الأردنية ريما خلف والجهاد بدون حجاب ونساء العرب جعلوا العالم يقول: أين الرجال؟

كتب: د. مجدى علام

الأردنية ريما خلف والجهاد بدون حجاب ونساء العرب جعلوا العالم يقول: أين الرجال؟

الأردنية ريما خلف والجهاد بدون حجاب ونساء العرب جعلوا العالم يقول: أين الرجال؟

هى خنساء القرن 21، التى قررت أن تقول للعالم إن المرأة بمائة رجل وفتحت صفحة جديدة لنساء العرب من جميلة بوحريد إلى فايزة أبوالنجا.

فهل يكرّمها أمين عام الجامعة العربية بمنصب عاجل نكاية فى إسرائيل؟ لا يعلم الجمهور من هى ريما خلف فهى ليست فى شهرة الفنانات والمطربات بل وأسف الراقصات اللاتى يفرد لهن الإعلام العربى 99.9% من صفحاته، فأصبح حلم كل طفل لاعب كرة، وحلم كل طفلة فنانة أو راقصة، بعد أن غاب العلم والعلماء عن الساحة فمن يعرف ريما خلف عالمة العلم وليس (العوالم) فكل من عمل فى مجال التنمية المستدامة والبيئة يعرفها وهى المرأة التى زاد علمها فى هذا المجال بحكم تخصصها وبحكم دور «الإسكوا» لجنة غرب آسيا للأمم المتحدة ومقرها فى بيروت وأشرفت على تقارير مهمة صدرت من الجامعة العربية فى مجالات القضاء على الفقر، وحماية الموارد الطبيعية، والأمن الغذائى، والطاقة، وتغير المناخ، وبالتالى فشهرتها محدودة بين العاملين فى الأمم المتحدة وبعثات الجامعة العربية وخبراء التنمية المستدامة من أمثالى، وقد مرت تقارير المنطقة العربية فى مجال التنمية والبيئة بعدة عقبات سياسية مع الأمم المتحدة كان أشهرها التقرير الصادر عن حالة البيئة فى العراق، بعد الغزو الأمريكى الذى أثبت استخدام اليورانيوم غير المخصب، وحدثت ضغوط أمريكية كبرى لإثناء الأمم المتحدة عن صدور التقرير.

ثم مرة ثانية فى تقرير حالة البيئة فى غزة بعد الضربة الإسرائيلية والغزو الإسرائيلى الشارونى الذى دمر مقدرات القطاع، وسبقه «شارون» بضرب قانا وصدر تقرير إدانة جديد ضد إسرائيل ومرة أخرى وقفت إسرائيل وأمريكا وحلفاؤهما ضد التقرير.

وهذه هى الأزمة الرابعة فى تقارير الأمم المتحدة، وهو تقرير لجنة غرب آسيا للأمم المتحدة عن حالة العنصرية التى يمر بها الشعب الفلسطينى تحت الاحتلال الإسرائيلى، ورغم أن السكرتير العام للأمم المتحدة رجل له مواقف مشهورة مع العدل والحرية وحماية الفقراء، إلا أن تأثير أمريكا فى المنطقة الدولية واضح، ومحاولة إعطاء إسرائيل شرعية دولية أصبح واقعاً.

وهكذا وجدت ريما خلف الأردنية نفسها تحت ضغط مباشر للسكرتير العام للأمم المتحدة، إما لتغيير التقرير أو عدم صدوره، وهى تعرف أن الرجل لا يتحدث بلسانه ولا برغبته، ولكن يتحدث باسم صاحب محل الأمم المتحدة والذى يستضيفها فى نيويورك وهو العم سام الأمريكى، فالرجل فى منصبه منذ شهور ويعرف أنه لولا الرضا الأمريكى ما جاء إلى المنصب ولولا استمرار هذا الرضا لن يستمر فى المنصب، فالكل يعرف ما حدث مع بطرس غالى حينما رفض صاحب محل الأمم المتحدة إعطاءه دورة ثانية كسكرتير عام للأمم المتحدة.

وكانت ريما خلف فى وقفة تاريخية مع ضميرها ومع الشعب الفلسطينى ومع عروبتها، حينما كتبت للرجل أنها تعرف حجم الضغوط ونوعها وأنها كخبيرة وعالم متخصص تعجبت أن أحداً لم يناقشها فى خطأ المعلومات الواردة أو تشكيك فى توصيات التقرير، وإنما الكل يتحدث عن عدم اتهام إسرائيل بالعنصرية.

ولذا فقد فهمت الرسالة، فقررت أن تبعث رسالة للعالم أجمع أن فى العرب نساء بمائة رجل، وتستقيل لتعفى السكرتير العالم من حرج، وتجعل فضيحة أمريكا وإسرائيل مدوية أمام العالم وتفضح العالم السرى لسيطرة المخابرات الأمريكية على كل المناصب الدولية فى كافة المنظمات الأممية.

وختاماً..

فلن تكون ريما خلف الأخيرة فى بطولة نساء العرب.

فهكذا كانت جميلة بوحريد فى الجزائر، ولم تخشَ بطش الاحتلال، وهكذا كانت فايزة أبوالنجا فى مصر ولم تخش بطش أمريكا ولا الإخوان حينما فجرت فضيحة التمويل الأجنبى، وهكذا ليلى إسكندر حينما رفضت الفحم ضد رغبة الحكومة كلها.

وهكذا نساء مصر حينما خرج 65% من إجمالى المتظاهرين فى 30 يونيو من النساء، وحينما طلب «السيسى» التفويض كانت أغلبية التفويض من النساء، وحينما ترشح السيسى كانت كل أم وزوجة تدفع أسرتها لانتخابه.

شكراً ريما خلف رسالتك وصلت.


مواضيع متعلقة