تعديات قنا: الإزالات ممنوعة فى «قرى الإجرام»

كتب: رجب آدم

تعديات قنا: الإزالات ممنوعة فى «قرى الإجرام»

تعديات قنا: الإزالات ممنوعة فى «قرى الإجرام»

تخرج حملات يومية للأجهزة التنفيذية بمحافظة قنا، مكونة من الشرطة والوحدات المحلية وأجهزة الزراعة والرى وأملاك الدولة والمسئولين عن النيل، لإزالة التعديات على الأراضى الزراعية التى استفحلت فى كافة ربوع المحافظة منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن، ولكن هناك تعديات لم يتمكن المسئولون من الوصول إليها إما لعدم كفاية الدراسات الأمنية أو لصعوبة الوصول إليها أو لقوة نفوذ المتعدين وخوف المسئولين من بطشهم، أو موجودة فى قرى الإجرام فى المحافظة.

{long_qoute_1}

ففى مركز قفط يشتكى أهالى قرية أبنود، جنوب قنا، من المسئولين لعدم إزالة التعديات على مساحة 120 فداناً فى الظهير الصحراوى بقرية كرم عمران، يتم تخصيص 100 فدان منها والباقى مجمع مصالح، ولكن تعديات عدد من كبار المواطنين حالت دون تنفيذ ذلك.

ويقول أحمد خليل، مدير مركز ومتحف السيرة الهلالية بقرية أبنود، إن القرية ليس لها جبانة لدفن الموتى بعد ما امتلأت الجبانة القديمة التى يصل عمرها إلى 300 عام، وإن الدولة خصصت لنا مساحة 100 فدان بالظهير الصحراوى بكرم عمران، ولكن التعديات وعدم تنفيذ الإزالات من عليها بسبب نفوذ المتعدين صعّب تسليمها منذ 13 عاماً، ما جعل المواطنين فى حالة غضب لعدم وجود مكان لدفن الموتى.

وفى جزيرة الحمودى بمركز الوقف، قام العشرات من المواطنين بردم أجزاء كبيرة من نهر النيل لزراعتها، إضافة إلى بناء المنازل والفيلات على نهر النيل مباشرة، مستغلين عدم قدرة الشرطة والحكومة على الوصول للجزيرة لعدم وجود طريق مباشر إليها سوى المعديات، وهو ما أكده عدد من المحاضر الخاصة بطرح النهر فى مركز شرطة الوقف. وفى مركز قنا ومن الناحية الغربية قبالة قرية الترامسة، الموازية لمدينة قنا، بنى عدد من العقارات المخالفة ولم يوصل البعض إليها مرافق، وفى نجع حمادى يوجد عدد كبير من المنازل والفيلات على ضفاف نهر النيل، موصل المرافق والباقى ينتظر ولكن لم تتمكن الحكومة من الإزالات لإعطائها شرعية الوجود بسبب المرافق لضعف المسئولين.

اتهم أهالى قرية الفاوية، وقرى الغرابوة بحرى وقبلى ونجوع الحشاشين والعجمى وسالم وأبوعتمان، التابعين لمركز دشنا، محافظ قنا، والوحدة المحلية لمدينة دشنا، والوحدة القروية لقريتى السمطا وأبومناع غرب والشرطة، بالتخاذل فى تنفيذ قرارات الإزالة الخاصة بالتعديات على مقابر الموتى، والتعديات الخاصة بقطعة أرض خاصة ببناء مدرسة، منذ أكثر من 7 سنوات، مطالبين الرئيس عبدالفتاح السيسى ورئيس الوزراء ووزير التنمية المحلية بالتدخل لحل مشاكلهم.

ولفت محمد يونس، مهندس فى هيئة الأبنية التعليمية ومن أبناء قرية الفاوية، إلى أن هذه القطعة أسندت إلى أحد المقاولين، ولكن عندما جاء ليتسلم المقاول الأرض وجد عليها تعديات وطلب من الوحدة المحلية إزالتها وفق محاضر مسبقة ضد المعتدين، ولكن فى كل مرة لإزالتها تتراجع الشرطة والوحدة المحلية فى قرار الإزالة تحت بند «دواعٍ أمنية».

فيما يشتكى 7 قرى ونجوع بالعزب المصرى من عدم إزالة تعديات المواطنين على أراضى أملاك دولة مخصصة لدفن الموتى، ما تعرف بـ«الجبانة القبلية» بنجعى سالم والعجمى، يقول أحمد جاد، أحد أبناء قرية الغرابوة، إنه فى الأساس مساحة تلك الجبانة 5 أفدنة واليوم لا تصل مساحتها 24 قيراطاً «فدان» بسبب بناء المواطنين عليها منازل وتم تركيب مرافق مياه وكهرباء لها من قبَل الوحدة المحلية لقرية السمطا.

ووفق آخر إحصائيات حماية الأراضى الزراعية فى المحافظة منذ يناير 2011، فإن هناك 3 آلاف و694 فداناً متعدى عليها وتم الإزالة لألف و513 فداناً، بنسبة 49% من جملة التعديات.

من جانبه، قال اللواء عبدالحميد الهجان، محافظ قنا، إن الدولة تبذل كل ما فى وسعها وجهدها لإزالة التعديات على الأراضى الزراعية وأملاك الدولة ونهر النيل، مشيراً إلى أن كافة التعديات ستتم إزالتها، وأنه تم إزالة 19 ألفاً و907 حالات تعدٍّ منذ توليه منصب المحافظ.

 

صورة من شكوى الأهالى للمحافظ


مواضيع متعلقة