مسنة تجر عربة ثلج بميراث 66 عاماً من الشقاء

مسنة تجر عربة ثلج بميراث 66 عاماً من الشقاء
- ميدان الطميهى
- هشاشة العظام
- وسط المدينة
- آلام
- أبوزيد
- ميدان الطميهى
- هشاشة العظام
- وسط المدينة
- آلام
- أبوزيد
حمل ثقيل تجره يومياً، ليس مجرد ألواح ثلج على عربة ذات إطارين، بل معاناة رافقتها طوال سنوات عمرها الـ66. من داخل عشة فى مساكن المجزر بالمنصورة، تخرج محفوظة أبوزيد العدوى، يومياً، لتتجه إلى ميدان الطميهى وسط المدينة، وتبدأ مهمتها فى بيع الثلج للمطاعم والمحال المختلفة، مهمة صعبة على جسدها الواهن الذى تسللت إليه «هشاشة العظام». تدفع السيدة السبعينية العربة للأمام، يحمر وجهها وتبرز أوردة كفيها، لكنها تنجح فى إحكام قبضتيها عليها وتنطلق خلفها محاولة تفادى المطبات التى تجعلها تتعثر فى الطريق: «من سنة 88 وأنا ببيع التلج، مهنة ورثتها عن والدى.. قبل ما يموت مكنتش بشوف الشارع، ولما مات وملقيتش حد يصرف عليّا طلعت اشتغلت فى نفس الشغلانة».
تبدأ «محفوظة» عملها منذ السابعة صباحاً وبعد أن تنتهى من توزيع ألواح الثلج تعود إلى عشتها، وما إن تنام حتى تبدأ نوبة من الآلام الشديدة تنهش فى جسدها يصعب معها النوم: «هشاشة العظام مجننانى، مش بنام طول الليل، ألم شديد فى كل عضمى من راسى لرجلى والمسكنات مش بتعمل حاجة». لم تنجب «محفوظة» قبل طلاقها، وتعيش فى العشة وحيدة منذ وفاة والدها: «محدش معايا، من ساعة ما مات والدى سنة 1988 وأنا لوحدى.. مش معايا غير ربنا». خلال فترة الصيف ينتعش عمل بائعة الثلج أما فى الشتاء فالعمل شبه متوقف لعدم حاجة أصحاب المحال للثلج: «تقريباً مش بشتغل غير فى الصيف يا ريت أيام السنة كلها صيف، وفى الشتا بقضيها بأى حاجة وأى لقمة.. ما أنا عايشة بطولى».