والد الشهيد «محمد»: «كان بيقول لى بكرة أبقى لعيب كورة مشهور والناس كلها تتكلم عنى.. وبعد استشهاده صوره بقت مالية شوارع المحافظة كلها»

كتب: دارين فرغلى

والد الشهيد «محمد»: «كان بيقول لى بكرة أبقى لعيب كورة مشهور والناس كلها تتكلم عنى.. وبعد استشهاده صوره بقت مالية شوارع المحافظة كلها»

والد الشهيد «محمد»: «كان بيقول لى بكرة أبقى لعيب كورة مشهور والناس كلها تتكلم عنى.. وبعد استشهاده صوره بقت مالية شوارع المحافظة كلها»

20 نوفمبر 2013، تاريخ يحفظه «إبراهيم عبدالعظيم» عن ظهر قلب، فى هذا اليوم كان الرجل الستينى قد فرغ لتوه من أداء صلاة الظهر فى المسجد عندما تلقى مكالمة تليفونية تفيد باستشهاد ابنه الأصغر «محمد»، المجند بالقوات المسلحة، أثناء عودته هو وزملاؤه من إجازة، حيث استهدفت مجموعة إرهابية الأوتوبيس الذى كان يقلهم من الشيخ زويد، فاستشهد هو وما يقرب من 18 مجنداً من زملائه، لم يتمالك الأب نفسه حينها فهرع إلى أبنائه ونقل لهم الخبر ثم سقط مغشياً عليه.

يقول «إبراهيم»: «محمد كان دائماً يردد أنه سيصبح فى أحد الأيام لاعب كرة قدم شهيراً وأن صورته ستُنشر فى الجرائد والمجلات والتليفزيونات، كان نفسك تبقى مشهور يا محمد واديك بقيت بطل وفيه مدرسة باسمك وصورك مالية شوارع المنوفية كلها»، قالها والد الشهيد وهو يغالب الدموع فى عينيه.

يصف «عبدالله» شقيقه محمد بـ«المثقف الطموح»، ويقول عنه: «من صغره بيحب القراءة لدرجة إن أبويا كان بيدى له مصروفه جنيه وكان بيروح يشترى بيه جورنال ويقعد يقراه، مش كده وبس، رغم إن كان معاه دبلوم صنايع لكن كان بيقرا المجلات وبيدخل على النت عشان يقعد يعمل بحث عن الطبيعة والحيوانات ويقرا عنهم كتير ولما كنت باسأله بتعمل كده ليه؟ كان بيرد يقولى طول ما الإنسان عايش لازم يتعلم».

يقول «عبدالله»: «فى إحدى المرات كان يجلس مع ابنى ويلعبان معاً «بلاى ستيشن» وعندما هزمه ابنى قال له: انت ازاى تعمل كده فى عمك وهو هيبقى مشهور أوى، عندما سمعت هذه الجملة منه ضحكت ولم يخطر فى بالى يوماً أن شقيقى الأصغر سيصبح بطلاً شهيداً ويحقق الشهرة التى كان يسعى إليها، والآن بعد استشهاده ابنى قال لى إنه مصمم على الالتحاق بالكلية الحربية حتى يأخذ بالثأر لعمه وإنه لن يتوانى عن تحقيق هذا الحلم».

خبر استشهاد «محمد» لم يتبعه بكاء وصراخ وعويل فقط من أسرته بل توفى أحد أشقائه بعده بثلاثة شهور وبعد عام من وفاة الشهيد لحقت به والدته، يقول الأب المكلوم: «محمد ابنى كان طيب وجدع وحنين وأصغر ولادى وكلنا كنا بنحبه وبنحسه ابن موت عشان كده أخوه وأمه ما استحملوش الدنيا من بعده».

يقف الأب أمام الكشك الذى يملكه فى أحد شوارع كفر صميدى بمدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، يشير إلى تلك الصور المعلقة فى أرجاء المكان ويقول: «من يوم استشهاده وأنا حاطط صوره حواليا كده فى كل حتة عشان كل الناس تفضل فاكراه».

ينظر الأب إلى الرصيف المقابل له ويقول: «آخر مرة كان راجع فيها من الإجازة ورايح على الخدمة تانى جه ورجع على الرصيف ده 3 مرات وكل مرة أسأله انت عاوز حاجة يا محمد أو ناقصك حاجة يقولى لا بس حاسس إنكم هتوحشونى ويحضنى ويبوسنى وعمل كده مع أخوه الكبير عبدالله».

يقول الأب كنت أقول له: «انت خايف يا محمد؟ يقولى لا طبعاً بس مابحبش أبعد عندكم وبعدين أخاف إزاى ما انت عارف ابنك قوى وما يهموش حد غير ربنا»، ثم يعود ليقول: «محمد لم يكن شاباً مثقفاً فقط ولكنه كان رياضياً ويواظب على الذهاب إلى الصالات الرياضية ورفع الأثقال ولم يدخن يوماً سيجارة واحدة»، يقول باكياً: «كان راجل بجد وابن ما يتعوضش بس ما يغلاش على البلد».


مواضيع متعلقة