انخفض سعر الذهب فلمع بريقه في ليل غزة ونهارها

كتب: الأناضول

 انخفض سعر الذهب فلمع بريقه في ليل غزة ونهارها

انخفض سعر الذهب فلمع بريقه في ليل غزة ونهارها

لو أنّ قرار شراء "الذهب" تأخر لأسابيع قليلة فقط، لكانت "أم خالد سليم" أكثر الأمهات فرحا، فلقد كان بإمكان أم "العروس" أن تشتري وقتها المزيد من هذا البريق الأصفر لتتباهي به أمام أقاربها، وليكون سندا لعثرات الزمن القادم. وبعد أن تضرب كفا بآخر تقول صاحبة العقد الرابع من عمرها، إن ابنتها التي خُطبت لم تقم بشراء سوى كميات قليلة من الذهب، وهو الأمر الذي جعلها تشعر بالمرارة. وتعترف "أم خالد" في حديثها لـوكالة "الأناضول للأنباء" :"جارتي اشترت أمس ضعف ما قمت باقتنائه لابنتي وبنفس الثمن، لو أنني انتظرت لأيام فقط لكنت الآن أكثر سعادة." وتراجعت أسعار الذهب عالميا إلى أدنى مستوياتها في نحو 28 شهرا، وسجل سعر الأوقية بتعاملات اليوم الأثنين نحو 1390 دولار. وعلى المستوى المحلي في قطاع غزة، فقد تراجعت أسعار الذهب بحدود كبيرة ، حيث وصل سعر الجرام الواحد في أراضي السلطة الفلسطينية إلى 27 دينار أردني، ما يعادل 38 دولار أمريكي، مقابل 37 دينار أردني، 52 دولار أمريكي للجرام، بداية العام الجاري 2013. وفي غزة وضمن العادات الاجتماعية والاقتصادية فإن العروس تشتري بنصف مهرها أو يزيد كميات من الذهب تتباهي بلمعانه في ليلة زفافها، ثم تدخره لقادم الأيام. وكثيرا ما ساعد مهر العروس في تسكين الأوجاع الاقتصادية، وكان عونا لكثير من الأزواج الذين يكتوون بلسعات البطالة والفقر. وإن كانت "أم خالد" قد تحسرت على ضياع فرصة ثمينة كانت أمامها لاقتناص المزيد من جرامات الذهب، فإن الحاجة السبعينية "أم رائد زقوت" كانت أكثر فطنة في الأيام الماضية لأسعار المعدن الأصفر. وقالت وهي ترسم على شفتيها ابتسامة النصر؛ إنها كانت تتابع النشرة الاقتصادية إلى أن وصل الذهب للسعر الذي رأت في رقمه دعوة للشراء لا يمكن رفضها. ويحرص سكان قطاع غزة على اقتناء الذهب وادخاره للمستقبل، ومنهم من يشتريه ليبيعه في حال ارتفع ثمنه من جديد. هو ليس للزينة بقدر ما هو دواء لأوجاع قد تسببها الأيام، بحسب تأكيد "أم رامي رجب" ربة البيت والأم لسبعة أطفال، وتمضي صاحبة العقد الثالث من عمرها في قائلة: "الذهب في غزة ليس للتفاخر والزينة، بقدر ما هو رأس مال للزمن وعثراته". ومع انخفاض أسعار الذهب في الأيام القليلة الماضية تسابق الغزيون لاقتناء قطع الذهب بعد أن عزفوا طويلا عنه في أوقات تسجيله مستويات قياسية وغير مسبوقة. وفقد الذهب نحو 27% من قيمته منذ يناير 2012 وحتى مايو الماضي.[FirstQuote] ويتنفس معاذ فرج، 25 عاما، ما يصفه بـ"أوكسجين الراحة" بسبب انخفاض أسعار الذهب، ويقول الشاب المقبل على الزواج إن السعر الحالي للمعدن الأصفر سيجعل الأهالي يطلبون مهراً أقل. وأضاف في حديثه لـ"الأناضول" :" عندما ارتفع سعر الذهب، تخطى مهر العروس حاجز الـ"5 آلاف دينار أردني وهو ما لم تشهده غزة من قبل، لكن اليوم صار بالإمكان شراء الجواهر والحلي بثمن مقبول." وبحسب المهر، فإن كل عروس تحدد ما تريد أن تقتنيه من ذهب، ولا تقل المهور في غزة عن الألفين دينار أردني فيما لا تتجاوز الـ"6 آلاف" دينار أردني، إلا في حالات نادرة يكون أصحابها من العائلات الثرية. وفي أشهر الصيف تنشط موسم الأفراح في القطاع، وهو الأمر الذي ينعكس بالإيجاب على سوق الذهب في غزة والحركة الاقتصادية وفق التاجر "ماهر شاهين" صاحب متجر للذهب والذي تحدث لوكالة الأناضول قائلاً :" سبب الإقبال غير المسبوق لشراء الذهب واقتناءه هو انخفاض سعره، حيث وصل سعر شراء جرام الذهب 27 دينارا أردنيا، بسعر أقل عن الأشهر السابقة بـ9 إلى 10 دنانير". وأشار شاهين إلى أن قطاع غزة كغيره من بلدان العالم يتأثر بالانخفاض العالمي لأسعار الذهب في البورصة العالمية، مؤكدا أن ما يميز غزة بأنها ترى في المعدن الأصفر، بريقا يسدد احتياجاتها. ويتوقع شاهين بأن تنخفض أسعار الذهب خلال الأشهر القادمة لتصل إلى 23 دينارا للجرام الواحد.