بالصور| الحمى القلاعية تلتهم مواشي "الدمايطة".. والمربون: ثروتنا بتموت ومفيش تعويض

بالصور| الحمى القلاعية تلتهم مواشي "الدمايطة".. والمربون: ثروتنا بتموت ومفيش تعويض
- أطباء بيطريين
- أمراض وبائية
- الترع والمصارف
- التسمم الدموى
- الثروة الحيوانية
- الحمة القلاعية
- الحمى القلاعية
- الدوريات الأمنية
- أرض الواقع
- أزمة
- أطباء بيطريين
- أمراض وبائية
- الترع والمصارف
- التسمم الدموى
- الثروة الحيوانية
- الحمة القلاعية
- الحمى القلاعية
- الدوريات الأمنية
- أرض الواقع
- أزمة
كارثة حقيقية يعيشها مربو الماشية في محافظة دمياط بعد إصابة مواشيهم بأمراض الحمى القلاعية والتسمم الدموي، واتهم المربون الطب البيطري بالتقصير، خاصة بعدما نفقت أعداد كبيرة منها قدرها متخصصون بنحو 50%، كما ألقوا ماشيتهم النافقة في الترع والمصارف والطرقات.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه مديرية الطب البيطري إصابة نسبة محدودة من رؤوس الماشية بالحمة القلاعية، ورصدت "الوطن" معاناة مربي الماشية في دمياط، خاصة بعد انتشار الحمى القلاعية ونفوقها.
وبوجه بائس ونبرة حزينة يقول ماهر رمزي (58 عاما، مربي ماشية): "رأس مالي الذي عانيت الأمرين لتكوينه راح فبعدما انتشرت الحمى القلاعية في دمياط نفقت 40 رأس ماشية من أصل 130 رأسا"، مضيفا أن "الحمى القلاعية والتسمم الدموي كادا يصيبان الماشية في دمياط، والمسؤولون ولا حس ولا خبر".
وتابع ماهر قائلا: "لا توجد قوافل طبية ولا ندوات إرشادية ولا تحصين، ونحن من نحصِّن الماشية على نفقتنا الخاصة"، مضيفا: "بعدما قضيت 35 عاما في المهنة أصبحت أفكر في تركها والعمل في أي مهنة أخرى، ولكنني لا أعرف مهنة أخرى فهي ما توارثتها أبا عن جد".
ويضيف ماهر قائلا: "هنلاقيها من الحمى القلاعية ولا زيادة أسعار العلف خبطتين في الرأس توجع، فالجمعيات لا تصرف العلف ونشتريه على حسابنا الخاص"، مشيرا لزيادة سعره نحو 200% ورغم ذلك فالإنتاج يباع برخص التراب، أما سرقة المواشي فحدث ولا حرج فالسرقات ثلاث مرات شهريا فى البلد مرجعا السبب لنقص الدوريات الأمنية من ناحية وإدمان العديد من الشباب واتجاههم للسرقة لتوفير حاجتهم من المزاج.
ويلتقط يوسف فتحي، أحد المربين، طرف الحديث قائلا: "عمري كله قضيته في تربية المواشي، وفي الآخر شقا عمرنا راح بسبب الحمى القلاعية التي قضت على ثروتنا الحيوانية خلال 3 سنوات متتالية حيث أصيب 50% من رؤوس الماشية التي أملكها بمعدل 20 رأسا فيما نفقت 6 رؤوس والطب البيطري لا دور له، ورغم ذلك فالتحصين على نفقات الشخصية ولا توجد ندوات توعوية".
ووجَّه يوسف رسالته للمسؤولين قائلا: "شوفوا لنا حل كل سنة ثروتنا بتموت ومفيش بديل ولا تعويض والماشية هي رأس مالنا الوحيد ورغم تفكيري مرارا وتكرارا في ترك المهنة ولكني لا أملك بديلا آخر"، مضيفا: "نحو 25% من الثروة الحيوانية في دمياط نفقت بسبب الحمى القلاعية".
