مقابر أسرة «محمد على» فى مرمى لصوص الآثار

مقابر أسرة «محمد على» فى مرمى لصوص الآثار
- أسرة محمد على
- افتتاح قناة السويس
- الخديو توفيق
- الدكتور محمد
- العام الماضى
- تحرير محضر
- رجال المباحث
- شرق القاهرة
- صلاح سالم
- صنع فى مصر
- أسرة محمد على
- افتتاح قناة السويس
- الخديو توفيق
- الدكتور محمد
- العام الماضى
- تحرير محضر
- رجال المباحث
- شرق القاهرة
- صلاح سالم
- صنع فى مصر
فور دخولك من البوابة الضخمة للسور العتيق شبه المهدم داخل «مقابر المماليك» على طريق صلاح سالم شرق القاهرة، قد لا تتخيل أن خلف هذه البوابة مبنى يحوى واحدة من أهم القطع الفنية المصرية، وهو ضريح الأميرة الراحلة «شويكار»، واحدة من أفراد أسرة محمد على، التى توفيت فى ٧ فبراير ١٩٤٧، وهو الضريح الفريد من نوعه، الذى نحته المثال الإيطالى جابريلى دونتيلى من قطعة واحدة من الرخام الأبيض.
وعلى خلاف كل ما هو معتاد فى هذه الأضرحة، نحت «دونتيلى» ضريح الأميرة شويكار على هيئة سرير مغطى بغطاء ذى نقوش ووسادة، يخال لمن يراها أنها حقيقية، وقد تكلف إنشاء هذا الضريح وقتها حوالى 100 ألف جنيه، وهو مبلغ فلكى بمقاييس تلك الأيام.
{long_qoute_1}
«ممنوع الدخول».. كانت هذه هى العبارة التى ردّدها «عم صادق»، الرجل السبعينى حارس الضريح، قبل أن يكشف لنا عن السبب وراء رفضه دخول الغرباء للضريح، قائلاً إن «مجموعة من اللصوص ادعوا أنهم إعلاميون أتوا هنا قبل شهر، وقاموا بتصوير الضريح والتركيبة الرخامية، واستطلعوا المكان بكل تفاصيله، ليعودوا فى الرابعة من فجر اليوم التالى بصحبة 5 ملثمين قاموا بتوثيقى بالحبال، واستولوا على المفتاح عنوة، ودخلوا مستهدفين التركيبة الرخامية التى اعتقدوا أنها مكوّنة من عدة أجزاء، وحاولوا تفكيها، وتضرّر جراء ذلك جزء من النقوش، وحينما فشلوا وأيقنوا أن طريقتهم لن تُسفر سوى عن تدمير الضريح، سارعوا بالرحيل، وقال الأمير عباس حلمى، نجل الأمير محمد عبدالمنعم، آخر وصى على عرش مصر: «لم تكن هذه هى المرة الأولى التى نتعرّض فيها للسرقة»، مشيراً إلى أن «قبة الخديو، التى تحوى رفات الخديو توفيق وزوجته وبمبة قادن والأمير محمد على والأمير عبدالقادر، ورفات عدد من الأميرات، وأغلب مقتنيات القبة من سجاد ومشكاوات وثريات ومقاعد استخدمت فى احتفال افتتاح قناة السويس، وهى تتميّز بطراز معمارى فريد، وتبعد قليلاً عن قبة الأميرة شويكار، تعرّضت أيضاً من قبل للسرقة، خصوصاً ستائر الكعبة الملونة، التى كانت موجودة داخل إطار زجاجى ضخم، ونزل اللصوص إليها عبر زجاج القبة، وحتى الآن لم تعد تلك النسخة النادرة من كسوة الكعبة السوداء، حيث كانت هذه الكسوة القديمة بألوانها الحمراء والخضراء تُصنع فى مصر».
وأضاف «حلمى»: «للأسف، فإن وزارتى الأوقاف والآثار لا تقومان بحماية الأضرحة بالشكل الأمثل، فرغم تسجيل قبة أفندينا (الخديو توفيق) أثرياً فى 2001، وتسجيل قبة الأميرة شويكار فى العام الماضى، إلا أن القائمين على وزارة الآثار لديهم الرد الجاهز دائماً، وهو: نحن جهة تتولى الإشراف فقط، ومسألة حماية الأثر تقع ضمن مسئولية الأوقاف، علماً بأن موظفى الأوقاف غير متخصصين، لا فى حفظ الآثار، ولا فى حمايتها، وهم غير مسلحين، ليواجهوا العصابات المسلحة التى تستهدف هذه الكنوز». من جهته، قال الدكتور محمد رشاد، مدير منطقة شرق القاهرة الأثرية، إن «قبتى الخديو توفيق والأميرة شويكار مسجلتان أثرياً»، منوهاً بأن «مهمة وزارة الآثار إشرافية فقط، ولا نملك أى سلطة على الآثار التى تتبع وزارة الأوقاف، حيث تتولى الأخيرة حمايتها، كما تتولى الإنفاق على ترميمها».
وفجّر «رشاد» مفاجأة بتأكيده أن «الشرطة رفضت تحرير محضر بمحاولة سرقة ضريح الأميرة شويكار، بعدما لجأ حارس الضريح إلى القسم، خصوصاً بعد أن علم رجال المباحث بفشل محاولة السرقة، وحتى هذه اللحظة لا يزال اللصوص طلقاء».