السينما المصرية تتحرر من قيود السوق التجارية فى 2017

كتب: نورهان نصرالله

السينما المصرية تتحرر من قيود السوق التجارية فى 2017

السينما المصرية تتحرر من قيود السوق التجارية فى 2017

فترة طويلة تمتد إلى خمس سنوات خلقت أزمة أثرث على نوعية الأفلام المطروحة فى تلك الفترة، ابتعدت فيها السينما المصرية عن خطها الأساسى لتسيطر عليها مجموعة من الأنواع، منها «البلطجى والراقصة»، أو أفلام الـ«بوب كورن» الخفيفة، التى لا تصلح سوى للاستهلاك مرة واحدة، ولكن شهد العام الماضى عودة عدد من كبار المخرجين إلى الساحة السينمائية بأعمال مختلفة عن السائد بشكل ملحوظ، سواء داود عبدالسيد بـ«قدرات غير عادية»، الراحل محمد خان بـ«قبل زحمة الصيف»، يسرى نصرالله بـ«الخضرة والوجه الحسن»، فضلاً عن مجموعة من التجارب الشبابية التى شاركت فى فعاليات سينمائية مهمة، من بينها «نوارة» للمخرجة هالة خليل و«اشتباك» للمخرج محمد دياب.

{long_qoute_1}

ومع بداية 2017 دخلت السينما المصرية منحى جديداً فى الموضوعات والمعالجات المقدمة، فكانت البداية مع «مولانا» للمخرج مجدى أحمد على المأخوذ عن رواية بنفس الاسم للكاتب الصحفى إبراهيم عيسى، بينما تشهد الفترة المقبلة طرح مجموعة من الأفلام المختلفة، منها «على معزة وإبراهيم» الذى يعد العمل الروائى الطويل الأول للمخرج شريف البندارى، الذى حصل فيه بطل الفيلم على صبحى على جائزة أفضل ممثل من الدورة السابقة فى مهرجان دبى السينمائى، بالإضافة إلى «آخر أيام المدينة» للمخرج تامرالسعيد الذى شارك فى فعاليات الدورة الـ66 من مهرجان برلين السينمائى وحصد جائزة «كاليجارى»، بينما شاركت المخرجة هالة القوصى بفيلم «زهرة الصبار» فى فعاليات الدورة السابقة من مهرجان روتردام للفيلم العربى.

وفى الوقت الحالى يتابع المخرج مروان حامد العمل على فيلم «الأصليين» مع الكاتب أحمد مراد، بعد تجربتهما السابقة فى «الفيل الأزرق» عام 2014، والتجربة من إنتاج شركة «ريد ستار» التى تنتج فيلم «فوتوكوبى» للمخرج تامر العشرى، المأخوذ عن قصة للكاتب هيثم دبور، وبعد مشاركته فى مهرجان أسوان لأفلام المرأة وحصوله على جائزة أفضل مخرج من مهرجان دبى السينمائى يعمل المخرج محمد حماد على طرح فيلمه الأول «أخضر يابس» فى دور العرض السينمائى، بالإضافة إلى فيلمى «الشيخ جاكسون» للمخرج عمرو سلامة و«طلق صناعى» لخالد دياب، لتبدأ السينما عبر صناعها فى التحرر من قيود السوق التجارية بتقديم أعمال تحقق المعادلة بين الجانب الفنى والتجارى.

قال تامر العشرى، مخرج فيلم «فوتوكوبى»، إن السينما الجيدة ستفرض نفسها على الساحة بعيداً عن التيارات السائدة أو المختلفة، ويبقى العنصر الأساسى القصة التى يدور حولها الفيلم، مضيفاً: «هناك أفلام تناقش موضوعات سبق تقديمها ولكن الطريقة التى يعتمدها صناع الفيلم هى التى تحدد جودة العمل سواء فيما يتعلق بالعرض التجارى أو على مستوى المشاركة فى المهرجانات»، وأضاف العشرى لـ«الوطن»: «ساحة إنتاج الأفلام أصبحت مفتوحة أكثر من قبل مما ساعد على وجود تقبل أكبر لأفكار مختلفة أكثر من الأول، حيث لم يعد الأمر يقتصر على المحاولات الفردية لدى البعض بل وجدت مساحة تستوعب تلك التجارب فى مصر، وهو ما يعد تطوراً حدث على مدار سنوات فى أشكال مختلفة ويبدأ الجمهور فى التفاعل مع العمل مما يدفع بعض المنتجين العاملين فى السينما إلى تبنى وتقديم بعض التجارب المختلفة».

{long_qoute_2}

ومن جانبه، قال المخرج شريف البندارى إنه منذ ظهور تيار السينما المستقلة، وبدأت بعدها التصنيفات ما بين الأفلام التجارية والمستقلة، ولكنه يرفض حصر الأعمال فى نوع معين فالمنطقة الوسط بينهما مليئة بالأفلام، متابعاً: «فيلم على معزة وإبراهيم ممتع به الكثير من عوامل الجذب بعيد عن الطريقة المعتادة للأفلام التجارية، وفى نفس الوقت به جزء فنى كبير»، وتابع البندارى لـ«الوطن»: «السينما المصرية بدأت تحقق وجوداً جيداً لها على الساحة الفنية والمهرجانات السينمائية، سواء بالنسبة للمشاركات من حيث العدد أو المستوى الفنى، فمنذ فترة طويلة لم يكن لدينا 10 أفلام لمخرجين مهمين على مستوى فنى عال فى عام واحد، فهناك وجود لمخرجين كبار بالإضافة إلى شباب يمتلكون مهارات سينمائية مميزة، وتتنوع الأعمال المطروحة بين الكوميديا أو الدراما ومنها التجارى والمستقل بمستويات جيدة، على عكس المعتاد سابقاً على مدار العام نجد فيلماً أو اثنين جيدين على أقصى تقدير».

وقال المنتج صفى الدين محمود إن المنتجين الذين يقدمون التجارب السينمائية المختلفة أصبحوا أغلبية فى الوقت الحالى، حيث شهد الوقت الحالى تغيراً من سينما النجم ليصبح الفيلم منتجاً مختصاً بذاته، وهو ما أثبتته تجارب حدثت فى السنوات الماضية، «الاعتماد على السيناريوهات الجيدة حتى فى الأعمال الكوميدية مثل تجربة «بشترى راجل»، فلم يعد الفيلم يعتمد على اسم النجم والأبطال بقدر اعتماده على تقديم فكرة ومعالجة جيدة ونحن حالياً فى مرحلة فيلم المخرج والمؤلف»، وأضاف محمود لـ«الوطن»: «المرحلة المقبلة سنرى متغيرات مختلفة لكننا لن نعود للخلف، وبدأت سينما الرواية تعود للظهور مرة أخرى ومع نجاح التجربة بدأ الكثير يتجهون إليها».


مواضيع متعلقة