بالصور| مصطفى الفقي: مبارك كان وطنيا.. والسيسي أخرج القرار المصري من عباءة أمريكا

كتب: ميشيل عبد الله

بالصور| مصطفى الفقي: مبارك كان وطنيا.. والسيسي أخرج القرار المصري من عباءة أمريكا

بالصور| مصطفى الفقي: مبارك كان وطنيا.. والسيسي أخرج القرار المصري من عباءة أمريكا

قال الدكتور مصطفى الفقي، المفكر السياسي، إنَّه يجب على الحكومة المصرية أن تقيم مشروعات عاجلة وسريعة تحدث تحسنًا اقتصاديًا سريعًا يشعر به المواطنون البسطاء، إلى جانب المشروعات الكبرى والكثيرة، التي تمَّت إقامتها ولم يعلن عنها حتى اليوم، والتي لن تظهر ثمارها إلا في الفترة ما بين 3 إلى 5 سنوات، سيعلنها الرئيس عبدالفتاح السيسي في برنامجه الانتخابي 2018.

جاء ذلك خلال ندوة نظمها معهد البحوث والدراسات الاستراتيجية لدول حوض النيل بجامعة الفيوم، منذ دقائق، بقاعة الاحتفالات الكبرى في الجامعة، في حضور الدكتور أشرف عبدالحفيظ نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة وإشراف الدكتور عدلي سعداوي عميد معهد البحوث والدراسات الاستراتيجية لدول حوض النيل.

وأكد الفقي ضرورة زراعة المليون ونصف المليون فدان من الأراضي التي سيتم استصلاحها بالغذاء الذي تحتاجه مصر "لأننا نستورد كل شيء من الخارج"، مشيرا إلى أنَّ تبوير الأراضي الزراعية يدل على أزمة ضمير وعدم الشعور بالانتماء لدى أصحابها.

ورفض الفقي في سؤال وجهه له أحد الطلاب ما يردده بعض النواب بشأن رغبتهم في تعديل نص الدستور الخاص بمدة رئيس الجمهورية، مشيرًا إلى أنَّ ذلك يفتح الباب على مصراعيه أمام العبث بالدستور، قائلا: "لا أظن أن الرئيس السيسي يرحب بذلك"، لأن مثل هذا الأمر أخذ على الرئيس السادات حينما تمَّ تعديل الدستور بنفس الشأن.

وقال الفقي في رده على سؤال لأحد الطلاب عن رأيه في تعامل الدولة مع المعارضين لها من المعارضة أو الإخوان، إنَّه لا يرضى بما يحدث في البرلمان بهذا الشأن، وأنه بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين عليهم الاعتذار عن جرائمهم التي ارتكبت في الأربعينيات والخمسينات، وما حدث في السنوات الأخيرة تجاه المواطنين والدولة، وإبعاد السياسة عن الدين، فهم مرحب بهم لأنهم مواطنون مصريون إذا فعلوا ذلك.

وأضاف الفقي، خلال حواره مع الطلاب، أنَّ ما حدث للأقباط في العريش هو تصرف واضح لتنظيم "داعش"، والذي وجد أنه يحول أعماله تجاه المواطنين بعد مواجهاته مع الجيش والشرطة في منطقة سيناء، قائلا: "إنَّ مصر كتب عليها إما أن تقبل الفساد والاستبداد، أو أن تقبل الإرهاب، ولكن علينا أن نواصل الطريق".

وفيما يتعلق بموقفه من جزيرتي "تيران وصنافير"، أكد الفقي أنَّ كل الوثائق التاريخية تشير إلى مصريّة الجزيرتين، منتقدًا سوء تصرف المسؤولين المصريين تجاه هذا الملف، وأنه كان يجب تمهيد الرأي العام تجاه هذه المسألة حتى لا تظهر وكأنه تم تسليمها للسعودية، بعد أن منحت مصر بعض الأموال والإتفاقات، مشيرا إلى أنه كان يحق لمصر النزاع الدولي على الجزيرتين، ولكن توقيع الدكتور عصمت عبدالمجيد، والدكتور مفيد شهاب، على رسالة من مصر مسبقة، منح السعودية وضع قانوني، مشيرا إلى أن أمد النزاع عليهما من الممكن أن يستمر سنوات.

وقال الفقي، معلقا على هذه القضية، أن عمرو الشوبكي، يحاول منذ سنة الدخول للبرلمان رغم حصوله على حكم قضائي، أليس قضية مثل جزيرتي تيران وصنافير، تستحق أن تتداول عشر سنوات أخرى.

