عم باسل الأعرج في حواره لـ"الوطن": تمنّى "الشهادة" فتحققت بأيدي الاحتلال الإسرائيلي

كتب: محمد علي حسن

عم باسل الأعرج في حواره لـ"الوطن": تمنّى "الشهادة" فتحققت بأيدي الاحتلال الإسرائيلي

عم باسل الأعرج في حواره لـ"الوطن": تمنّى "الشهادة" فتحققت بأيدي الاحتلال الإسرائيلي

"أنا الآن أسير إلى حتفي راضيًا مقتنعًا وجدت أجوبتي"، بهذه الجملة اختتم الشهيد الفلسطيني باسل الأعرج وصيته التي كتبها قبل اغتياله بأيدي جنود الاحتلال بعد شهور من مطاردته، حيث عمل الأعرج في مشروع لتوثيق أهم مراحل الثورة الفلسطينية منذ ثلاثينيات القرن الماضي ضد الاحتلال البريطاني، وصولًا إلى الاحتلال الإسرائيلي، وذلك من خلال تنظيم رحلات ميدانية لمجموعات شبابية متنوعة للتعريف بها على أرض الواقع.

"الوطن" حاورت محمد الأعرج أبو خليل، عم باسل، الذي أكد أن ابن أخيه كان يعلم أنَّه سيلقى مصيره عاجلًا أم آجلا، مشيرًا إلى أن العائلة استقبلت خبر استشهاد باسل بكل هدوء.

وأضاف الأعرج أن باسل توجَّه عقب تخرجه من الجامعة مباشرة إلى مجال التدوين والمطالعة، وتوثيق الثورات الفلسطينية، وتوثيق عملية الاستيطان، والعمليات الفدائية الفلسطينية.

وإلى نص الحوار...

-كيف كان يعامل الشهيد باسل أقاربه وأصدقاءه؟

باسل كان قمة في الأدب والأخلاق والهدوء، وكان مبتسمًا دائمًا، ويتعامل مع الجميع بكل أدب واحترام، ولم يرفع صوته أبدًا عَلى أحد.

-هل كان يعلم أن الاحتلال الإسرائيلي سيستهدفه في أي وقت؟

باسل كان يعلم جيدًّا أنَّه مستهدف من قِبل الاحتلال الإسرائيلي، لأنه كان مطاردًا من شهر أغسطس الماضي، وابتداءً من شهر أبريل الماضي سجنته السلطة مع مجموعة شباب آخرين بتهمة محاولة القيام بعملية نوعية ضد الاحتلال الإسرائيلي، ثم اعتقلته المخابرات الفلسطينية حتَّى شهر أغسطس، وامتنع  هو والشباب عن الطعام، وأصبح هناك إضرابات واعتصامات أمام السجن في رام الله لحين خروجهم، وعقب خروجهم مباشرة أصبح باسل مطاردًا من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى أن استشهد.

{long_qoute_1}

باسل أصبح رمزًا لتضحية الشباب الفلسطيني.. فكيف أثَّرت فيه تربيته بمنزل عائلة الأعرج وهو صغيرا؟

 نحن عائلة وطنية جميع أفرادها يعملون ضد الاحتلال الإسرائيلي والاستيطان، ونحن ضد مصادرة الأراضي والتهويد، وباسل نشأ في هذه الأسرة وتعلم منها وتعلم من الآخرين، وأثناء دراسته في مصر، حيث إنََّه تخرج في إحدى كليات الصيدلة، التقى بالشباب المثقف الواعي المصري وتأثر بهم.

-ما أبرز المواقف التي تتذكرها بينك وبين باسل؟

أبرز المواقف التي كانت تحدث بيني وبين باسل، أغلبها خلال النقاشات بشأن الحرب الثورية، وحرب الشعب طويلة الأمد، وبناء الحاضنة الشعبية، وهل يجوز إطلاق النار على السلطة إذا كانت غاشمة، وهنا لا أقصد السلطة الفلسطينية لكن أتحدث بشكل عام، وكنت أرفض لأن هذا يسبب حمام دم ويسبب أيضًا حربًا أهلية، وهذه كانت النقاط التي كنا نختلف عليها، لأن باسل كان يفترض أنَّه يجب على الشعب أن يقوم ويثور في وجه المحتل لتحرير الأرض.

- ما أكثر جملة كان يرددها الشهيد باسل؟

أكثر جملة كان يرددها باسل "المَنية ولا الدنيّة ولا نعطي الدنية".

- منذ متى وباسل يعشق التدوين والتأريخ؟

بدأ بالدراسة والاطلاع والقراءة منذ صغره، وحينما كان يزورني في عمان حيث أقيم، كان يقضي الليل بطوله في قراءة الكتب، وعندما تخرج في الجامعة، توجه إلى مجال التدوين والمطالعة وتوثيق الثورات الفلسطينية، وتوثيق عملية الاستيطان والعمليات الفدائية الفلسطينية.

{long_qoute_2}

- كيف استقبلت عائلة الأعرج خبر استشهاد باسل؟

العائلة استقبلت خبر استشهاد باسل بكل هدوء؛ لأن الأمر كان متوقعًا، وكنا نعلم أن باسل كان سيلقى ذلك المصير عاجلا أم آجلا، والدليل على ذلك أنَّه كان، تقريبا بمعدل مرتين في الأسبوع، يتم تفتيش المنزل ومحاصرته من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، ونبش محتوياته وتخريب محتوياته من الداخل، وكان معلومًا أنَّهم سيلتقون به ويصطدمون به يوما ما، ولم يكن باسل نائما في هذه الفترة التي كانت لا تُعد فترة خمود لنشاطه، بينما كان يقضيها في عمل دائم ومستمر، ولذلك عندما اصطدموا به واصطدم بهم كانت أمنيته أن يموت شهيدًا وقد استجاب الله دعاءه، ونحن استقبلنا خبر استشهاده كأي فلسطيني آخر، حيث إنه ليس أول فلسطيني يستشهد، ولن يكون آخر فلسطيني، ومن ثم فكل شهيد هو ابننا، وكل أسير ومعتقل هو ابننا، وكل مطارد هو ابننا، وباسل لا يفرق عن بقية الشهداء بأي شيء سوى بقرابة الدم أمَّا الآخرون فهم أبناؤنا.

- كلمة توجهها للشهيد باسل؟

باسل حبيبي عشت رجلًا ومت بطلًا.. رحمة الله عليك، وإلى جنة الخلد يا باسل، وملتقانا بإذن الله في الجنة.

- كلمة توجهها إلى الشعب الفلسطيني؟

أتمنَّى وأرجو أن يكون استشهاد باسل شمعة تضيء لنا درب الحرية وطريق التحرير، وألا يذهب دمه هدرا وعلينا أن نكون كلنا باسل لتحرير الأرض والإنسان.

 

 

 


مواضيع متعلقة