «بشكل عام النجوم بعيدون عن المسرح حتى إذا قدم الفنان يحيى الفخرانى عرضاً فهو ليس المقياس للوضع الحالى، لأن المسرح لا يقدم الإغواء الكافى ليستقطب نجوم السينما والتليفزيون إلى العروض المسرحية سواء من ناحية المجهود أو الجانب المادى، ولكن الأمر يتوقف على الإرادة السياسية للدولة هل تريد مسرحاً مقاوماً يقوم بدوره المهم، وبالتالى يجب الابتعاد عن إهدار المال العام وتقديم دعاية جيدة للعروض، البيت الفنى للمسرح يواجه مشكلة تتمثل فى عجزه عن تصوير المسرحيات لعرضها تليفزيونياً، فالفن هو الطريقة الأهم فى مواجهة الإرهاب عن طريق الفكر».

ويعتبر الكاتب أيمن سلامة أن المسرح القومى يمثل قيمة كبيرة بالنسبة له ويعتز بوجوده كأحد أعضاء المسرح القومى وعضوية ورئاسة لجنة القراءة لسنوات طويلة، بالإضافة إلى وجوده فى المكتب الفنى للمسرح، ويقول: «علاقتى بالمسرح بدأت منذ كنت طالباً فى السنة الأولى فى معهد فنون مسرحية وذهبت لمشاهدة مسرحية (إيزيس) للمخرج الراحل كرم مطاوع بحضور الدكتور فوزى فهمى عميد المعهد آنذاك، وأنا جالس على مقعدى تمنيت أن أتخرج من المعهد لأكون عضواً فى المسرح، وبالفعل بمجرد تخرجى تقدمت بأوراقى للبيت الفنى للمسرح وطلبت تعيينى فى لجنة النصوص والقراءة بالمسرح القومى وكان مدير المسرح وقتها الفنان محمود الحدينى الذى أتاح لى الفرصة وأنا شاب صغير لأقدم مسرحية فى قاعة عبدالرحيم الزرقانى بعنوان (أحلام ممنوعة)، قدمها شباب المسرح القومى وقدمت نجاحاً ملحوظاً، وسيطر علىّ وقتها الإحساس بالفخر والثقة التى أعطاها لى المسرح بتاريخه، وكان دافعاً كبيراً لى فى مجال التأليف، فبعدها عرضت علىّ الكتابة فى الدراما التليفزيونية والمجالات الأخرى».

لكن «سلامة» يرى الآن أن «المسرح فى حاجة لإعادة تخطيط شاملة ووضع خطة مع إيجاد طرق غير تقليدية فى جذب استثمارات مالية داخل المسرح، وتحرير هذا الكيان الثقافى من بيروقراطية الميزانية والقوانين القديمة»، ويقول: «لا بد من وجود تشريعات خاصة بتلك المنارة الثقافية تضمن استقلاليته وإعادة دوره الريادى فى الحياة الثقافية».


مواضيع متعلقة