سيدات يحاربن الغلاء بمشروع «فراخ» استعداداً لرمضان

كتب: محمد غالب

سيدات يحاربن الغلاء بمشروع «فراخ» استعداداً لرمضان

سيدات يحاربن الغلاء بمشروع «فراخ» استعداداً لرمضان

الفراخ تجرى فى كل مكان بالحارة، تفوق أعداد أهالى الحارة أنفسهم، قد لا يقدر المارة على السير من كثرة الطيور تحت أقدامهم، تصعد على الرصيف وفوق الكراسى وتتجول يميناً ويساراً وعند سؤال المارة: «هى الفراخ دى بتاعة مين؟»، يأتى الرد: «دى بتاعة ستات الحارة كلهم، مشتركين فيها، عشان تنفعهم فى شهر رمضان».

وقفت حميدة محسن فى منتصف حارة الحكر بعابدين، وحولها الفراخ والديك الوحيد الذى أطلقت عليه «مشمش»، تلقى لها الحبوب فى أوانٍ معدنية وتقف لتتابعها وهى تلتقطه، ثم تحكى: «أنا وست ستات فى الحارة اشتركنا مع بعض وجبنا كتاكيت عشان الحاجة بتغلى فى رمضان وأكيد هتنفعنا».

{long_qoute_1}

جلسات النساء أمام منازلهن بالحارة، يكون الحديث الأول فيها عن الظروف الاقتصادية، وتدبير الأمور قبل شهر رمضان، وهو ما جعلهن يفكرن فى تربية الفراخ، لتكون نجدة لهن فى الشهر الكريم: «بنربى الفراخ لرمضان، وكل واحدة فينا جايبة كذا فرخة، يعنى كل ده لينا مش لحد».

تنزل النساء من بيوتهن للاطمئنان على الفراخ، وليتحدثن مع بعضهن كعادتهن اليومية، يضحكن على الأسماء التى أطلقنها على الفراخ، «أم مصطفى» و«أم ياسمين» تمزحان بقولهما: «كل فرخة ليها اسم، فيه نانسى، وفيه هيفاء، والديك اسمه مشمش»، مضيفة: «أمال إيه بيحسوا بصاحبهم وبيجروا علينا، ما إحنا أكلناهم وكبرناهم وربيناهم عشان ينفعونا».

ثمن «أكل الفراخ» يوزع على السيدات الست، تقول «أم ياسمين»: «بنلم ونجيب أكل مع بعض ده غير إن كل واحدة بترمى لهم الأكل اللى باقى من عندها، إحنا كده وفرنا على نفسنا كتير، ده كيلو الوراك وصل لـ30 جنيه، وإحنا أصلاً مبناكلش لحمة عشان أسعارها غليت قوى، فمش هنحرم نفسنا من اللحمة والفراخ كمان». السيدات هن أصل التدبير والتوفير، حسب «أم مصطفى»: «كلنا صحاب الفكرة، إحنا فى حارة شعبية وكل يوم بنقعد مع بعض نفكر ونطلع بحلول، وننصح الستات يفكروا عشان الأزمة، فى رمضان بيبقى القرش ضيق وبنخاف نجيب الحاجة، فكان لازم نلاقى حل، عشان لما بييجى ضيف فى رمضان نلاقى حاجة زى الفراخ تنجدنا».

لا تتمنى نساء الحارة سوى أن تقل الأسعار، وتزيد المعاشات، فتقول «حميدة»: «ربنا كريم وحنين قوى، واللى نفسنا فيه ربنا هيحققهولنا».


مواضيع متعلقة