«الجرائم».. شعار «التوك توك» فى «مصر المحروسة»

«الجرائم».. شعار «التوك توك» فى «مصر المحروسة»
- أداة جديدة
- أزمة المواصلات
- أعمال البلطجة
- أمن الإسكندرية
- أمن المواطن
- إدارة المرور
- إلقاء القبض
- اختطاف طالب
- ارتكاب الجرائم
- ارتكاب جريمة
- أداة جديدة
- أزمة المواصلات
- أعمال البلطجة
- أمن الإسكندرية
- أمن المواطن
- إدارة المرور
- إلقاء القبض
- اختطاف طالب
- ارتكاب الجرائم
- ارتكاب جريمة
الأزمات هى هى.. لا توجد فروق كبيرة بين محافظة وأخرى. نفس الزحام والعوائق وأدوات البلطجة وطريقة التعامل. لا يوجد تراخيص أو رقابة. ففى الإسكندرية مثلت ظاهرة التوك توك شبحاً يخاف منه الجميع، على الرغم من حله لجزء كبير من أزمة المواصلات خاصة فى المناطق النائية والضيقة، وفى الوقت الذى لا تمتلك فيه الجهات الرسمية سواء المحافظة أو إدارة المرور التابعة لمديرية أمن الإسكندرية حصراً بأعداد التوك توك بالمحافظة، فإن الأعداد غير الرسمية الصادرة من النقابة المستقلة للسائقين بالإسكندرية أشارت إلى أن أعداد التوك توك بلغت ما يزيد على 150 ألف توك توك.
{long_qoute_1}
ورصدت «الوطن» من خلال جولتها فى شوارع الإسكندرية، وجود عدة مناطق متفرقة على مستوى محافظة الإسكندرية سواء المناطق الراقية أو الشعبية يتمركز بها التوك توك، ففى قرى أبيس يعد التوك توك وسيلة النقل الأساسية، نظراً لعدم وجود مواصلات داخلية بتلك القرى، كما يربطها بالمواصلات التى تربط تلك القرى بوسط المدينة. كما يتمركز بمنطقة سموحة والإبراهيمية ببعض الشوارع التى لا يوجد بها مواصلات كما يصعب الدخول لها بالسيارات مثل شارع «النصر» وشارع الجواهر والحضرة الجديدة والقديمة، فيما يوجد التوك توك بكثرة بكل من مناطق سيدى بشر قبلى والمندرة قبلى والعصافرة، وتعد تلك المناطق من أعلى المناطق التى يوجد بها التوك توك. وبالرغم من استخدام ما يزيد على 2 مليون مواطن، بحسب نقابة السائقين، لوسيلة التوك توك فى النقل، فإنه مثل فى الفترة الأخيرة خطراً كبيراً على أمن المواطنين، نتيجة عدم وجود ترخيص له، وبالتالى يعتبر مجهولاً بالنسبة للجهات الأمنية ويصعب الوصول له فى حال ارتكاب أى جريمة، الأمر الذى طالب من أجله الآلاف من المواطنين بتقنينه وإزالة العشوائية التى يمثلها، وتخصيص أماكن له.
{long_qoute_2}
من جانبها تشن إدارة مرور الإسكندرية، بشكل دورى ومستمر حملات مكبرة على عدة مناطق بالمدينة، لضبط قائدى التوك توك، لاستغاثة الأهالى منهم، بسبب انتشار السرقات والجرائم المختلفة، كما أنه يؤدى إلى إرباك المرور فى بعض المناطق.
