بـ"اسكتش" و"مونولوج".. فرقة مصر القديمة تقوّم سلوكيات المجتمع

بـ"اسكتش" و"مونولوج".. فرقة مصر القديمة تقوّم سلوكيات المجتمع
- أضواء المسرح
- ارتفاع تكاليف
- الحياة اليومية
- الشارع المصري
- العروض المسرحية
- القنوات الفضائية
- تفاعل كبير
- جامعة القاهرة
- أضواء المسرح
- ارتفاع تكاليف
- الحياة اليومية
- الشارع المصري
- العروض المسرحية
- القنوات الفضائية
- تفاعل كبير
- جامعة القاهرة
المسرح لا يخل فيه موقع لقدم، الحاضرون ينتظرون هؤلاء الذين ادعوا إعادة إنتاج تراث فني مصري قارب على الاندثار، ليفاجئ الجميع بدخول بضعة أشخاص تتوزع أدوارهم ما بين أداء غنائي خفيف يتفاعل معه كل من حضر إلى ساقية "عبدالمنعم الصاوي"، لتكون الانطلاقة الأولى لفرقة "مصر القديمة" شاهدة على مزيد من ألوان "المونولوج"، فتارة يؤدون أغنيات كوميدية تستوحي كلماتها من مواقف الحياة العائلية، وأخرى يقدمون "سكيتش غنائي" يهدف لتقويم سلوك خاطئ نال حظه من الانتشار داخل المجتمع.
{long_qoute_1}
الحلم شهد مهده في خيال "محمد علي هاشم"، الذي أصابته حمى عشق فن "المونولوج" مثله مثل الكثير من المصريين، فقرر أن يسير على درب "سمعة" و"شكوكو" وثلاثي أضواء المسرح، واستغل موهبته الشعرية في تأسيس فريق غنائي جاب به أرجاء جامعته، "اتقابلت مع صديقي المخرج المسرحي محمود نصر، وعملنا سوا فرقة مسرحية سميناها كلاكيت، اختارنا أعضاء من طلبة كلية الآداب جامعة القاهرة، وبدأنا نفكر في أول عرض نعمله".
"باكابوزا تي في"، كان ذلك هو الاسم الذي فاجئ به "هاشم" جمهور مسرح جامعة القاهرة، ليعيشوا معه في أجواء قناة تليفزيونية تقدم إعلانات ومسلسلات وكليبات في إطار غنائي كوميدي، ليفاجئ بتفاعل كبير من الحاضرين مع عرضه المسرحي دفعه لتطوير الفكرة بعد انفتاح شهيته، "فرقة مصر القديمة بدأتها بجلسات عمل مع الموزع الموسيقي محمد عبد الستار، وجهزنا أغاني واسكتشات غنائية في إطار كوميدي، وكان معظم أعضاء الفرقة من اللي اشتغلوا معايا في العروض المسرحية اللي عملناها في الجامعة".
الطريق في أوله لم يكن مفروشًا بالورد، فالشاب العشريني طرق العديد من الأبواب ليبرز فكرته ويحقق هدفه في إعادة إنتاج "المونولوج"، فأحيانًا تستضيفه المسارح الجامعية ليقدم حفلًا لا يرضي شغفه، إلا أنه آمن بأن التوفيق يجيء على قدر الجهد، "بالصدفة لقيت مكان جديد اسمه ساقية الصاوي، اتجهت ليه وبقيت أعمل حفلة منوعات كوميدية من فترة للتانية".
{long_qoute_2}
حالة من التوتر والارتباك أصابت "هاشم" مع إبلاغه بموعد أول حفل له منذ 8 سنوات، غير أن الأمور تنقلب، رأسًا على عقب، بعد أن شاهد الشاب الحالم صورة الشعار الخاص بفريقه الغنائي معلقة على الجدران المحيطة بـ"ساقية الصاوي"، لتدب في قلبه طاقة إيجابية تدفعه للمضي في طريقه.
الجديد الذي تقدمه فرقة "مصر الجديدة"، يتمثل في "مونولوج"، يتميز بعزف خفيف على آلة "الأورج"، وإيقاع صاخب لـ"الطبلة"، تغلف أداء تمثيلي غنائي على لسان شخصيات ثابتة تتكرر في العديد من عروض الفريق، "عبدو وعزيزة زوجين بيتعرضوا لمواقف بتحصل لأي زوجين في الحياة اليومية، وبيعبروا عنها عن طريق مونولوج غنائي كوميدي، والشخصيتين دول بدأوا معايا من الجامعة واستمروا لحد دلوقتي".
