بالفيديو| في "بهججة".. "مونولوج" بألوان السعادة مهدد بغلق الستار عنه

بالفيديو| في "بهججة".. "مونولوج" بألوان السعادة مهدد بغلق الستار عنه
تدوينة على موقع "فيس بوك" يضعها شاب ثلاثيني، تحوي صورة للنجم الراحل محمود عبدالعزيز من فيلم "الكيف"، معلنًا عن طلبه لفتيات يجيدن الغناء والتمثيل بألوانهما المختلفة، ليفاجئ ذلك الشاب بسيل من الفتيات، اللائي يطلبن الانضمام إلى مشروعه المجهول، فيعكف، هو، على إجراء الاختبارات لهن ليستقر، في النهاية، على 7 فتيات يصنع منهن فرقة أسماها "بهججة"، تهتم بإلقاء المونولوج الغنائي، وأداء الـ"اسكتش" بشكل تمثيلي يبهج كل من وقعت عينه عليهم.
{long_qoute_1}
المشروع الفني الوليد لم يكن الأول في حياة "أيمن حلمي"، 36 سنة، الذي كتب ولحّن أغنية فيلم بعنوان "عين شمس" عام 2006، قبل أن ينخرط في كتابة وتلحين العديد من الأغنيات الوطنية التي تتناسب مع طبيعة ما بعد 2011، "كلنا مرينا بتغيرات كبيرة جدًا في فترة الثورة، عشان كده انقطعت عن الموسيقى في سنة 2013، ومارجعتش غير بعدها بسنتين".
شعور المؤلف الشاب، أن السنوات الماضية أصابت الكثيرين بالأحباط، دفعه للتفكير في مشروع غنائي يشيع البهجة في النفوس الملكومة، فاتجه للكوميديا السوداء الذي يستطيع من خلالها، توصيل رسالة نقدية ساخرة تحمل السعادة بين جنباتها، "ماكنش في أي سابق معرفة بالناس اللي اختارتهم، بس كنت متأكد إني اقدر أطلّع منهم حاجات، هما مش مكتشفينها في نفسهم".
{long_qoute_2}
الفتيات السبع، الذين كانوا اللبنة الأولى لـ"بهججة" تكمل كل منهن ما ينقص الأخرى، فـ"وئام عصام" تجيد التلاعب بصوتها لتقلّد عجوزًا أو "أراجوزًا" يلقي الحكم، فيما ينطلق صوت "نهال كمال" صادحًا بأجمل الألحان التي تليق بحنجرتها الحنونة، بينما تهوى كل من "أسماء أبواليزيد" و"سمر جلال" و"رغدة جلال" تمثيلًا لا ينقصه الغناء.
الكل يدور كنحلة دائبة من أجل الاستعداد لأول حفل يحضره الجمهور لفريق "بهججة"، فالمؤلفون "خليل عز الدين" و"أحمد حداد" و"شادي عاطف"، يعكفون على كتابة المونولوجات الغنائية التي سيؤديها أعضاء الفريق، فيما يبذل "أيمن حلمي" قصار جهده من أجل تدريب الفتيات على سيناريو التمثيل الحركي المصاحب للأغنيات، حتى كان يوم 20 سبتمبر عام 2015، ليكتب ما يزيد عن 500 مشاهد شهادة ميلاد سفير جديد لفن "المونولوج"، وفقًا لمؤسسها، "الحفلة دي كانت في مسرح روابط في وسط البلد، وماكناش مصدقين تفاعل الناس معانا وترديدهم للمونولوجات اللي قدمناها".
"ماي بيبي".. ذلك هو اسم أحد المونولوجات التي تغنيها "بهججة"، في إطار ساخر، على لسان فتاة تعاتب حبيبها، الذي غدر بها وتركها دون سابق إنذار، ثم ينتقلون إلى نوع آخر من المونولوج يحمل عنوان "دبابير" يسخر من الذي يتكسب أموالا طائلة بأساليب رخيصة دون بذله لأي جهد، قبل أن تمسي الفتيات على "طنط دوسة"، التي تدخل البيت كل أسبوع لتهمس في أذن كل فتاة بضرورة اللحاق بقطار الزواج الذي أوشك أن يفوتها.
يتأسى أيمن حلمي، مؤسس فريق "بهججة"، حينما يتذكر أن الفريق كان يؤدي ما يقرب من 16 مونولوجًا غنائيًا في الحفل الواحد، قبل أن تلوح في الأفق عدة مشكلات توقف مسيرة ذلك القطار، "كان معايا موزعة اسمها دكتورة نهلة مطر بتساعدني في التوزيع الموسيقي للمونولوج، وللأسف سافرت ومش لاقي حد يقوم بدورها".
{long_qoute_3}
"عشرين جنيه لله يا خدامين الإنسانية.. قافشة عليّا الحياة، مّم وهوا وحنية".. ذاك هو مونولوج آخر يقصد به فريق "بهججة" التعبير عن حال ملايين المصريين من محدودي الدخل، الذين لا يعجزون عن تغطية نفقاتهم، غير أن ذلك المونولوج له طبيعة خاصة لدى أعضاء "بهججة"، بحسب مؤسسه، "عندنا مشكلة كبيرة جدًا في التمويل، ماعندناش جهة بتنتج شغلنا ولا حد بريعى حفلاتنا، وده بيضطرني إني أصرف على الفرقة من جيبي، وطبعًا عمري ماقدر أغطي مصاريفها".
ما يقرب من 10 آلاف جنيه يتكلفها مؤسس "بهججة"، الذي يعمل مترجمًا ومديرًا للثقافة بإحدى المؤسسات، كي يتم تجهيز أي حفل يخوضه الفريق، فلا بد أن يظهر أعضاؤه بأزياء معينة تتناسب مع طبيعة الفن الذي يقدمونه، ناهيك عن الموسيقيين المصاحبين للفريق الذي يدفع "حلمي" أجورهم بشكل ذاتي، ولا يقلل ذلك من الأزمة التي تواجه الفريق، بسبب غياب الكتّاب الذين بوسعهم تطوير ما يقدمونه من "اسكتشات"، "الحفلات بتجيبلنا فلوس لكن لو غطت مصاريفها بنعتبر إننا عملنا إنجاز".
عدم اهتمام الدولة بفن "المونولوج الغنائي"، والمشكلات التي تواجهها "بهججة" دفعت "حلمي" لإيقاف نشاط الفريق منذ 3 أشهر، لعدم قدرة الفريق على تنظيم البروفات الكافية بفعل ضعف الإمكانيات المادية، "في شركات كبيرة ممكن ترعى الفريق ماديًا، أو قناة تستغل الانتشار اللي حققناه بين الناس وتدينا فرصة برنامج سكيتشات غنائية، كمان أو نشارك في إعلانات توعوية بتوصل رسايل معينة للناس"، بشرط الحفاظ على استقلالية الفريق وعدم توجيهه من أي تلك الجهات، على حد تعبير مؤسسه.
يطلب أيمن حلمي من كل الشعراء والموسيقيين الطامحين لإعادة إنتاج فن "المونولوج"، بشكل محترف، التواصل معه وعرض أعمالهم وأفكارهم عليه من أجل تطوير "بهججة" والحفاظ على استمراريته، "لو مفيش منتجين هاينضمولنا يبقى أملنا في الناس، لإننا لو فضلنا لوحدنا هانعافر من غير فايدة".