بعد عامين على انطلاقها.. أبرز محطات "عاصفة الحزم" في اليمن

كتب: الوطن

بعد عامين على انطلاقها.. أبرز محطات "عاصفة الحزم" في اليمن

بعد عامين على انطلاقها.. أبرز محطات "عاصفة الحزم" في اليمن

تُكمل "عاصفة الحزم" التي أطلقتها دول التحالف العربي بقيادة السعودية لدعم شرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، اليوم، عامها الثاني، على ذكرى إعلان المملكة العربية السعودية، في بيان صادر، أنها تقود تحالفًا عربيًا عسكريًا من 10 دول يهدف إلى إعادة الاستقرار إلى اليمن استنادًا إلى مبدأ الدفاع عن النفس المنصوص عليه في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة وميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك.

واستطاعت "عاصفة الحزم" التي دشنت أولى ضرباتها الجوية فجر 26 مارس 2015، وسيطرت على المجال الجوي لليمن في دقائق، تأمين محافظات الجنوب، وأجزاء من أخرى في الشمال الشرقي.

وتقول الحكومة الشرعية وحلفاؤها في التحالف العربي، إن 75% من الأراضي اليمنية باتت تحت سيطرتها، لكن الرقعة الأهم، وهي صنعاء، ما زالت في قبضة الحوثيين.

في عامها الأول، سلطت وكالة أنباء "الأناضول" التركية، الضوء على أبرز المحطات التي شهدتها تلك الفترة.

- تحرير "عدن"، من الحوثيين وبدء مواجهة تنظيم القاعدة:

استطاعت قوات التحالف العربي، تحرير العاصمة المؤقتة للبلاد، عدن، في فترة قياسية، وترميم القصر الرئاسي الذي تم تدميره عقب سيطرة الحوثيين عليه، ليعود إليه "هادي"، ومن بعده نائبه رئيس الحكومة خالد بحاح، من أجل إدارة شؤون الدولة من المدينة الجنوبية.

وفي منتصف يوليو الماضي، أعلنت الحكومة تحرير عدن رسمياً من الحوثيين وقوات صالح، في عملية مشتركة قادتها قوات الجيش والمقاومة الشعبية، في ظل غطاء جوي لمقاتلات التحالف، لكن المدينة شهدت سلسلة اضطرابات أمنية أجبرت الحكومة أكثر من مره على مغادرتها.

وفي مطلع العام الجاري، دشّنت قوات التحالف المرحلة الثانية من تحرير عدن، ولكن هذه المرة من عناصر القاعدة التي سيطرت على مناطق في المدينة، وشنت عدة عمليات ضد قوات الجيش والأمن.

كما نفذت مقاتلات التحالف غارات مكثفة على مواقع للقاعدة في مديريتي المنصورة والبريقة، وهو ما ساهم في الحد من العمليات الانتحارية التي استهدفت معسكرات وحواجز أمنية.

ويوجد في عدن إلى جانب "بحاح"، مسؤولون حكوميون، وقيادات عسكرية، لكن غالبية الحكومة ما زالت تمارس مهامها من مقر إقامتها المؤقت في العاصمة السعودية الرياض، ومعها الرئيس "هادي".

- تحرير 4 محافظات جنوبية:

عقب نجاحها في تأمين عدن، تمكنت القوات الموالية لـ"هادي"، مدعومة من التحالف، من تحرير محافظات لحج، والضالع، وأبين، وشبوة، من الحوثيين وقوات صالح، لتصبح بذلك المحافظات الجنوبية الثمانية في قبضة الحكومة، وهي الخمسة المحررة سالفة الذكر، بالإضافة إلى حضرموت وسقطرى والمهرة، التي لم يستولي عليها الحوثيون من الأساس.

ولم يتسثن من التحرير سوى جيوب صغيرة لمسلحي الحوثي في نقاط التماس مع المحافظات الشمالية، وتحديداً، حدود شبوة والضالع ولحج ، وعاد اليها آلاف النازحين، كما تكفلت دول خليجية بإعمار منشآت حكومية ومدارس.

- عودة القيادة الشرعية:

رفعت "عاصفة الحزم" شعار عودة الشرعية إلى العاصمة المؤقتة عدن، على رأس أهدافها، رغم الاضطرابات الأمنية المتواصلة.

وكانت العودة الأولى لرئيس الحكومة، خالد بحاح، يوم 16 سبتمبر الماضي، من أبرز المكاسب التي تحققت وشكلت ضربة قاصمة لتحالف الحرب الداخلي "الحوثيين وصالح" وأعقبها عودة هادي، بعد غياب دام ستة أشهر في العاصمة السعودية الرياض.