ردود قاطعة صدرت عن "هاشم" عند سؤاله عن الهدف من "المونولوج" الذي يقدمه في حفلاته، فذاك هو "اسكتش" يحمل عنوان: "دبلة ومحبس" يعالج قضية ارتفاع تكاليف الزواج وإمكانية الاستغناء عن الشبكة وبعض الأثاث، وآخر أسماه "فول بقوطة"، يحكي عن غلاء الأسعار وإمكانية مقاطعة التجار لتخفيض الأسعار، دون أن ينس "التحرش"، الذي خصص له مونولوج يحمل اسم "كراكون الشاويش عبدالمولى"، قبل أن يختتم رسائله بدعوة للنهوض بالتعليم ومحو الأمية عنوانها: "أنا بحب المدرسة".
{long_qoute_3}
فريق "مصر القديمة" يتكون من 5 أشخاص يعملون تحت قيادة "هاشم"، تشاركه "دعاء رمضان" بأدائها الغنائي والتمثيلي، ويعكف "محمد هلال" على تلحين "المونولوج" الذي تقدمه الفرقة، ناهيك عن إمكانية استعانة الفريق بـ"سكيتش" كتبه أحد الكادحين في الشوارع، "أخدت حاجة كان كاتبها صاحب عربية كبدة عن حلواني مشهور، وعدلت فيها بشكل كوميدي وعرضتها في حفلة الفرقة ونجحت جدا، وهو كان فرحان لما سمعها".
لم يكتف الشاب الثلاثيني بشهرة اكتسبها على المستوى المحلي، بل طمح في مزيد من الانتشار عبر مشاركته في برنامج "ستار سيرش"، المذاع عبر إحدى القنوات الفضائية، ولا مانع من الاتفاق مع شركة إنتاج فني لتقديم "المونولوج" بشكل مصور، "إحنا ما كناش بنعرض المشكلة وخلاص، كنا بنقترح حلول كتير ليها، وقدمت مونولوج عن التعليم مع طفل، ولعبت دور والده، عشان نقول للناس إزاي تعلم أولادها يحبوا المدرسة".
الدور التوعوي لفن "المونولوج"، آمن به أعضاء فرقة "مصر القديمة"، فتلك مكالمة تليفونية يستقبلها مؤسس الفريق من شخص ينتمي لمنظمة "اليونيسيف" لتقديم عمل غنائي كوميدي يوعي مواطني الأرياف بأهمية تطعيم أطفالهم، ويمحو من عقولهم أي ضرر من ذلك الإجراء الذي سينقذ أولادهم، "قدمنا حوالي 4 حفلات في أماكن وقرى مختلفة، والاستجابة كانت فورية والفكرة نجحت".
يرفض المونولوجست الشاب، فكرة عدم تقبل الشارع المصري لفن "المونولوج" في الوقت الحالي، فها هو يسترجع الاحتفالات التي قدمتها فرقة "مصر القديمة" في ميادين المنيا والسويس ضمن فعاليات قوافل الثورة منذ سنوات، وكيف كان الجمهور يتفاعل مع "المونولوج" ويغني معه بمجرد إلقائه.
المشكلة التي واجهت "هاشم" وزملائه هي عدم اهتمام الدولة والمسؤولين عن وسائل الإعلام بفن "المونولوج"، فلا تزال تصيبه غصّة، حينما يذكر أن مسلسلًا كان ينتوي تقديمه على إحدى الإذاعات الخاصة، وتوقف بفعل عدم اهتمام المسؤولين بألوان "المونولوج" الموجودة خلال أحداثه، "الدولة ما بتحبش المغامرة والتجربة، وبيعملوا السهل، وأكبر مثال القناة الكوميدية الرسمية اللي بتقدم نكت وتقليد فنانين، لكن ماجاش في بالهم يبنوا مشروع فني يعمل حاجة زي فرقة ساعة لقلبك".
يحلم مؤسس فرقة "مصر الجديدة" أن يأخذ فن "المونولوج" مكانه، من جديد، في حفلات التليفزيون وكافة الفعاليات الغنائية العامة، وأن يساهم ذلك الفن في إخراج عظماء جدد للكوميديا الغنائية، "حلمي إن فرقة مصر القديمة تبقى حالة نجاح زي ساعة لقلبك، والناس تفضل فاكراها بعد سنين".