ووصف الفقي، العلاقة بين مصر والسعودية، بأنها علاقة الشقيقة الكبرى، التي من الممكن أن يغار منها الآخرين، ولكنهم لا يحتمون في ظلها، مشيرا إلى أن الحكومة السعودية بدأت في مراجعة مواقفها الأخيرة، في إشارة لتصريح مسئول سعودي بأن مصر قادرة على دحر "داعش"، منتقدا موقف ملك السعودية في عدم اصطحاب بعض الحكام العرب والضغط على "أديس أبابا"، بموجب استثمارات الخليج الضخمة فيها، لضمان عدم المساس بحصة مصر في مياه النيل، حتى مع بناء سد النهضة.

وأشار الفقي، إلى أن علاقة مصر بإسرائيل ثابتة، بأنها لن تقبل إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، متهما إياها بالعبث في ملف حصة مصر من مياه النيل بدعم أثيوبيا في بناء سد النهضة، والتفكير في زراعة أراضي لديها ضمن اتفاقيات بين إسرائيل وأثيوبيا، وهي بذلك تؤثر على حصة مصر من المياه بشكل غير مباشر، وهي تسعى إلى أن تكون عضوة في دول حوض النيل بأي طريقة.

وأكد الفقي، أنه لا أحد يستطيع حصار مصر، وأن إسرائيل عرضت التدخل لدى إثيوبيا في مشكلة سد النهضة، ولكن مصر رفضت، قائلا: "ليس من الممكن أن نعطي القط مفتاح الكرار"، مشيرا إلى أنه لم يكن متوقعا أن يذهب مسئول عربي إلى أثيوبيا ويدعم موقفها من بناء سد النهضة.

وقال الفقي، إن مبارك كان حاكما وطنيا، ولكن نتحدث عن وجود الفساد والاستبداد في عهده ممكن، فهو كان يرفض أي مساس باستقلال مصر، مشيرا إلى أن أحد المسئولين من إحدى الدول عرض منح مصر 5 ملايين دولار في الثمانينات، نظير قيادة أمريكا لقوات على أرض مصرية، ولكنه رفض، مؤكدا أن الرئيس الأسبق، حسني مبارك، كان وطنيا ولكن مشكلته في بطء القرار وتأجيله، وعدم الرغبة في المبادرة.

وأضاف المفكر السياسي، أن مصر لم يكن لديها سوى اثنين كرجال دولة فقط، وهما محمد علي، وأنور السادات، وكانت لديهما القدرة على مواجهة مؤامرات الخارج في الداخل، مشيرا إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، تمكن من إخراج القرار المصري من عباءة الأمريكان، وأنه أصبح هناك تعددية كاملة للعلاقات المصرية مع العالم.

وفيما يتعلق بإجراءات الإصلاح الإقتصادي، أكد الفقي، أن الإجراءات الإقتصادية التي اتخذت في هذا الطريق ومنها الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، هي دواء تأجل تناوله من أول عام 1977 م، في عهد السادات، وأن الشعب المصري تقبل هذه الجرعة لدرايته بأنها الحل الوحيد، مشيرا إلى أن النتائج تظهر فيما بين ثلاث إلى 5 سنوات.

واتهم الفقي، رجال أعمال بأنهم حققوا أرباح طائلة واستفادوا من النمو الإقتصادي الذي تحقق بنهاية عصر مبارك، والذي لم يصل إلى البسطاء، مشيرا إلى أن مصير تسير على الطريق الصحيح في الإصلاح الاقتصادي على الرغم من وجود الفقر والمرار والتعب بين المصريين.  

وحول موقف العالم من مصر، أكد الفقي، أن السياسات الإقليمية تجاه مصر لا تريدها تسقط، وفي نفس الوقت لا تحلق، لذلك فإن هناك صعوبة في اتخاذ القرار السياسي في دولة مثل مصر، مؤكدا أن الكل يعلم في المنطقة العربية أن سقوط مصر، هو سقوط للمنطقة كلها.

وجدد الفقي تأكيده، بأن علاقة مصر بأشقائها العرب، هي علاقة مزدوجة "حب وغيره"، في نفس الوقت، مشيرا إلى أن مصر عندما قاطعها العرب في الثمانينيات بعد توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل، لم تسقط ولكنها ازدهرت وكانت سنوات بناء وتنمية حقيقية لمصر، ثم عادوا إلى علاقاتهم مع مصر بشروطها.


مواضيع متعلقة