وعلى الرغم من موجة الاغتيالات المتواصلة التي أجبرت الرئيس ونائبه على المغادرة مجدداً، إلا أنهما في النهاية عادا بشكل دائم وإن كان بنظام التناوب.

مكث "هادي" عدة أشهر في العاصمة عدن، يدير شؤون الدولة منها ويلتقي قيادات المدن المحررة، وعندما بدأ زيارة خارجية لعدد من البلدان، الشهر الماضي، وكان "بحاح" ينوبه في إدارة شؤون الدولة من قصر معاشيق الرئاسي، الذي تعرض لهجمات متكررة بالقرب من حواجزه الأمنية.

- استعادة منابع النفط والغاز في مأرب والجوف:

خلافا لمعركة استعادة مدن الجنوب الخمسة في فترة قياسية، احتاجت القوات الحكومية مسنودة بقوات من التحالف العربي، لعدة أشهر من أجل دحر الحوثيين وقوات صالح من محافظتي مأرب والجوف، الغنيتان بالنفط والغاز، شمالي شرق البلاد.

وعلى الرغم من تأمين غالبية مناطقها، وآخرها مدينة "حريب" التابعة لمأرب، و"المتون" التابعة للجوف، في مناطقها الحدودية، إلا أن الحوثيين يستميتون من أجل استعادتها ومهاجمتها بالصواريخ.

ومنذ الهجمات الدامية التي أسفرت عن مقتل نحو 90 جنديًا، بينهم 55 إماراتيًا و10 سعوديين في سبتمبر الماضي، قام التحالف العربي بتزويد مواقع المعسكرات المحررة بمنطومة دفاع أرضية تمكنت من التصدي لجميع الصواريخ الباليستية للحوثيين وقوات صالح فيما بعد.

- الوصول إلى مشارف صنعاء:

مطلع العام الجاري، تمكنت كتائب من الجيش الوطني تم تدريبها في السعودية، مدعومة بمقاتلين قبليين من المقاومة، وغطاء جوي مكثف، من التوغل إلى تخوم العاصمة صنعاء، بعد معارك اجتازت فيها سلاسل جبلية بالغة الصعوبة ومفخخة بالألغام الحوثية.

في الأسبوع الأول من فبراير الماضي، استطاعت تلك القوات من السيطرة على معسكر "فرضة نهم"، شمالي شرق العاصمة، والتوغل نحو سلاسل جبلية لا يفصلها سوى 50 كيلومترا عن مطار صنعاء الدولي.

- فك الحصار الجزئي عن تعز:

مطلع الشهر الجاري، تمكنت القوات اليمنية بإسناد جوي من مقاتلات التحالف، من كسر حصار جزئي فرضه الحوثيون وقوات صالح على مدينة تعز، وسط البلاد، استمر نحو 10 أشهر.

وعلى الرغم من استماتة الحوثيين في استعادة المنفذ الجنوبي الغربي، الذي يصل المدينة بمحافظات لحج وعدن في الجنوب، وتوقف الحركة فيه، إلا أن المواد الإغاثية استطاعت دخول المدينة عبر مديريات المسراخ ومشرعة وحدنان التي تم تأمينها.

- مضيق باب المندب وميناء ميدي:

كان استعادة وتأمين مضيق باب المندب الاستراتيجي، غربي البلاد، من أبرز المكاسب التي حققها التحالف العربي، في أكتوبر الماضي، ومعه جزر حنيش و زقر، بعد تهديد الحوثيين باستهداف ممر التجارة العالمي.

- خسائر التحالف:

لم تعلن قوات التحالف العربي رقماً دقيقاً لحجم خسائرها في العمليات العسكرية، أو عدد الغارات التي نفذتها، لكن إحصائيات غير رسمية تقول إن عدد قتلى الجنود السعوديين، داخل الأراضي اليمنية وعلى الشريط الحدودي، يصل نحو 90 جندياً، تليها الإمارات بنحو 80 أغلبهم سقطوا داخل اليمن.

وخسرت البحرين ثمانية من جنودها في معارك على الشريط الحدودي، فيما خسرت قطر والسودان، جندياً واحداً لكل منهما، أما المغرب فخسرت طياراً حربياً.

وفي مجال الخسائر المادية، فقدت السعودية طائرة "f15" تحطمت داخل أراضيها وكذلك مقاتلة أباتشي، فيما خسرت الإمارات مقاتلة من طراز "ميراج" سقطت في عدن يوم 14 مارس 2016 وقُتل طيارَيها، وفقا لبيانات رسمية، كما أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة في الإمارات، عن سقوط مروحية عسكرية ضمن قواتها المشاركة في اليمن، ومقتل طاقمها المكون من طيار ومساعده، وذلك يوم الاثنين 13 يونيو2016.

