رحلة مع عدسة اليمني أمين الغابري: "رغم الظروف الصعبة سعادتنا باقية"

رحلة مع عدسة اليمني أمين الغابري: "رغم الظروف الصعبة سعادتنا باقية"
سنوات من الحرب في اليمن، لم تترك خلالها شيئًا إلا طالته فأنهكت الناس، ودمرت منازلهم، وبات الحديث عن الفن نوعًا من الترف في بلد لا يكاد يوم فيه يمر دون ضحايا، إلا أن المصور اليمني أمين الغابري كسر هذه القاعدة، بعد أن اقتنص بكاميرته الخاصة لحظات فارقة في أحداث الثورة اليمنية، حتى كانت بوابته إلى العالمية.
تاريخ الحادي عشر من فبراير عام 2011، كان يومًا فاصلًا في الثورة اليمنية فمنه انطلقت المظاهرات الشعبية وبلغت ذروتها، في "جمعة الكرامة" الدامية، وظهرت براعة الغابري في توثيق هذه اللحظات ليصبح واحدًا من بين ثلاثة مصورين يمنيين كانوا في قلب الحدث يوثقون الأحداث بعدساتهم، "كان علينا توثيق الأحداث من حولنا في وقت كان حمل الكاميرا فيه أخطر من السلاح".
{long_qoute_1}
قرر الغابري أن ينقل ما عايشه من أحداث عبر فيلم قصير بعنوان "صانع الهدايا"، يعكس الوجه الآخر لـ"اليمن السعيد"، كأول تجربة له في هذا المجال، وبحسب حديثه لـ"الوطن"، فإن الفيلم حقق نجاحًا كبيرًا حتى وصل للعالمية بعد حصوله على المركز الأول في مسابقة زووم من المجلس الثقافي البريطاني.
ارتكزت رسالة الغابري في أعماله على إبراز المعاناة الواقعة على المدنيين جراء الحرب الدائرة في بلاده، والتي لا تطل الرئيس ولا كبار القادة المسؤولين، حسب قوله.
{left_qoute_1}
وأمام الإشادات التي انهالت على الغابري، بعد نجاح فيلمه الأول، قرر أن ينقل تجربته الشخصية عبر فيلم جديد بعنوان" ليس للكرامة جدران"، فرفع صوت بلاده عليًا حتى وصل صداه إلى حفل "الأوسكار".
جسد الفيلم تفاصيل "جمعة الكرامة"، الحدث الأكثر دموية في الثورة اليمنية، ففيه تبدل المشهد تمامًا، و فقدت الثورة سلميتها ومدنيتها، ويقول المصور الشاب: "كان يوم فارق في الثورة اليمنية وأحدث صدمة للجميع من كثرة سقوط الضحايا وقررنا توثيق هذه اللحظات التي لا نعلم من المتسبب بها إلى الآن".
حصد الوثائقي القصير جوائز كثيرة، حتى كان أول فيلم يمني يصل إلى الترشح إلى جائزة الأوسكار عام 2014، وكان تشرحه للأوسكار فرحة كبيرة لصناع الفيلم وللشعب اليمني أجمع بعد أن وصل بصوت بلاده إلى العالمية، وفقًا لـ"الغابري" مدير تصوير الفيلم.
وفي أحد الأيام، استيقظ سكان منطقة "فج عطان" بالعاصمة صنعاء، على أعنف قصف شهدته الثورة، دمر بيوتًا، وشرد أهلها، وترك المنطقة خاوية، لم يعد يُرى منها سوى الأنقاض، وكانت أسرة الغابري واحدة من الأسر التي اضطرت لمغادرة المنطقة بل البلد بأكلمها، إلا أنه أبى مغادرة مدينته، ومنها استلهم أحداث فيلمه الجديد الذي حمل نفس اسم المنطقة المدمرة.
عمد صاحب الثلاثين عامًا، خلال فيلم "فج عطان" إلى إلقاء الضوء على معاناة المدنيين البسطاء من الحرب الفتاكة هناك، والتي لا يتضرر منها الرئيس علي عبد الله صالح أو جماعة الحوثيين على الإطلاق.
أغنية Happy الشهيرة بالنسخة اليمنية، عمل آخر شارك في تصويره وإخراجه ابن صنعاء، حقق نسب مشاهدة عالية، إذ أظهر خلاله كيف يفرح البسطاء في اليمن ويستمتعون بأقل الأشياء، واستغل الفرصة، لرصد الأماكن السياحية الهامة التي يتمتع بها اليمن، باللغتين العربية والإنجليزية، ليُختتم هذا الكليب بعبارة "رغم الظروف الصعبة سعادتنا باقية".