وقال اللواء هانى خير، مدير إدارة مرور الإسكندرية، إن إدارة المرور تشن حملات بشكل مكثف على التوك توك، وذلك للتخفيف من أعمال البلطجة والتحرش بالأهالى، كما يؤدى إلى إرباك حركة المرور فى عدد كبير من الأماكن الضيقة. وأضاف «خير»، فى تصريحات صحفية، إن إدارة المرور تعمل على ضبط أى توك توك للحد من تلك الظاهرة، لحين صدور قرار تشريعى يشدد العقوبة أو يمنع تسليم التوك توك حتى يتم ترخيصه، للقضاء على تلك الظاهرة والعمل على تقنينها.وأوضح وكيل إدارة المرور بمديرية أمن الإسكندرية أن التوك توك يتم وضعه بالحضانة بعد ضبطه، ويتم دفع مبلغ مالى تحدده نيابة المرور يتراوح ما بين 500 إلى 1000 جنيه أو ما يزيد، ومن ثم يتم الإفراج عنه مرة أخرى، فور الدفع. وفى الشرقية، تنتشر مركبات صغيرة بالميادين والشوارع الرئيسية يتسابق قائدوها على جذب الزبون، يحاولون الطيران به للوصول إلى الحوارى والأزقة وأضيق الشوارع بالمناطق السكانية التى يصعب وصول السيارات لها غير عابئين بأى انتقادات أو اتهامات بالتسبب فى الزحام المرورى أو ارتكاب الجرائم مكتفين بقناعتهم الشخصية بأنهم يبحثون عن مصدر رزقهم وأن المواطنين يرون أنه وسيله تخفف من معاناتهم. وقال مجدى البقرى، أحد أهالى مركز الحسينية: «التوك توك نعمة ونقمة فى نفس الوقت فهو وسيلة ساعدت الكثير من الأهالى على الوصول للأماكن التى يقصدونها خاصة بالقرى المحرومة من وسائل المواصلات والمساهمة فى توفير الوظائف، إلا أنه أصبح أيضاً من مصادر الازدحام المرورى ودعم العشوائية وأداة جديدة للتسبب فى الفوضى والجريمة»، مشيراً إلى أنه منذ نحو أسبوعين اختطفت فتاة بواسطة شخصين مستخدمين التوك توك لمطالبة ذويها بفدية مالية وبتضييق الخناق عليهما تركاها بموقف السلام بالقاهرة وهذا بخلاف قيام البلطجية والمسجلين خطر بعمليات استدراج لقائدى التوك توك لسرقة المركبة التى تنتهى غالبيتها بقتل السائق.
وأضاف أيمن شعبان، أحد أهالى مركز فاقوس، أنهم أثاروا ضرورة تقنين أوضاع التوك توك منذ عام 2011 وطالبوا بطلاء كل توك توك فى مختلف مراكز الشرقية بلون معين بحيث يسهل تحديد التوك توك إذا ما انتقل لمركز آخر إضافة لترخيصه ما يساهم فى الحد من ارتكاب أى مخالفات أو جرائم بواسطة تلك المركبة خاصة فى ظل أن معظم قائديها من حديثى السن الذين تتراوح أعمارهم ما بين 11 و15 عاماً عدا نسبة قليلة منهم نجدهم منضبطين ومنهم خريجو جامعات.
وأشار جمال السيد، أحد أهالى مركز بلبيس، إلى أن عدم وجود تسعيرة للتوك توك يتسبب فى وقوع كثير من المشاجرات بين مستقليه والسائقين حيث عادة ما يطلب السائق سعراً للركوب أكثر من التقدير الفعلى وغالباً ما ينتهى الأمر باضطرار الأهالى للدفع، لافتاً إلى أنه ذات مرة كان أحد الأشخاص يستقل توكتوك لمسافة كيلومتر واحد وطلب السائق 10 جنيهات وعندما أخبره المواطن أن المشوار لا يستحق تلك التكلفة وأن المناسب 4 أو 5 جنيهات تشاجر معه حتى اضطر لدفع الـ10 جنيهات له، مضيفاً أنه فى ظل غلاء المعيشة حالياً بدأ الأهالى يعزفون عن استقلال التوك توك وتفضيل السير على أقدامهم.
ومن الشرقية للغربية، حيث يعانى عشرات الآلاف من أبناء ومواطنى قرى ومراكز طنطا والمحلة وزفتى وكفر الزيات والسنطة وسمنود بمحافظة الغربية من مأساة حقيقية وناقوس خطر يداهم حياتهم وأرواح أبنائهم وذويهم بصورة شبه يوميه بسبب تعرضهم إلى وقائع النشل والسرقة والتحرش فى ظل غياب الوجود الأمنى بمحيط بعض المدارس والكليات والهيئات الحكومية التى تعد موقعاً للوجود السكانى الكبير وهو ما يجعل مركبة الدراجة النارية «التوك توك» وسيلة نقل أساسية لنقل الركاب بسبب عدم توافر أو وجود سرفيس نقل داخلى أو تاكسى كوسيلة نقل أساسية لأعمالهم الوظيفية.
