بطولات سوريا تحصد الـ«أوسكار» لأصحاب «الخوذ البيضاء»

كتب: سمر صالح ونورهان نصرالله

بطولات سوريا تحصد الـ«أوسكار» لأصحاب «الخوذ البيضاء»

بطولات سوريا تحصد الـ«أوسكار» لأصحاب «الخوذ البيضاء»

بين الطرقات التى دمّرتها الحرب وفاحت منها رائحة الموت، وتحت ضجيج الطائرات والانفجارات، فوق منازل مهدّمة لا يزال سكانها تحت أنقاضها، يؤدون مهماتهم الأصعب على الإطلاق الممزوجة بدموع الأمهات، صراخ الأطفال ودماء الموتى، حين يُقرّرون المخاطرة بحياتهم وهم يحملون نقالات برتقالية وسط ركام من الأنقاض الضخمة، فتاة صغيرة وصبى يظهران فى أحضان رجل آخر قبل أن تُدوى أصوات الانفجار الثانى وتتحول الشاشة إلى اللون الأسود، قدم المخرج البريطانى أورنالدو فون اينسدل لمحة للعالم عن الحياة اليومية لمجموعة من المتطوعين السوريين فى منظمة يعمل أعضاؤها على إنقاذ المدنيين فى منطقة الحرب الأكثر خطورة فى العالم، فى فيلم وثائقى بعنوان «The White Helmets» أو «الخوذ البيضاء»، الذى استحق جائزة «أوسكار» أفضل فيلم وثائقى قصير فى النسخة الـ89 من حفل توزيع جوائز الأفلام الأشهر.

{long_qoute_1}

وكان من المقرر أن يحضر الحفل رائد صالح، مدير منظمة «الخوذ البيضاء»، والمصور خالد الخطيب الذى شارك فى تصوير الفيلم، لكن تعذر حضورهم إلى الحفل، قال «اينسدل»: «رائد صالح هو مدير منظمة الخوذ البيضاء، ولم يستطع الوجود اليوم، لأن الأوضاع فى سوريا خلال الأيام الأخيرة كانت صعبة للغاية مع تزايد حدة العنف، وعمله يقوم على إنقاذ الأرواح، لذلك قرّر فى النهاية أنه يجب أن يقوم بذلك، أما خالد الخطيب المصور السينمائى للفيلم فحصل على تأشيرة للولايات المتحدة، لكن لم يتمكن من المجىء، ونحن فى غاية الحزن لذلك».

كما ألقى المخرج كلمة رئيس المنظمة التى جاء فيها: «نحن ممتنون لأن الفيلم ألقى الضوء على عملنا، لقد أنقذنا أكثر من 82 ألف مدنى. أدعو الجميع إلى العمل من أجل الحياة ووقف نزيف الدم فى سوريا ومناطق أخرى حول العالم».

يُشرفنا أن فيلم «الخوذ البيضاء» يتلقى جائزة أوسكار، وقد ساعد هذا الفيلم على أن يظهر للعالم ما يجرى فى سوريا، ونشكر إخواننا وأخواتنا الذين يقفون معنا على أطراف الحياة، هكذا علق رائد صالح مدير منظمة «الخوذ البيضاء» لـ«الوطن» على فوز العمل بجائزة الأوسكار كأفضل فيلم وثائقى قصير. وأضاف «صالح»: «لكننا لسنا سعداء للقيام بما نقوم به، نحن نمقت الواقع الذى نعيش فيه حالياً وما نريده ليس الدعم لأن يستمر هذا العمل، بل الدعم لإنهاء ما يحدث، ونأمل أن يكون هذا الفيلم والاهتمام الذى حظى به يساعد على دفع العالم إلى التحرك لوقف إراقة الدماء فى سوريا».

«تلقينا الكثير من الجوائز سابقاً، لكن الأوسكار دفعة معنوية كبيرة لكل عناصر الدفاع المدنى فى سوريا»، بهذه الكلمات وصف مجد خلف، مسئول التواصل بمنظمة الخوذ البيضاء السورية فرحته بفوز فريق عمل الفيلم الوثائقى الذى يُجسّد دور المنظمة التطوعية بجائزة الأوسكار لهذا العام. وأضاف «خلف»، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»: تم ترشيحنا كثيراً لنيل عدة جوائز سابقة، لكن جائزة بحجم الأوسكار دفعة معنوية كبيرة لكل عناصر الدفاع المدنى، سوف تساعد على تسليط الضوء على معاناة متطوعى الدفاع المدنى، و«هيك قدرنا، نوصل صوت الناس المدنيين من تحت الأنقاض فى سوريا».


مواضيع متعلقة