بعد وفاة والدها.. "أمل" تحرس "الحمير" بدلا من "التسول"

بعد وفاة والدها.. "أمل" تحرس "الحمير" بدلا من "التسول"
بجلباب تلطخه الأوساخ، وابتسامة لا تفارق وجهها الأسمر، تقف الفتاة التي لم تكمل عامها الـ15 إلى جوار حمار، وأمامها غرفة بداخلها حمير تقوم على حراستهم مقابل 5 جنيه في اليوم، بمنطقة الحوامدية في الجيزة.
حراسة الحمير، هي المهنة التي تقوم بها "أمل سليمان" بمنطقتها، ليس حباً في الحمير، إنما طمعاً في بعض الجنيهات التي تتقاضاها من حراستهم بعد وفاة والدها، تاركاً الفتاة الصغيرة، وأمه المريضة التي تشقى على شقيقها "محمود"، الذي يعتبر أصغر من "أمل" بعامين، فلم تجد الفتاة أمامها وسيلة إلا حراسة الحمير للبقاء هي وأسرتها على قيد الحياة: "بقالي 6 شهور بقعد أحرس حمير أوضة عم أيمن جارنا، بخلي بالي من 3 حمير لحد يسرقها وباخد فلوس كل يوم على حراستي ليهم بدل البهدلة".
{long_qoute_1}
الغرفة التي تقوم بحراستها "أمل"، هي نفسها المكان التي اتخذتها للنوم والراحة والاحتماء من برد الشتاء القارس: "أبويا من بعد ما مات، صاحب الأوضة اللي كنا عايشين فيها طردنا، وأمي عايشه في الشارع وكليتها تعبانة، وأخويا أوقات يجي يحرس معايا الحمير، وبيشتغل بياع مناديل في الإشارات، وعم أيمن جارنا بيسبني أبات في الأوضة عشان متبهدلش في الشوارع".
بين الحين والآخر، تسرح "أمل" بخيالها، تحلم بوضع اجتماعي أفضل، تحلم بأسرة في بيت واحد "زي زمان" حسب وصفها، فرغم حياتها التي تبدلت بعد وفاة والدها، وعملها في حراسة الحمير التي لم تختارها، لكنها كانت بديلاً عن التسول، فهي لا تتمنى أي شئ في حياتها البسيطة إلا أن تعيش وسط أمها وشقيقها في أمان وسلام: "أول ما أتشردنا بعد أبويا، عم أيمن جارنا طلب مني أحرس له حميره وباقت شغلانه ليا، ومبعملش حاجة غير إني بفضل جنبهم وأكلهم وأشربهم وأراعيهم وأخلي بالي لحد يسرقهم، وربنا كريم".