«ازدحام الطرق والعشوائيات».. معوقات تواجه الحماية المدنية

«ازدحام الطرق والعشوائيات».. معوقات تواجه الحماية المدنية
- الأزمة المرورية
- الإدارة العامة للحماية المدنية
- الحماية المدنية
- العام الماضى
- القانون المصرى
- القاهرة الكبرى
- المؤتمرات الدولية
- أحداث
- أدوات
- أرشيف
- الأزمة المرورية
- الإدارة العامة للحماية المدنية
- الحماية المدنية
- العام الماضى
- القانون المصرى
- القاهرة الكبرى
- المؤتمرات الدولية
- أحداث
- أدوات
- أرشيف
«المطافى فى الطريق».. كلمة يتناقلها كثير من الناس عندما يشتعل حريق يستدعى تدخل قوات الحماية المدنية، وربما ظلت هذه الكلمة تتردد إلى أن يتمكن الأهالى أنفسهم من إخماد الحريق، أو إلى أن تصل قوات الحماية المدنية بعد «فوات الأوان» فى أغلب الأحيان نظراً لكثرة المعوقات التى تواجهها.
كان حريق المسرح القومى فى شهر رمضان عام 2008، أحد أشهر الحرائق التى شهدتها منطقة العتبة خلال السنين القليلة الماضية، حيث شب حريق هائل مع الدقائق الأولى التى يستعد فيها الجميع لتناول طعام الإفطار، ليستمر الحريق أكثر من ساعتين، رغم أن المسافة بينه وبين الإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة عشرات الأمتار فقط، إلا أن ازدحام المنطقة المحيطة به وكثرة المعوقات من حوله أخرت وصول عربات الإطفاء لأكثر من ساعة بعد اندلاع الحريق.
{long_qoute_1}
وفى نفس العام كان حريق آخر التهم مبنى «المقاولون العرب» وسط ميدان رمسيس، ولم تختلف معوقات الوصول إلى مكان الحريق من قبل قوات الحماية المدنية عن تلك المعوقات التى واجهتها فى حريق المسرح القومى، وبعد ذلك بعامين كان حريق قاعة المؤتمرات الدولية بمدينة نصر، وكان لها نصيبها أيضاً من المعوقات، ليأتى العام الماضى الحريق الأشهر فى منطقة الرويعى بالعتبة، الذى عانت فيه قوات الحماية المدنية بصورة كبيرة حتى تمكنت من السيطرة عليه وإخماد الحريق الذى استمر لعدة أيام.
وحول أهم معوقات الحماية المدنية، يقول اللواء ممدوح عبدالقادر، مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة سابقاً، إن معوقات الحماية المدنية فى مصر كثيرة وتبدأ من لحظة الإخطار نفسها، متمثلة فى عدم وضوح العنوان المراد الوصول إليه من المبلّغ فى الأساس، فمثلاً يأتى البلاغ بأن هناك حريقاً ما فى شارع قصر العينى دون توضيح المكان بالتحديد، هذا بالإضافة إلى حالة الطريق الموصل إلى مكان الحريق، والسلوكيات الغريبة لبعض المواطنين الذين لا يتجاوبون مع عربات الإطفاء فى الطريق، من حيث توسيع الطرق لها، ولا يقدرون أن هذه السيارة متجهة إلى مكان ما به كارثة.
