بروفايل| «ميركل» داعمة الاستقرار

كتب: أكرم سامى

بروفايل| «ميركل» داعمة الاستقرار

بروفايل| «ميركل» داعمة الاستقرار

تصفها الصحافة الغربية والعربية دائماً بأنها أقوى امرأة فى العالم، والشخصية الأكثر تأثيراً داخل أروقة الاتحاد الأوروبى خلال السنوات الأخيرة، وربما تعد لغزاً حيَّر الحكام الغربيين لما قامت به من إنجازات اقتصادية وسياسية خلال حكمها لألمانيا طيلة السنوات الماضية، أنجيلا ميركل، المستشارة الألمانية الهادئة دائماً، التى رسخت هذا المفهوم عن الدولة الألمانية بأن يسود الهدوء بلادها مقابل العمل والنجاح والانفتاح على الخارج دون اللجوء للغة التهديد والمناوشات. «ميركل» المولودة فى مدينة هامبورج فى شمال ألمانيا، يوم 17 يوليو 1954، تفوقت فى دراستها للفيزياء واللغة الروسية والرياضيات، ما أهّلها للالتحاق بمركز الكيمياء الفيزيائية لأكاديمية العلوم فى برلين فى 1990، ثم حصلت على الدكتوراه فى الكيمياء، ومهدت لها دراستها طريق معرفتها بزوجها أستاذ الكيمياء «يواخيم زاور»، وساعدتها دراستها للكيمياء فى موازنة الأمور كثيراً فى عملها السياسى فى الأوقات التالية.

زيارة «ميركل» لمصر ليست زيارة عادية، لما تمثله «ميركل» من ثقل سياسى أوروبى، فضلاً عن تسليمها بضرورة مساندة مصر فى مواجهة الإرهاب، ووقوفها بجانب الحكومة المصرية فى أزماتها الاقتصادية، وسيكون لهذا الدعم تأثير قوى، بسبب قوة وإصرار المستشارة الألمانية المعروف عنها منذ انضمامها لحزب نهضة الديمقراطية عام 1989. «ميركل» تقلّدت منصب المتحدثة باسم الحكومة المنتخبة فى عام 1989، وانتقلت بعد الوحدة الألمانية لحزب الاتحاد الديمقراطى المسيحى، ثم تولت العديد من المناصب بعد تشكيل أول حكومة منتخبة، حتى أسند المستشار الأسبق لألمانيا «هلموت كول» منصبين كبيرين فى وزارة الأوضاع النسائية ثم البيئة عام 1994، وهو ما سمح لها بأن تترأس حزباً كاثوليكياً رغم كونها بروتستانتية، ومن ثم استطاعت محو جميع خصومها المحتملين من طريقها.

تولِّى «ميركل» للسلطة فى أكبر إمبراطورية صناعية داخل القارة الأوروبية أعطاها الثقل والاهتمام، ووصفها بأنها المرأة الأكثر قوة فى أوروبا والعالم أيضاً، وإن زيارتها لمصر لأول مرة منذ 8 سنوات تعطى للعلاقات بين البلدين دفعة استراتيجية تعزز من التعاون الثنائى فى كثير من الملفات المختلفة والمشتركة بين البلدين.

ومثلما سعت «ميركل» طوال فترة حكمها للحفاظ على استقرار بلادها ورفع مكانة الدولة الألمانية عن الدول الأوروبية الأخرى، سوف تستطيع أن تقف بجانب مصر فى حربها ضد الإرهاب خلال الفترة المقبلة ومساندتها للحفاظ على استقرار المنطقة التى تهم القارة الأوروبية ككل ليسود الأمن بها.


مواضيع متعلقة