ووجَّه يوسف رسالته للطب البيطري قائلا: "تعالوا شوفوا الكارثة اللي إحنا فيها وسيبكم من شغل المكاتب"، مشيرا لانتشار المرض بمختلف نواحي المحافظة.
وأعرب سامي سراج (45 عاما، أحد مربي الماشية) عن سخطه قائلا: "لا يوجد توازن بين تكلفتي من الأعلاف وثمن بيع المنتج من الألبان فخسائري بلغت نحو 40% من رأس المال هذا العام"، مشيرا لانتشار الحمى القلاعية في مختلف أنحاء المحافظة وارتفاع سعر الأعلاف بنحو 300%، لافتا لعمل نحو 50 ألف في تربية الماشية في دمياط ويعانون يوميا بسب الحمى القلاعية والتسمم الدموي، مطالبا ببرنامج وقائي وليس علاجيا فحسب.
وبدوره، يقول المهندس وحيد البوهي، مهندس إنتاج حيواني ومشرف على مزارع إنتاج حيواني، في تصريح لـ"الوطن"، إن هناك أمراضا وبائية وأخرى لا تظهر بصورة وبائية كالسيادية المسؤول عن تحصينها الطب البيطري، ومنها الحمى القلاعية وتتمثل المشكلة في عدم ظهور بعضها بصورة وبائية وتتسبب في موت مفاجئ للحيوان، ومن المفترض أن تصل نسبة النفوق بسبب الحمى القلاعية في العجول الرضيعة لـ100%، والعجول الكبيرة لا تزيد عن 1% وما حدث على أرض الواقع بلوغ حالة النفوق في الماشية كبيرة الحجم لنحو 40% لتأثير الحمى على القلب مباشرة.
وأرجع البوهي سبب بلوغ نسبة النفوق في العجول الكبيرة لـ40% متجاوة بذلك النسبة المسموح بها لانخفاض المناعة لدى الماشية وعرضتها للإصابة بالعديد من الأمراض مثل "التسمم الدموى والكورسيترتين" نتيجة ضعف المناعة الناتج عن الحمى القلاعية وعدم تحصين الماشية ضد الأمراض غير السيادية لعدم ظهورها بصورة وبائية بل بحالة فردية".
وأضاف البوهي: "بلغت نسبة الإصابة بالحمى القلاعية نحو 70% في دمياط ونعد من المحافظات الأعلى إصابة بعد المحافظات الحدودية كمطروح وبرامج التحصين غير مضبوطة فلا بد من ارتفاع نسبة التركيز وتطابق العطرات في التحصين مع الموجود على أرض الواقع وطريقة الحفظ والتداول وهو ما يعد المشكلة الرئيسية للطب البيطري فلا بد من حفظ التحصينات في درجة حرارة معينة وهو ما لم يتم على أرض الواقع حيث يتم تداولها بصوره خاطئة في أيدي غير المختصيين مثل العامل أو التمرجي، وليس طبيب بيطري متخصص"، مشددا على ضرورة الاهتمام بالتحصين بصفة مستمرة.
وتابع البوهي قائلا: "الحمى القلاعية تنتقل عن طريق لعاب الماشية لمسافة 20 كجم في الظروف الطبيعية أما لو وجد هواء أو مطر فقد تنتقل لمسافات أبعد بنحو 20 مرة وتعد الحمى من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان ولا يوجد لها تأثير على الإنسان البالغ على أرض الواقع وقد تؤثر على طفل حال تناوله لبنا لم يغلَ في درجة حرارة معينة فقد يصاب في فمه".