ومن أهم المعوقات التى تعرقل عمل رجال الحماية المدنية أيضاً، حسب ما أوضح «ممدوح»، طبيعة الشوارع المحيطة بمكان الحريق، والانتظار العشوائى للسيارات التى تكون موجودة فى أغلب الأحيان بأعداد كبيرة فى مكان الحريق، مشيراً إلى أن عربات الحماية المدنية فى بعض الأحيان تكون على بعد مئات الأمتار من موقع الحريق وغير قادرة على الوصول إليه، ومن ثم تضطر إلى توصيل الخراطيم من بين هذه العربات فى محاولة للوصول إلى مكان الحريق، هذا إلى جانب طبيعة المبانى نفسها، معبراً عن ذلك بقوله: «المبانى القديمة فى أغلب الأحيان تشكل عوائق كبيرة جداً بتواجهها قوات الحماية المدنية، خاصة لو كانت المبانى مهددة بالانهيار أو لو كانت مبنية بطرق عشوائية، بالتالى مش هيكون فيها سلالم طوارئ، وهتكون المبانى ذات الارتفاع العالى منها غير مجهزة بالتجهيزات الإطفائية»، مشيراً إلى أن القانون المصرى ينص على أن أى مبنى أعلى من 6 طوابق يجب أن يزود كل طابق من هذه الطوابق بحنفية حريق وغيرها من أدوات مكافحة الحريق، ويضيف «ممدوح»: من أكثر المعوقات التى نعانى منها فى أغلب الأحيان عدم الإبلاغ بشكل سريع عن الحريق قبل تطوره، وتعامل الأفراد العاديين مع الحريق قبل وصول قوات الحماية المدنية إلى موقع الحادث، وهو ما يزيد من تعقيد الأزمة فيما بعد، ولعل حريق المسرح القومى كان أشهر الحرائق التى شهدتها، حيث لم يبلغ أحد عن الحريق وإنما من قام بالإبلاغ هم رجال المطافى أنفسهم عندما شاهدوا الدخان يتصاعد من المبنى، وعلى الفور تحركت وقتها عربات الإطفاء.
{long_qoute_2}
ومن جانبه يوضح اللواء محيى السيد، مدير الحماية المدنية بقطاع شرق القاهرة سابقاً، أن ضعف الوعى لدى المواطنين يزيد من أعباء قوات الحماية المدنية لا سيما فى الأحداث الكبيرة، معبراً عن ذلك بقوله: «الناس بتكون نفسها تساعدنا لأن احنا بطبيعتنا كشعب مصرى طيب، لكن للأسف المساعدة ديه بيكون ليها نتايج سلبية فى أغلب الأوقات، وكتير من الناس مبيكونوش عارفين إن مساعدتهم لقوات الحماية المدنية إنهم يسيبوهم يشوفوا شغلهم من غير ما يتدخلوا فيه»، مؤكداً أن تحرك الحماية المدنية يكون فور الإبلاغ عن مكان الحريق وتكون هناك متابعة شديدة على هذه التحركات حتى وصولها إلى المكان المراد الوصول إليه.
ويوضح «السيد» أن مشكلة المرور تعد واحداً من أكبر وأهم المعوقات التى تواجه قوات الحماية المدنية لا سيما فى القاهرة الكبرى، وهو ما يجعلهم يتبعون طرقاً مختلفة يتحايلون بها على هذا الأمر، «عشان حرصنا الشديد على إننا نروح مكان الحادث بنضطر إننا نطلع عربيات مطافى من أكتر من جهة، واللى توصل الأول فيهم لمكان الحادث تتعامل مع الحريق عقبال ما باقى العربيات توصل»، مشيراً إلى أن المناطق العشوائية هى الأكثر تعقيداً من غيرها فى عملية دخول عربات الحماية المدنية إلى مكان الحريق نظراً لضيق الشوارع وضعف المستوى الفكرى وقلة الوعى فى أغلبها، حسب قوله، معبراً عن ذلك بقوله: «أيام حادث صخرة الدويقة والأحداث اللى حصلت فيها إحنا تعبنا جداً عقبال ما قدرنا نتعامل مع الموقف»، مضيفاً: «إحنا هدفنا إيقاف الحريق أولاً وفى نفس الوقت الحفاظ على أرواح المواطنين الموجودين فى مكان الحريق».
رجال الحماية المدنية خلال تعاملهم مع حريق العتبة «صورة أرشيفية»
عبد القادر