مندوب مصر بـ«الأمم المتحدة»: نعارض الاتهامات الجزافية ضد الحكومة السورية.. و«المسودة» تجاهلت الدليل

مندوب مصر بـ«الأمم المتحدة»: نعارض الاتهامات الجزافية ضد الحكومة السورية.. و«المسودة» تجاهلت الدليل

مندوب مصر بـ«الأمم المتحدة»: نعارض الاتهامات الجزافية ضد الحكومة السورية.. و«المسودة» تجاهلت الدليل

أعلن مندوب مصر الدائم لدى «الأمم المتحدة» السفير عمرو أبوالعطا، أن «القاهرة» لم تدعم، مساء أمس الأول، مشروع قرار «مجلس الأمن الدولى» بفرض عقوبات على «دمشق»، لأنه خالٍ من الأدلة الحقيقية ويوجه «اتهامات جزافية». وقال «أبوالعطا»، بعد أن امتنع عن التصويت على هذا المشروع الذى فرضت روسيا والصين الفيتو ضده، خلال جلسة لـ«مجلس الأمن الدولى»، إن «مسودة القرار الدولى حول موضوع الكيماوى فى سوريا تجاهلت الدليل»، مضيفاً: «فوجئنا بأنه تم القفز على الخطوات المعهودة فى المجلس، حيث يشمل المشروع المطروح فى مرفقاته قائمة معدة سلفاً بالكيانات والأفراد، الذين يرى مقدمو القرار أنهم المسئولون عن استخدام السلاح الكيماوى فى سوريا».

{long_qoute_1}

وأكد «أبوالعطا» أن نقص الأدلة والبراهين «يجعل القرار عبثياً»، مشيراً إلى أن مصر تؤيد توقيع العقوبات على من تثبت إدانته باستخدام السلاح الكيماوى ضد الشعب السورى. ووصف «أبوالعطا» الوثيقة بأنها «خطوة استباقية لتقارير لجنة التحقيق المشتركة»، مضيفاً: «فوجئنا بإصرار كبير للتقدم بمشروع فرض العقوبات على الحكومة السورية». واستطرد المندوب المصرى، قائلاً: «مشروع القرار كانت به اتهامات غير حقيقية للعديد من الأفراد والهيئات.. ونعترض على تقديم الاتهامات جزافاً ونعرب عن أسفنا لتقديم مشروع القرار المنقوص».

ونص مشروع القرار على فرض حظر سفر وتجميد أرصدة 11 سورياً، هم أساساً من المسئولين العسكريين، إضافة إلى 10 هيئات. كما نص على حظر بيع وتسليم ونقل مروحيات ومعدات أخرى للجيش والحكومة فى سوريا. ونال القرار، الذى صاغته بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، تأييد 9 دول مقابل 3 عارضته هى: روسيا والصين وبوليفيا، فى حين امتنعت كازاخستان وإثيوبيا ومصر عن التصويت.

من جهتها، حذرت المعارضة السورية من تداعيات الفيتو الروسى الصينى على مشروع القرار، وقالت إن من شأن ذلك «تشجيعه على ارتكاب مزيد من المجازر بحق الشعب». بينما وصفت الولايات المتحدة الفيتو الروسى بـ«المخزى»، فيما تعهدت «باريس» و«لندن» بمتابعة الجهود لمعاقبة النظام، وحملتا روسيا المسئولية أمام الإنسانية.

من جهته، قال القيادى بحزب البعث الحاكم فى سوريا الدكتور مهدى دخل الله، فى اتصال لـ«الوطن»، إن «الاتهامات الموجهة للحكومة السورية باستخدام الأسلحة الكيماوية غير حقيقية، وهدفها فقط الضغط على وفدنا فى مباحثات جنيف 4، بسبب موقفه القوى من المجموعات الإرهابية». وأضاف «دخل الله»: «من يستخدم الأسلحة الكيماوية هم الجماعات الإرهابية، ومصدر تلك الأسلحة تركيا، ولجان للأمم المتحدة أثبتت ذلك». وتابع: «سوريا ليست لديها أسلحة كيماوية، انضمت دمشق إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية وفككنا ترسانتنا الكيماوية وفق الأمم المتحدة، فكيف نستخدم الأسلحة الكيماوية وهى ليست لدينا؟». وقال «دخل الله»: «الحقيقة كنا فى سوريا نتمنى أن تنضم مصر إلى الدول الرافضة لمشروع القرار الظالم، لا أن تختار أضعف الإيمان وتمتنع عن التصويت». واعتبر مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير سيد أبوزيد أن موقف مصر تجاه القضية السورية وحول قرار مجلس الأمن الدولى بفرض عقوبات على «دمشق»، لم يكن جديداً وهو مطابق لوجهة النظر المصرية خلال الفترة الأخيرة. وقال السفير سيد أبوزيد، لـ«الوطن»، إن الجانب المصرى لا يريد التورط فى أى أعمال لا يوجد عليها أدلة دامغة تشير إلى استخدام الأسلحة الكيماوية ضد الشعب السورى، وأن مصر لا تريد التورط فى أى خطوات قد تظهر فيما بعد أنها كانت سلبية وتؤدى إلى زعزعة الاستقرار السورى الذى تتمنى مصر إتمامه فى أقرب وقت للحفاظ على وحدة وسيادة الدولة السورية. وأشار السفير سيد أبوزيد إلى أن الموقف المصرى سيظل كما هو من القضية السورية بأنها لا تتدخل فى الشأن السورى، وستظل تطالب بوحدة وسيادة الدولة السورية دون التورط فى أى أعمال تؤدى إلى تقسيم الدولة السورية وترفض ما يدور هناك من حرب بالوكالة طوال السنوات الماضية.

فى سياق آخر، تجرى الحكومة الأمريكية تحقيقاً حيال مقتل الرجل الثانى فى تنظيم القاعدة فى سوريا «أبوالخير المصرى»، وسط تقارير عن غارة أمريكية قرب «إدلب» أو فى محيطها. وقال مسئول لوكالة أنباء «فرانس برس»، إن الوكالات تعمل على تأكيد ما إذا كان أبوالخير المصرى قتل، فيما سيشكل ضربة كبيرة ناجحة فى إطار مكافحة الإرهاب. وكان «المصرى» صهر الزعيم السابق لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن، ويعتقد أنه نائب الزعيم الحالى أيمن الظواهرى. من جانب آخر، فر آلاف المدنيين هرباً من القتال المستعر فى ريف مدينة «منبج» شمال سوريا، وفر السكان فى ظل احتدام القتال بين «ميليشيات سوريا الديمقراطية» التى تسيطر على «منبج» ومسلحى تنظيم «داعش» الإرهابى الذين ينتشرون فى ريف المدينة.


مواضيع متعلقة