عمرو سعد: المثقفون يحبون «التنظير».. والسلفيون الذين هاجموا الفيلم ليس لديهم وعى

عمرو سعد: المثقفون يحبون «التنظير».. والسلفيون الذين هاجموا الفيلم ليس لديهم وعى
- أفضل ممثل
- أهل الصعيد
- أول حوار
- إثارة وتشويق
- الأقصر للسينما
- البلدان العربية
- التيارات السلفية
- الخطاب الدينى
- السباق الرمضانى
- آذان
- أفضل ممثل
- أهل الصعيد
- أول حوار
- إثارة وتشويق
- الأقصر للسينما
- البلدان العربية
- التيارات السلفية
- الخطاب الدينى
- السباق الرمضانى
- آذان
فاز النجم عمرو سعد بجائزة أفضل ممثل بمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية فى دورته السادسة، عن فيلم «مولانا»، وتعد هذه الجائزة هى الأولى له فى مشواره السينمائى، الأمر الذى جعله يشعر بأنها جاءت متأخرة على الرغم من تقديمه أعمالاً مهمة رأى أنها غيرت فى تاريخ السينما المصرية مثل «حين ميسرة» و«دكان شحاتة».
وفى أول حوار لـ«سعد»، بعد الجائزة، يكشف لـ«الوطن» عن تجربته مع الفيلم والمخاوف التى سيطرت عليه وقت التحضير، ويوضح لماذا يعتبر «الشيخ حاتم الشناوى» أهم شخصية قدمها فى حياته، إلى جانب ذلك يتحدث عن تفاصيل عمله الدرامى الجديد الذى ينافس به فى السباق الرمضانى المقبل.
■ فى البداية، كيف استقبلت نبأ فوزك بجائزة أفضل ممثل بـمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية؟
- أشعر بسعادة كبيرة لا توصف، خاصة أنها أول جائزة تمثيل أحصل عليها فى حياتى، وكذلك أول جائزة تمثيل تُمنح بالمهرجان، فهى مستحدثة فى هذه الدورة ومن حسن حظى أنها كانت من نصيبى، وبالتالى لن أنساها أبداً وستظل لها مكانة خاصة بقلبى.
- هل تشعر بالغضب لتأخر الجوائز فى مشوارك؟
- نعم.. أشعر أنها تأخرت كثيراً لأننى قدمت أفلاماً بذلت فيها مجهوداً كبيراً، ومع ذلك ظُلمت نقدياً ونجحت جماهيرياً، وأنا الآن أستطيع قول ما لم أستطع الإفصاح عنه من قبل، وهو أنها أفلام غيرت فى السينما وصنعت موجة جديدة ومنها «حين ميسرة»، ودكان شحاتة»، ومع ذلك لم ينتبه أحد لبطل هذه الأفلام رغم أنه بطل جديد، وظل هذا يحزننى لفترة طويلة، إلى أن أدركت بعد فترة أنه جزء من اللعبة الخاصة بالإعلام والنقد، ووجدت فى تاريخ السينما المصرية ممثلين بذلوا مجهوداً كبيراً وتم التعامل معهم بنفس طريقتى، وهذا كان عزائى الوحيد بعد هذا المشوار المحمل بالمتاعب والجهد، هذه أول جائزة أحصل عليها، لم أكن أفكر فى الجوائز من قبل، بل كان يشغلنى التجاهل أوقاتاً كثيرة، إلى أن تخلصت من التفكير فيه وبدأت أعمل الفيلم للجمهور سواء «نجح أو أخفق»، كل ما أركز فيه هو الشخصية التى أجسدها.
{long_qoute_1}
■ ما تعليقك على اختيارات لجنة تحكيم المهرجان؟
- لجنة مهرجان الأقصر لها ثقلها الدولى وتحمل أسماء سينمائيين كبار على مستوى عالمى، وبالتأكيد هناك أشخاص منهم لا يعرفوننى، وهذا أفضل ما فى الأمر، فاختيارى وتقييمى جاء مجرداً دون حسابات، والأهم فى رأيى جائزة الجمهور التى حصل عليها الفيلم فقد أسعدتنى أكثر، وهو أمر نادر أن نجد الجمهور ولجان التحكيم يتفقون على عمل واحد، لذلك سعيد بحب الجمهور للفيلم، خاصة أهل الصعيد، الفيلم حقق معادلة أعتبرها نادرة، وهذا توفيق كبير من الله ليس من أجلى فقط، بل من أجل كتيبة محاربين صنعوا الفيلم.
■ أخبرنا أكثر عن تجربتك مع فيلم «مولانا».. وهل تخوفت من تقديمها؟
- لم يكن لدىّ تخوف من تقديم شخصية دينية، ولكن كان هناك قلق كبير بسبب أنها شخصية ليست سهلة على الإطلاق، فهى تنتمى لمنطقة محظورة، والخطأ فيها لا يغتفر، وإن كان حتى على المستوى اللغوى أو اللفظى، فضلاً عن أن المصريين شعب متدين بطبعه و«متربى على صلاة الجمعة والأعياد»، ودائماً عالق فى آذاننا بدون قصد القرآن الكريم بأصوات الشيوخ والأزهريين بطريقة كلامهم دون أن نشعر، وبالتالى الشخصية قريبة جداً للجمهور المصرى والعربى بالتحديد، وصعوبة الموضوع اليوم أن كل شخص من البلدان العربية المختلفة يشعر أن الفيلم يهمه وموجه له، وهذا سمعته من بعض الجمهور فى تونس والمغرب والعراق، لأن قصة الخطاب الدينى تشمل كل هذه الدول، الأمر كان صعباً جداً والاقتراب منه لعمل موازنة معقد جداً، فكلما كنت أخرج جملة كنت أطلب إعادتها لتكون أقوى، وكذلك لو شعرت بجملة لغوية «مش مظبوطة»، هذا الأمر شكل عبئاً كبيراً يوازى جهد تقمص الشخصية نفسها.
