أسرة الشهيد «على»: كان يؤم قادته وزملاءه المجندين فى الصلاة وأبناء العائلة سيكملون مسيرة الدفاع عن الوطن من بعده

كتب: دارين فرغلى

أسرة الشهيد «على»: كان يؤم قادته وزملاءه المجندين فى الصلاة وأبناء العائلة سيكملون مسيرة الدفاع عن الوطن من بعده

أسرة الشهيد «على»: كان يؤم قادته وزملاءه المجندين فى الصلاة وأبناء العائلة سيكملون مسيرة الدفاع عن الوطن من بعده

«طفل حنين» كان هذا هو الوصف الذى أطلقته أسرته عليه منذ نعومة أظافره، وقت أن يسعى لمساعدة الجميع، يصلى فى الجامع بانتظام، حتى إنه فى شهر رمضان كان يذهب إلى المسجد بعزبة الخفوج التابعة لمركز السادات بالمنوفية حاملاً معه كمية من البلح ليقوم بتوزيعها على المصلين فور انطلاق أذان المغرب، هو نفسه الطفل ذاته الذى حمل بعد ذلك لقب «الشهيد» بعد أن استشهد أثناء تأديته واجب التجنيد فى منطقة الشيخ زويد بسيناء.

تتحدث الحاجة خديجة عن ابنها الشهيد على عبدالخالق إبراهيم قائلة: «كان مؤمن ويحب يصلى وما بيسيبش كتاب ربنا وكان حنين عليّا أنا وأبوه قوى»، تنظر إلى صورته وتتابع: «بعد ما خلص دبلوم صنايع دخل الجيش وكان حابب قوى يدخل الجيش، وكنت أقوله انت مش خايف يا على؟ يقول لى هخاف من إيه يا أمى اللى ربنا عاوزه يكون هيكون»، تضيف الأم: «كنت كل ما أسمع عن استشهاد ضابط أو مجند أدعى لأهاليهم بالصبر وأدعى لابنى إن ربنا يحميه وكنت أسأله هى الدنيا عندك أمان يا على؟ يقولى يا أمى اللى بيحصل فى الجيش أسرار مش هقدر أحكيها لك لكن اللى عاوز أقوله لك إن كلنا رجالة متقلقيش علينا».

يوم عيد ذلك الذى يعود فيه «على» لقضاء الإجازة مع أسرته هكذا يقول عمه، مضيفاً: «كان بيحب العيال الصغيرة قوى ويقعدهم على حجره ويأكلهم بنفسه وياخدهم يخرجهم ويلعب معاهم»، يدارى العم دموعاً فى عينيه، ويقول: «أنا كنت بقوله يا على ما تقوليش يا عمى انده لى باسمى عشان أنا بحسك صاحبى مش ابن أخويا»، أحلامه كلها كانت مؤجلة وفقاً لوالده الحاج عبد الخالق، الذى يقول: «كتير اتحايلنا عليه نخطب له أو نجوزه لكن كان يقولى سيبنى براحتى أنا مش مركز فى حاجة دلوقتى غير فى الجيش، وكان لما ييجى يتكلم عن زمايله المجندين اللى معانا فى البلد يقول لى والله ببقى قلقان عليهم قوى وبدعى لهم، أقوله طب وانت يا على يقولى هو أنا أطول أبقى شهيد»، وعلمت بعدها أن أحد زملائه كان قد استشهد أمام عينيه ولكنه لم يقل لنا خوفاً من أن نشعر بالقلق عليه».

«كتاب الخطبة فى رمضان» هذا ما كان يحمله «على» معه فى آخر إجازة له قبل استشهاده، تقول الأم: «قال لى أنا هصلى بزمايلى فى رمضان وطلبوا منى إنى أخطب فيهم عشان كده هاخد الكتاب ده معايا عشان أذاكر كويس»، تتحدث الأم عن ابنها: «كان بيفرح قوى وهو بيقرا الآيات القرآنية والأحاديث، وكان هو اللى بيصلى بزمايله جماعة فى الجيش وعرفت بعد استشهاده إن القادة بتوعه كمان كانوا بيصلوا وراه»، وعكة صحية أصابت أحد زملائه فى شهر يوليو 2013، فقرر «على» أن يصحبه لتلقى العلاج، يقول والده: «القائد بتاعه قال لى لما لقيته عاوز يروح مع زميله قلت له خليك انت يا على عشان لسه مخلص نبطشيتك، لكن قال لى معلش يا فندم أستأذنك مش عاوز أسيبه لوحده، وأثناء تحركهما داخل أحد الأوتوبيسات من الشيخ زويد فى اتجاههما للمنوفية هاجمهما بعض الإرهابيين فاستشهدا على الفور»، طلبت الأم من ابنها الأكبر أن يطلق على ابنه الذى ولد بعد استشهاد «على» نفس الاسم، تقول الأم: «صحيح هو جوه قلبى لكن أنا مش عاوزه اسمه يغيب عن البيت ويفضل حولينا فى كل مكان، وإن شاء الله ولاد أخوه وولاد عمه يكملوا المسيرة من بعده وياخدوا بتاره هو وزمايله كلهم».


مواضيع متعلقة