وفى البحيرة أصبحت «التكاتك» غير المرخصة، الراعى الرسمى لشوارع قرى البحيرة، وامتدت منها إلى المدن والشوارع والميادين الرئيسية، لتصبح نموذجاً للعشوائية المرورية داخل المحافظة، الأمر الذى أدى إلى انتشار الجرائم والسرقات وترويج المخدرات باستخدام التكاتك، وتحولت مهنة التوصيل بالتوك توك إلى إمبراطورية تهدد الأمن داخل المحافظة.
«بلطجة، فرض سيطرة، ترويج مخدرات، خطف واغتصاب».. كل هذه الجرائم ترتكب برعاية التوك توك فى البحيرة، الأمر الذى ينذر بكارثة حقيقية فى حالة عدم التصدى لهذه الظاهرة التى تؤرق أهالى المحافظة، خاصة أن معظم قائدى التوك توك من الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم الـ12 عاماً، ولعل أبرز الجرائم التى ارتُكبت برعاية التوك توك كانت فى شهر مارس العام الماضى عندما تمكن مجهول يقود توك توك بقرية برج رشيد، التابعة لمركز رشيد، من خطف الطفل «فادى خميس سلامة» الذى لم يتجاوز عمره 5 سنوات، حيث استغل لهو «فادى» مع الأطفال بالقرية بالقرب من منزله، وقام بإمساكه وإدخاله داخل توك توك، وعندما حاول إمساك طفل آخر صرخت إحدى الفتيات فتركه وفر التوك توك هارباً ليظل «فادى» مختفياً عن أسرته حتى هذا الوقت، فيما شهد مركز الرحمانية فى أبريل الماضى، واقعة تحرش ومحاولة اغتصاب بطلها سائق توك توك، بعد أن حاول «أحمد م.ك» 20 عاماً، عاطل ومقيم بمدينة دسوق بمساعدة سائق توك توك، اختطاف طالبة تحت تهديد السلاح الأبيض وحاولا اغتصابها، إلا أنها قاومت وصرخت بصوت عالٍ فسمعها الأهالى وقاموا بإنقاذها قبل اغتصابها، كما كان التوك التوك سبباً فى مقتل قائده عندما قام مجهول فى شهر فبراير الماضى بمركز حوش عيسى بارتكاب جريمة بشعة، عندما قام بذبح سائق توك توك يدعى «صالح ع.ى» 22 عاماً، مقيم بمركز أبوالمطامير وإلقاء جثته على شاطئ مصرف شريشرة، بعد قيام الجانى باستدراج المجنى عليه بدعوى توصيله إلى قرية الكوم الأخضر، وبمكان الحادث قام بذبحه وإلقاء جثته على شاطئ المصرف المشار إليه وفر هارباً، وتبين أن القاتل شخص يدعى «إ.م.إ» عاطل ومقيم بعزبة عاشور مركز أبوالمطامير وتم إلقاء القبض عليه.
يقول وائل سيد، معلم، إن أصحاب الـ«توك توك» من أفضل المواطنين دخولاً، فهم الوحيدون الذين لم يتم تحديد تعريفة الركوب لهم من قبل الحكومة نظراً لعدم سيطرتهم عليه، مؤكداً أن أقل تعريفة ركوب 5 جنيهات فى مسافات تقاس بالأمتار، إضافة إلى أنهم خلقوا حالة من الفوضى بسبب تشويههم للشوارع وجعلوها أكثر زحاماً وكمية الأصوات التى تصدرها التنبيهات الصوتية والتى فى الغالب توازى كلاكسات مركبات التريلات و«اللورى». وتابع أنه رغم مساوئه فإنه فى بعض الأحيان يكون مفيداً وخاصة فى الشوارع والحوارى الضيقة يكون ناجزاً فى ظل حالة الزحام من المركبات الكبيرة ودائمة التوقف فى الشوارع الرئيسية بسبب ضيق الشوارع وعدم النظام من السيارات.
أما سعيد كامل، عامل بإحدى مزلقانات شريط سكة حديد قنا، فيقول عن فوضى الـ«توك توك»: حال غلق المزلقان لمرور قطار ما، وعقب الانتهاء من تأمين المزلقان، تجد مئات المركبات منه على الجانبين وفى الصفوف الأمامية فهم ليس لديهم قاعدة فى الانتظام بالحارة اليمين حتى يمر ويسهل عملية السير للسيارات المرصوصة خلف بعضها البعض، وقد تصل إلى حد الاشتباكات مع السائقين، فى ظل غياب عسكرى أو شرطى ينظم الحركة على المزلقانات، مشيراً إلى أنه يعانى كثيراً من تلك المشكلة وبصفة يومية.