دراسة جديدة توضح أنواع مختلفة لـ"مشتهي الأطفال"

دراسة جديدة توضح أنواع مختلفة لـ"مشتهي الأطفال"
تمكن العلماء من كشف النقاب عن بعض الحقائق في علم النفس حول "اشتهاء الأطفال pedophilia"، باستخدام تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي fMRI.
واستطاع عدد من العلماء اكتشاف بعض الاختلالات العصبية المشتركة بين أنواع معينة من اشتهاء الأطفال، إضافة إلى فهم السبب الذي يجعل بعض المصابين باشتهاء الأطفال يقومون بالفعل بالاعتداء على الأطفال، بينما لا يقوم آخرون بذلك.
وفي دراسة نشرت مؤخرًا في مجلة Human Brain Mapping، درس علماء نفس الإكلينيكي من جامعة دويسبورج-إيسن في ألمانيا أدمغة 40 رجلًا قاموا بالاعتداء الجنسي على الأطفال، و47 رجلًا اعترفوا فقط بانجذابهم للأطفال ما قبل سن البلوغ دون اعتداء جنسي، و40 رجلًا طبيعيًا، لمقارنة النتائج.
ووضع الأشخاص في جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، وفقا لموقع "ناسا" في حين طلب منهم إجراء مهمة بسيطة من نوع "اختر/ لا تختر"، حيث يعرض على المشاركين مجموعة من الصور ويطلب منهم اختيار الصور التي تحتوي على علامة X وعدم اختيار الصور التي تحتوي على علامة + بحيث تعرض المحفزات على الأشخاص من أجل دراسة أوقات الاستجابة لديهم، ومهارات اتخاذ القرار، ويقظتهم، وقد تبين أن الفرق بينهم يكمن في قدرتهم على التثبيط.
ووجد العلماء أن مشتهي الأطفال كانوا بشكل عام أكثر تهورًا أو تسرعا مقارنة بمجموعة المقارنة، كام بدا أن مشتهي الأطفال الذين ليس لهم تاريخ لاعتداء جنسي على الأطفال زادت لديهم قدرات ضبط النفس، وأظهرت أدمغة هذه المجموعة من مشتهي الأطفال من غير المعتدين على أطفال، نشاطًا زائدًا بشكل كبير في المناطق المثبطة للسلوك.
وقال الدكتور كريستيان كيرجل، مؤلف الدراسة، إن البحث أوضح أن مشتهي الأطفال الذين لم يمارسوا أي اعتداءات نهائيًا تجاه الأطفال يختلفون اختلافا جوهريًا عن الذين مارسوا اعتداءات بالفعل، مقترحًا محاولة التعامل معهم بشكل مختلف في العلاج النفسي وإعادة التأهيل.
وأضاف وفقا لـ"الإندبندنت"، "في المجتمع، غالبًا ما يتساوى اشتهاء الأطفال مع التحرش الجنسي بالأطفال، ومن الواضح أن اشتهاء الأطفال ليست شرطا ضروريًا ولا كافيا للانخراط في الاعتداء الجنسي على الأطفال، وهذا يعني أنه ليس بالضرورة أن يرتكب الشخص المصاب باشتهاء الأطفال جرائم اعتداء جنسي، كما أن هناك العديد من الأشخاص الذين ليسوا مصابين باشتهاء الأطفال، ومع ذلك اعتدوا جنسيا على الأطفال.
وأكد العلماء، أن النتائج المتفاوتة التي تم الحصول عليها من التصوير العصبي أثناء مهمة "تثبيط الاستجابة"، تدلل على أهمية التمييز بين اشتهاء الأطفال المنخرطين في الاعتداء الجنسي وبين الآخرين الذين لم يقوموا بالاعتداء على الأطفال من حيث كونهما مشكلتين مختلفتين إكلينيكيًا.