مهن «التوك توك».. ميكانيكا وسمكرة وإكسسوارات وتنظيف وتشحيم

07:40 م | الاثنين 06 مارس 2017

فى ستينات القرن الماضى ظهر التوك توك فى الهند، لكن المركبة الصغيرة عرفت طريقها بعد ذلك إلى الكثير من الدول النامية، وكان أول ظهور له فى مصر بمدينة المنصورة عام 2001، ومنها خرج إلى محافظات مصر مزاحماً الطرق الرئيسية كلها، وهو ما شكل إغراء للكثير بالاستثمار فيه، سواء بالاستيراد أو بيع قطع الغيار أو الإصلاح، وهى العملية الاستثمارية المربحة والتى خلقت الكثير من فرص العمل والمشاريع الصغيرة لبعض الشباب.

رحلة التوك توك شابهت تماماً رحلة السيد سعيد، الشاب الذى ولد بمدينة المنصورة وتعلم فيها إصلاح الموتوسيكلات والعربات، لكنه كان يحلم بعمله الخاص، وحين ظهر التوك توك فى قريته سارع بإنشاء ورشة صغيرة لإصلاحه، وشيئاً فشيئاً صار للورشة زبائن كثر، وافتتح الكثير حوله ورشاً مشابهة، فانتقل إلى القاهرة، منطقة الشيخ زايد تحديداً فى 2005، وفتح ورشة جديدة خاصة بالتوك توك، وإلى جوارها كان يعمل فى شركة غبور حتى تركها فى 2012، ومن الشيخ زايد إلى شبرا الخيمة، كانت رحلة «السيد» خلف التوك توك، فالمدينة امتلأت بالتوك توك عن آخرها وصار فى كل شارع أكثر من مالك لواحد.

{long_qoute_1}

«التوك توك فتحلنا أبواب رزق كتير ولعمالة كتير أوى فى مصر فى صيانته»، قالها الشاب الثلاثينى الذى جلس على مكتب امتلأ بالشحم، يزينه حاسب شخصى يدون عليه المبيعات ويبحث خلاله عبر الإنترنت عن كل جديد فيما يخص التوك توك.

ماكينة ضخ هواء وأجزاء حديدية تتحمل ثقل التوك توك فى مدخل الورشة، وعشرات المفاتيح والمفكات على حائط يمين المكتب، فيما يستقر خلفه عشرات القطع التى يستخدمها فى الإصلاح: «اللى عايز يغير سلك دبرياج أو بنزين وغيارات، أو يغير بلى العجل، أو يشحم ولا يعمل عمرة كاملة، واللى عايز يغير الأكس، دى أبرز الحاجات اللى بتجيلى بشكل يومى»، يحكى «السيد»، بينما كان ينظف أحد أجزاء التوك توك عبر «منجلة»، وهى آلة تمسك له القطع الحديدية بينما يعمل فيها، مشيراً إلى أن إجراء «عمرة» كاملة قد تكلف أكثر من 2500 جنيه فى الوقت الحالى: «تشحيم الكبالن يكلف 70 جنيه فى المتوسط، والسلندر بقى بـ430 والبلى لو هيتغير بـ80 جنيه والكاتينة بـ70» موضحاً أن كثيراً من الأشخاص فى الفترة الأخيرة كان التوك توك بالنسبة لهم منقذاً من الجلوس بالبيت دون عمل.

إلى جواره تماماً، ورشة سمكرة خاصة بالتوك توك، يعمل بها شاب قدم من المنصورة يدعى «عطية» ورغم أنه فى مقتبل العشرينات إلا أن له باعاً وشهرة فى مجاله، يدفع الكثيرين للقدوم إليه، يرى «عطية» أن التوك توك صار مشروعاً مربحاً لمالكه وللكثيرين حوله بدءاً من الميكانيكى وصاحب الجراج والسمكرى وبائع قطع الغيار وبائع الإكسسوار، لكنه فى الوقت نفسه يدعو الشباب إلى تعلم صيانته داخل الورش وألا يتحول الجميع إلى سائقين: «لما الكل دلوقتى يسيب الصنعة ويروح يركب توك توك، طب لو بعد 10 سنين هنعمل إيه لما يبقى أغلب الصنايعية عجزوا وكل السواقين شباب ومحدش منهم متعلم صنعة».