■ شخصية «حسن» الذى تنصر بالفيلم هل لها مرجعية فى الواقع أم كان بها جزء خيالى؟
- عندما بدأت الشغل على الفيلم لم أهتم بهذا الجانب نهائياً، وقلت وقتها إننا لا نسعى لتقديم فيلم تاريخى، لكن الموضوع كدراما يستوجب أن يتم الاقتراب بقدر ما من الواقع، وفى رأيى أن هذه الواقعة لا تخص أحداً، بالإضافة إلى أنها ليست أساس الأحداث بالفيلم، فالفيلم عن رجل دين يعلم الحقيقة لكن يفضل اللعب فى سيرك، ويتعامل مع السلطة ويمر بموقف إنسانى، وأهم ما فى الفيلم هو علاقة الناس بالخطاب الدينى وكان هذا الموضوع فى منتهى الخطورة، لذلك ركزت عليه جداً.
■ ما تعليقك على هجوم بعض التيارات السلفية على الفيلم؟
- أعتقد أن السلفيين الذين هاجموا الفيلم ليس لديهم وعى، والفيلم فى النهاية يحاول توصيل فكرة أن رجل الدين ليس مهنة مقدسة، وهذا يتناقض مع فكرهم الذى يدعو للحفاظ على الشخص الناصح الذى يعلم الدين، والفيلم يوجه رسالة فى غاية الأهمية وهى أنه ليس بالضرورة أن يكون هناك شخص يعلمك الدين، يمكن أن يرشدك فقط، وإلا نلغى العقل وبالتالى ينتهى الحساب أيضاً.
■ سبق أن صرحت بأن دور الشيخ «حاتم الشناوى» أهم دور فى حياتك.. لماذا؟
- لتأثيره، خاصة أن موضوع الدين بالتحديد كان يشغل تفكيرى منذ كنت طفلاً، وعلاقة الناس به وفهمه، فوجدت أنها قضيتى أنا أيضاً، فضلاً عن أننى طوال الوقت أحلم بأن أكون مؤثراً على الجمهور ووارد الفشل والنجاح، ولكن دائماً هى محاولة صادقة منى، وقد دار جدل بينى وبين المنتج محمد العدل والمخرج مجدى أحمد على، أثناء فترة التحضير واستغرق وقتاً طويلاً جداً، وكان السؤال «إنت رايح فين؟»، فأنا لم يكن هدفى استهداف النخبة المثقفة، بل الرجل الصنايعى البسيط، حتى يفهم بوضوح ولا يهمنى أن يعجب الفيلم المثقفين أم لا، لأنه وارد أن ينال استحسانهم لأنهم يحبون التنظير، فالفيلم من النوعية التى تعتمد على توصيل رسالة لجمهور عريض وإلا سيفقد تأثيره.
■ هل استعنت بمشايخ أثناء فترة التحضير للشخصية؟
- نعم، وجلست مع عدد منهم وقرأت العديد من كتب الفقه والسيرة، وبالمناسبة القرآن الكريم سهل لأى شخص فهمه بمجرد قراءته بدون بذل مجهود، وليس صحيحاً أننا فى حاجة لتأويل، وهذه تجربتى الشخصية، وكتب السيرة فى منتهى الأهمية فهى تحكى التاريخ كله بتفاصيله، وأخطر شىء يمر به الإنسان أن يأخذ كل شىء أثناء الاطلاع على أنه مُسلَّم به، القرآن فقط هو المعصوم من الخطأ، أى شىء آخر قابل للتفكير و«الفلترة»، فحين تعمل وتسمع وتقرأ ستكون وجهة نظرك الخاصة للفهم ويمكن أن نختلف أو نتفق عليها.
■ ما أكثر شىء استفدت منه حتى تتقن الشخصية.. ثقافتك وقراءاتك وتحضيرك أم توجيهات المخرج أم الرواية نفسها؟
- كل هذا استفدت منه لكن أول حاجة وهى الثقافة كانت أخطر، والأشياء الثلاثة لا يمكن فصلها عن بعضها، لأننى لست داخل مجرد فيلم، فى النهاية أنت وجه الشخصية التى سيحبها الناس أو يكرهونها «إنت السلك اللى هيوصل الكهربا لو فشلت تبقى كارثة»، والفيلم الذى أقدمه سواء بسيطاً أو صعباً لا بد أن أكون مقتنعاً به.
■ وماذا عن مسلسلك «وضع أمنى» الذى تخوض به السباق الرمضانى المقبل؟
- انتهيت من تصوير ما يقرب من 30% من مشاهده، ونكثف التصوير حالياً للحاق بالموسم، واسم «وضع أمنى» مؤقت سأغيره، وسيتم الإعلان عنه بعد الاستقرار على اسمه النهائى، والعمل تدور أحداثه فى إطار إثارة وتشويق شعبى، صعب أحكى عنه أى تفاصيل لأنه يحمل مفاجأة لو تم حرقها ستضر العمل، لأنه كله سطر واحد، ولكن كل ما أستطيع قوله أنه عمل مختلف وجديد أتمنى أن ينال رضا الجمهور.