فيما خسرت البحرين مقاتلة "f16" سقطت بخلل فني داخل الأراضي السعودية أواخر ديسمبر الماضي، ونجا الطيار، خلافاً للمغرب التي فقدت مقاتلة "f16" داخل معاقل الحوثيين في صعدة (شمال)، منتصف العام الماضي، وقُتل الطيار، الذي تم تسليم جثته فيما بعد بوساطة قادها المبعوث الأممي السابق إلى اليمن آنذاك، جمال بنعمر.

- ضريبة الحرب على اليمنيين حتى الآن:

دفع اليمنيون ثمناً فادحاً في الحرب، بسبب اجتياح الحوثيين لمدن الجنوب (تعز، لحج، عدن) وما تبعها من عمليات جوية للتحالف العربي، دعما للشرعية.

ووفقاً لآخر إحصائيات أممية، صدرت قبل أيام بمناسبة ذكرى عام من الصراع، فقد تسببت الحرب بوقوع 35 ألف ضحية، بينهم 6100 قتيل منذ منتصف مارس 2015 وحتى أواخر يناير الماضي، أي بمتوسط 113 ضحية كل يوم.

وقال تقرير لمكتب الشؤون الإنسانية الأممي، اطلعت عليه الأناضول، إن 8 أطفال يُقتلون أو يُصابون أو يُشوهون كل يوم، وأن 1.8 مليون طفل باتوا خارج المدارس.

وأضاف التقرير، أن 1170 مدرسة باتت غير صالحة للاستخدام، لتضررها من الحرب، أو تحولها لملاجىء للنازحين، أو بسبب سيطرة الجماعات المسلحة عليها وتحويلها إلى معتقلات أو ثكنات عسكرية.

وعلى الجانب الإنساني، خلقت الحرب ملايين من الفقراء الجدد في البلد المصنف بأنه من أفقر دول العالم، حيث بات 21.2 مليون شخص في حاجة إلى شكل من أشكال المساعدات الإنسانية، وفقاً للأمم المتحدة.

وطبقا للتقرير، فإن 14.4 مليون شخص غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الغذائية، منهم 7.6 ملايين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد.

وبحسب المصدر نفسه، فإن 19.4 مليون شخص يفتقرون للمياة النظيفة وخدمات الصرف الصحي، و9.8 ملايين لا يستطيعون الوصول إلى المياة بسبب النزاع.

- بوادر حلول:

عقب الوساطة التي قادها زعماء قبليون بعيداً عن الأمم المتحدة، وأثمرت عن تهدئة على الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية منذ مطلع مارس الجاري، تتجه أنظار اليمنيين إلى المفاوضات المرتقبة في الكويت، خلال الشهر المقبل.

وفي العام الثاني لها، أشارت صحيفة "الوطن" السعودية إلى ظهور الرئيس المخلوع علي صالح متناقضا مع تصريحاته التي أدلى بها في الذكرى الأولى للعاصفة، "فبعد أن دعا إلى مد جبهات القتال على الحدود السعودية بآلاف المقاتلين، أبدى استعداده للحوار مع السعودية عادا إياها "الجارة"، مضيفا خلال اجتماعه بقيادات حزب المؤتمر الشعبي العام في مديريتي أرحب وهمدان التابعتين لصنعاء: "تعالوا نتفاهم معكم.. نتفاهم مع النظام السعودي مع الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده محمد بن نايف وولي ولي العهد محمد بن سلمان".

وأكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أن اليمن يديره اليوم إداريا وأمنيا هي الشرعية اليمنية، أما من الناحية العسكرية هي دول التحالف التي نحن جزء منها، وأضاف في حوار له "فأنا من طلب تدخل التحالف، بعد أن وصل الحوثي لعدن، كنت قد وقعت أمام أمرين إما أن أطلب تدخل أو أن أسلم اليمن لإيران، ولم يكن أمامي أي خيار آخر، لأن تسليم اليمن لإيران لا يعني نهاية اليمن بل يعني نهاية المنطقة كاملة".

وأشار إلى أن الحل السياسي عمليًا بدأ منذ المبادرة الخليجية، و"نحن كنا ولازلنا وسنظل على الدوام دعاة سلام ووئام نحمل هم شعب ومشروع وطن يتوق للعيش في ظله وكنفه الجميع، بأمن وأمان واستقرار وعدالة ومساواة دون انتقاص أو إقصاء أو تهميش لأحد، وهذا مشروعنا الوطني المتمثل في اليمن الاتحادي الجديد الذي كان ثمرة مخاض حوار وطني شامل استوعب كل قضايا الوطن وصاغ مخرجاته كل فئات المجتمع ونخبة المشاركة في الحوار الوطني المتمثل في القوى والمكونات السياسية، والمرأة، والشباب، ومنظمات المجتمع المدني، بما فيهم الحوثي وصالح".


مواضيع متعلقة