والدة شهيد دمياط: والده بنى قبره قبل استشهاده بيومين.. وأسكن فى شقته لأشم رائحته

كتب: سهاد الخضرى

والدة شهيد دمياط: والده بنى قبره قبل استشهاده بيومين.. وأسكن فى شقته لأشم رائحته

والدة شهيد دمياط: والده بنى قبره قبل استشهاده بيومين.. وأسكن فى شقته لأشم رائحته

«ربنا يرحمك يا حبيبى، كان نفسى أشوفك قبل ما تستشهد، كأن والدك كان حاسس بوفاتك بدرى»، بتلك الكلمات بدأت السيدة عزة محمد، والدة الشهيد عباس رفعت البيلى، المجند بالقوات المسلحة، حديثها لـ«الوطن» عن نجلها الشهيد، فرغم مرور 4 أعوام ما زالت أحزان والدة الشهيد متجددة ألماً لفراق فلذة كبدها الذى استشهد هو وزميل له فى حادث إرهابى بكمين الشلاق فى أواخر شهر يوليو عام 2013.

وقالت: «فوجئت بزوجى يقول لى قبل استشهاد ابننا: أنا اخترت مكان هابنى فيه مقبرة، وبالفعل تم تجهيزها والانتهاء منها قبل يومين من استشهاد عباس، لتكون المقبرة مثواه الأخير، ويكون هو أول أفراد الأسرة الذى يدفن فيها وفى ذات التوقيت كان بدأ فرش شقته ومالحقش يعيش فيها».

{long_qoute_1}

وتروى والدة الشهيد اللحظات الأخيرة فى حياة نجلها قائلة: «قبل استشهاد عباس كلمنى على التليفون ليلة الحادث وسألنى: أخبارك إيه يا حبيبتى؟ قلت له: أنت بخير؟ قال لى: آه ده أنا رايح أجهز الفطار بعد شوية، وطالبنى بالدعاء له، وقال: كان نفسى أفطر معاكم يا حبيبتى بس يلا ربنا يسهل الأمر، وكان فطاره فى الجنة تانى يوم». وأضافت: لم أر «عباس» طوال 40 يوماً قبل حادث استشهاده ولم يكلمنى فيهم غير مرتين، وقضى 7 أشهر خدمة فى القوات المسلحة.

وتابعت الأم المكلومة قائلة: «ابنى استشهد فى شهر رمضان الكريم ورغم علم أهالى العزبة بقصة استشهاده إلا أننى كنت آخر من يعلم، وفوجئت بزوجى يطلب البطاقة الشخصية، وتحجج فى الأول بإصابة عباس، فقلت له: خير، عباس حصل له إيه؟ فرد على: البقاء لله فى ولدنا واحتسبته عند الله شهيداً، وتوجه زوجى للقاهرة لتسلم جثمانه وتحول منزلى بين يوم وليلة لسرادق عزاء بعدما كنت بجهز شقة عباس علشان يتجوز فيها».

وتضيف الأم: «ابنى ما لحقش يفرح بشقته اللى فرشها بنفسه، خاصة أنه كان يعمل نقاشاً، وهو عمره ما قال لى (لأ) فى حاجة، وكان محترم والجميع يحلف بأخلاقه وراضى بقضاء الله، وكان دايماً يردد (الحمد لله دائماً أبداً) وكان دائم التودد للناس ويعمل على خدمة الجميع». وتابعت الأم قائلة: «أنا عايشة الآن فى شقته اللى كان هيتجوز فيها علشان أشم ريحته فيها، لكن جسمى بيقشعر كل ما ببص فى أى من جوانبها بشوف ضنايا وفلذة كبدى اللى اغتاله الإرهاب بدرى، قبل ما يتم 20 سنة من عمره»، مضيفة: «ما شفتش ابنى من قبل استشهاده بـ40 يوم وبعد استشهاده لم أرى جثمانه لتوديعه لمثواه الأخير وبتمنى رؤيته فى جنة الخلد»، وأوضحت أن «عباس كان ينزل كل شهر إجازة، لكن المرة الأخيرة طول وقعد 40 يوم، وبعدها استشهد، وكان من أوائل ضحايا الإرهاب المجرم بعد 30 يونيو».

ويقول عمر رفعت، شقيق الشهيد: «كنت على تواصل مع شقيقى مرة كل شهر خاصة أننى كنت فى ليبيا وقت استشهاده ولما علمت بالخبر عدت، ودائماً ما كان يروى لى عن الأحداث هناك وزملائه ممن تعرضوا لإطلاق النيران عليهم وهاتفنى قبل استشهاده بـ3 أسابيع وطمأننى عليه واطمأن على والدى ووالدتى»، وطالبت «مريم»، رفعت شقيقة الشهيد، بإطلاق اسم شقيقها على مدرسة أو أحد الشوارع تكريماً له.

وكان المجند عباس رفعت البيلى العيسوى، 20 عاماً، ابن عزبة 7 التابعة لقرية «سيف الدين»، دائرة مركز الزرقا، بدمياط، التحق بالقوات المسلحة قبل 7 شهور فقط من استشهاده، وسبق توزيعه على سلاح «حرس الحدود» فى منطقة الشيخ زويد، بشمال سيناء، وأمضى الشهيد حياته القصيرة بين عائلة بسيطة تتكون من 6 أفراد، وكان يعمل نقاشاً قبل التحاقه بالخدمة العسكرية، حتى استشهد يوم 26 يوليو عام 2013، الذى تزامن مع يوم 17 من شهر رمضان المبارك، متأثراً بإصابته بطلق نارى فى الوجه فى حادث إرهابى.


مواضيع متعلقة