انتخابات «اليونيسكو» تشتعل: فرنسا تقلب الموازين وترشح وزيرة ثقافتها لرئاسة المنظمة الدولية

انتخابات «اليونيسكو» تشتعل: فرنسا تقلب الموازين وترشح وزيرة ثقافتها لرئاسة المنظمة الدولية

انتخابات «اليونيسكو» تشتعل: فرنسا تقلب الموازين وترشح وزيرة ثقافتها لرئاسة المنظمة الدولية

أُغلق أمس الأول باب الترشح لمنصب مدير عام منظمة «اليونيسكو» الدولية، ومقرها باريس، بمفاجأة من العيار الثقيل، حيث تقدمت فرنسا بمرشحة فى اللحظات الأخيرة هى أودرى أزولاى، وزيرة الثقافة والاتصالات الفرنسية. وتم إغلاق باب الترشح للمنصب على 9 مرشحين، لخلافة إيرينا بوكوفا، المدير العام الحالى للمنظمة، أبرزهم المرشحة المصرية السفيرة مشيرة خطاب، التى حصلت على دعم من المجموعة الأفريقية فى المنظمة، من خلال قرار صدر عن القمة الأفريقية التى عقدت العام الماضى فى رواندا، بالإضافة إلى المرشحة اللبنانية فيرا خورى، والمرشح القطرى حمد بن عبدالعزيز الكوارى.

{long_qoute_1}

ويتنافس فى الانتخابات، فضلاً عن هؤلاء المرشحين الأربعة، 5 مرشحين آخرون من أذربيجان وجواتيمالا والعراق ولبنان وفيتنام والصين، ولكن ستبقى المنافسة محصورة بين الأربعة الكبار، وهم «خطاب والكوارى وخورى وأزولاى».

وقالت مصادر دبلوماسية لـ«الوطن» إن تقدم فرنسا بمرشحتها سيشعل المنافسة وربما يقلب الموازين، خاصة أن «أزولاى» هى الأصغر سناً بين المتقدمين التسعة للمنصب، ولا يتجاوز عمرها 45 عاماً، مشيرة إلى أن معيار السن أصبح الآن مطلباً ملحاً، كما أنها يهودية الديانة، ما يعنى أنها ستحظى بدعم من إسرائيل والولايات المتحدة، فضلاً عن كونها من أصول مغربية، ويعمل والدها مستشاراً لشئون «حوار الأديان» للعاهل المغربى الملك محمد السادس ووالده الملك الراحل الحسن الثانى، وهو ما يرجح كفتها فى المغرب أيضاً.

وأضافت المصادر: «هذا بجانب أن فرنسا صاحبة الترشيح هى البلد الذى يستضيف مقر اليونيسكو، كما أنها دولة عضو فى الاتحاد الأوروبى، وبذلك ستذهب إليها أصوات الكتلة الأوروبية، إضافة إلى أصوات الكتلة الفرانكوفونية فى دول أفريقيا، واللافت للنظر أن المرشحة تولت منصب وزيرة الثقافة الفرنسية منذ شهور، فى الوقت الذى بدأت فيه المعركة بين الدول العربية على المنصب، فيما كانت فرنسا تؤهل مرشحتها وتكسب لها أرضية جديدة».

وأكدت المصادر أن «الوضع العربى أصبح حرجاً، حيث تقدم للمنصب 4 مرشحين عرب، من مصر والعراق وقطر ولبنان، فيما يبلغ عدد الدول العربية الأعضاء فى المجلس التنفيذى لليونيسكو ممن لهم حق الترشح 7 دول، منها 4 دول ستعطى أصواتها لمرشحيها، ومن المرجح أن تمنح المغرب صوتها لمرشحة فرنسا». وقال الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، عضو المجلس الاستشارى للسفيرة مشيرة خطاب مرشحة مصر لـ«اليونيسكو»: «إن طرح المرشحة الفرنسية لمنصب مدير المنظمة هو مؤشر سلبى، لأن فرنسا بلد المقر سيكون لها جاذبية كبيرة، ولكن لا يوجد مستحيل أمام إرادة الأذكياء والأقوياء، ويجب أن تعمل مصر على جميع الأصعدة العربية والأفريقية والدولية لدعم مرشحتها، ولحسن الحظ فإن علاقتنا بالولايات المتحدة وإسرائيل حالياً أفضل مما كانت عليه وقت ترشيح مرشحنا السابق فاروق حسنى، وزير الثقافة الأسبق، حيث تحالفت الدولتان وقتها لإسقاط مرشحنا، ونحن فى الموقف الحالى نستطيع المناورة وكسب عدد لا بأس به من الأصوات».

وطالب «عصفور» الدولة بـ«توفير كل الدعم المالى للمرشحة المصرية مشيرة خطاب، وبذل كل الجهد للوقوف بجانبها، كما يجب على المرشحة أن تعتمد على مشروعات حقيقية تحتاج لها المنظمة بالفعل، وألا تشكك فى أى مرشح منافس، كما ينبغى أن نركز على علاقتنا بالدول غير العربية والعربية معاً، لدعم المرشحة المصرية، وأن نطرح مشروعاً جديداً لتطوير اليونيسكو، وإعادة النظر فى طريقة عملها، لإعطائها المزيد من الفاعلية الدولية، خاصة فى القضايا الحساسة مثل حماية التراث والآثار، وهى القضايا التى نعانى منها فى مجتمعنا العربى، وأخيراً يجب أن نكون فى غاية الصبر والدبلوماسية وألا نفقد أعصابنا أبداً». من جانبه، قال النائب طارق الخولى، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن دفع باريس بوزيرة الثقافة والاتصال مرشحة لمنصب مدير عام اليونيسكو، جعل المعركة صعبة، خاصة أن فرنسا تستند إلى ما يُعرف عنها من ثقافة وعلوم، فضلاً عن أنها دولة المقر.

وأضاف «الخولى» لـ«الوطن»: «نعترف بأن المعركة الانتخابية لن تكون سهلة، وقد سبق للجنة العلاقات الخارجية فى البرلمان المصرى، عقد اجتماع مع المرشحة المصرية السفيرة مشيرة خطاب، التى تحظى بدعم من جميع أطراف الدولة المصرية».

واستطرد: «مصر دولة ذات ثقل، وبالتالى المرشح المصرى فى صدارة القوى المنافسة، رغم التهديدات المحيطة من كل جانب، فى ظل وجود مرشح قطرى يدفع أموالاً طائلة، ووعوده لليونيسكو بالأموال فى ظل احتياج المنظمة، كذلك نثق فى الدول الأعضاء، وأن الاختيار سيتم على قدرة المرشح وما يقدمه من أفكار، وليس من أموال».

وأشار «الخولى» إلى أنه كلما اقترب موعد الانتخابات زاد تكثيف الجهود، مبيناً أن «خارجية» البرلمان بحكم لقاءاتها بالوفود من الدول الأعضاء، تحرص على جعل جزء كبير من اجتماعاتها لدعم مشيرة خطاب.

وكانت فرنسا، قبل ساعات من إغلاق باب الترشيح رسمياً لمقعد مدير عام منظمة اليونيسكو، قد دفعت بوزيرة الثقافة والاتصال بالحكومة الفرنسية «أودرى أزولاى» للمنصب، ليصبح إجمالى عدد المرشحين المتنافسين عليه 9 مرشحين.


مواضيع متعلقة