وأوضح البوهي قائلا: "التحصين له طرق معينة فلا بد من تعاطيه بشكل طبيعي أول مرة وبعدها بشهر جرعة تنشيطية، فالتحصين يكون كل 4 أشهر ولو لم تؤخذ الجرعة التنشيطية للماشية ستستمر فاعلية التحصين لشهر واحد فحسب"، مشيرا لتوجه أطباء بيطريين لمربي ماشية لتحصين ماشيتهم إلا أن الأخير قد يرفض ظنا منه بأن التحصين السبب حال ظهور المرض بعد تحصين رأس الماشية خلال فترة حضانة المرض فالقلاعية لا تترك ماشية في مكان دون مهاجمتها طالما أصيب أحد القطيع.
وشدد البوهي على انتشار الحمى القلاعية في كل أنحاء المحافظة، مطالبا بحصر دقيق للحيوانات وترقيمهم ببطائق وتحصينها بصفة مستمرة، مضيفا: "من أهم أعراض القلاعية اكتئاب الماشية ولعاب متقطع وقروح في اللسان والقدمين وبثور في الحوافر وتعفن بالحافر وعرج في الماشية والتهابات بضرع الماشية ونقص اللبن وتدمير أحد ضروع الماشية"، مشيرا إلى بيع ألبان ببعض المعامل رغم إصابة الماشية المنتجة لها بالحمى القلاعية، مشددا على ضرورة غلي اللبن.
وبدوره، قال الدكتور إيهاب شكري، مدير الطب البيطري في دمياط، لـ"الوطن": "لم ترد لنا سوى حالة إيجابية واحدة مصابة بالحمى القلاعية، وسحبنا عدة عينات بعضها ظهرت نتائجه سلبية وأخرى لم تظهر بعد ونقوم بالتحصين يوميا ولم ندخر جهدا ولدينا أمصال بصورة متوفرة ونحن نعد الأفضل من محافظات أخرى في الإصابة"، مضيفا أن الحمى القلاعية لوحدها لا تسبب النفوق ولكن يحدث في حالة تزامن النفوق مع مشكلات كبدية أو قلب أو هزال شديد والنفوق يحدث بصورة أكبر في العجول الصغيرة.
وناشد شكري المربين التوجه للمديرية أو أحد فروعها حال ظهور أي مشكلة لماشيتهم، والعمل على حل الأزمة فورا مع توجهه بشخصه على رؤوس الحملات، مضيفا: "قمنا بتحصين 25030 رأس ماشية خلال شهر يناير و24230 خلال شهر فبراير ضد الحمى القلاعية، كما حصَّنا 22293 رأس ماشية خلال شهر يناير ضد التسمم الدموي و29576 خلال شهر فبراير من ذات المرض ويبلغ متوسط عدد رؤوس الماشية في دمياط نحو 120 ألف رأس ونجري حاليا العمل بالمشروع القومي لترقيم وتسجيل الماشية ببطاقات".
وبدوره، قال سعيد كيوان، نقيب الطب البيطري في دمياط: "هناك نسبة إصابة بالحمى القلاعية في دمياط ولكنها قليلة مقارنة بمحافظات أخرى فالحمى القلاعية مرض مستوطن في مصر يظهر في شهر فبراير تحديدا، والمربون في دمياط أكثر حرصا مقارنة بزملائهم في المحافظات الأخرى وجميعهم يحصنون الماشية".
وأضاف كيوان: "لم يظهر المرض في قلب مدينة دمياط بل في المناطق الحدودية للمحافظة كمركزي الزرقا وفارسكور، ويعد القلاعية مرضا فيروسيا لا يسبب بمفرده نفوق الماشية، والأكثر عرضة للإصابة به المواشي صغيرة السن الضعيفة، ولا بد من إصابة الماشية بمرض أخرى مثل الديدان الكبدية والتسمم الدموي، كي يحدث النفوق".
وناشد كيوان المربين التوجه للطب البيطري لتحصين مواشيهم حتى لو كانت غير مصابة وحال ظهور أعراض فضرورة إبلاغ المديرية لأخذ عينات لتحليلها واتخاذ اللازم والاهتمام بدور الطبيب البيطري.