دمياط: دور السينما «خرابات» والمسرح الرئيسى «مغلق»

دمياط: دور السينما «خرابات» والمسرح الرئيسى «مغلق»
- أحمد صيام
- أفلام وثائقية
- إحسان عبدالقدوس
- إعادة ترميم
- الأجهزة الرقابية
- الأجيال الجديدة
- التكنولوجيا الحديثة
- التواصل الاجتماعى
- السينما المصرية
- آيل للسقوط
- أحمد صيام
- أفلام وثائقية
- إحسان عبدالقدوس
- إعادة ترميم
- الأجهزة الرقابية
- الأجيال الجديدة
- التكنولوجيا الحديثة
- التواصل الاجتماعى
- السينما المصرية
- آيل للسقوط
تتميز محافظة دمياط بكونها واحدة من المحافظات التى طالما عشقت السينما والمسرح، حيث تم بناء أولى دور السينما فى مصر فى مدينة دمياط، ورغم وجود 4 دور سينما بها، فإنها أغلقت جميعاً وبنيت سينما خاصة بمول الصفوة بمدينة دمياط تعمل طوال العام لكنها لا تشهد إقبالاً كبيراً، علاوة على 3 دور سينما فى مدينة رأس البر السياحية تعمل فى فصل الصيف فحسب، أما المسارح فلا يوجد سوى 4 بمدن «دمياط - دمياط الجديدة - فارسكور وكفر سعد» ويشهد 3 منها حراكاً إلى حد ما طوال العام، فيما أغلق أحد أهم المسارح بالمحافظة قبل 4 أعوام بسبب مشاكل إنشائية، ورغم التقدم بطلبات من قبَل مثقفى دمياط بإعادة ترميم المبنى أو بناء بدلاً منه فإنه لم يحدث جديد.
{long_qoute_1}
يقول هشام أبوالعينين، مدرس مساعد بجامعة دمياط، إن السينما كان لها دور فى ثقافة المجتمع ولغته وحواره وإقبال الدمايطة عليها كبير جداً، ولكن خارج المحافظة ودور السينما الموجودة حالياً قطاع خاص يتحكم فيها شخص واحد، وطالب «أبوالعينين» بإقامة دور سينما على مستوى راقٍ حتى يكون هناك إقبال كبير عليها. ويرى عوض رودس، مصور فوتوغرافى، أن السينما باتت مصدراً للمتاجرة بعقول الناس حتى خرجت عن سياقها الدرامى، وطريقة مقننة للإسفاف، مطالباً بتدخل الأجهزة الرقابية للحد من الإسفاف والإباحة اللفظية والبصرية، مرجعاً سبب التراجع فى الإقبال عليها لعدم وجود إبداع وقصة تجذب المشاهد الدمياطى. {left_qoute_1}
ويرى محمد بصل، محامٍ، أن انحسار دور السينما فى الثلاثة عقود الأخيرة نتيجة انتشار وسائل الترفيه المستحدثة، كما كان لانتشار مواقع التواصل الاجتماعى الأثر الأكبر، ولا يوجد بمحافظة دمياط سوى سينما وحيدة تعمل طوال العام و3 أخرى تعمل صيفاً بمدينة رأس البر. ويضيف: كان يوجد بدمياط قديماً ثلاث دور للسينما ومنذ أكثر من 40 عاماً، وكان يوجد سينما محمد على وتم إزالتها وأقيمت عمارة سكنية، بينما سينما اللبان وعبدالحميد مغلقتان ولم تتم إزالتهما لأن القانون ينص على أنه فى حالة إزالة السينما يجب بناء سينما أخرى مكانها، مشيراً إلى أن دور السينما بقصر الثقافة، التابع للدولة، تحولت إلى صالة مسرح واحتفالات.
ويلتقط كريم مصطفى، طبيب صيدلى، طرف الحديث قائلاً: «السينما لا تؤدى الدور المطلوب منها سواء من التثقيف أو التوعية، بل تقوم بعدم التوعية وبث مشاهد العنف والتكفير التى تبث الفساد فى المجتمع بأكمله، مضيفاً: انخفض الإقبال على دور السينما مقارنة بما سبق نظراً لإغلاق عدد كبير منها فى دمياط». وتابع «كريم»: «بات من السهل على المواطن أن يأتى بالسينما وهو قابع فى مكانه بمنزله بدلاً من التوجه إليها عبر استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة - الإنترنت»، مضيفاً: دور السينما المعروفة فى دمياط أغلقت منذ سنوات عدة وباتت مبانى مهجورة.
ويضيف محمد أبوالحسن، موظف، السينما المصرية كان هدفها فيما سبق التثقيف ونشر الوعى، ولكن حالياً باتت السينما بعافية وانقسم المجتمع الدمياطى لأجيال قديمة أطلقوا جملة «صباح الخير يا ورشة مساء الخير يا فرشة»، بينما الأجيال الجديدة تقسم وقتها ما بين الورشة والسينما والقراءة وحدث انفتاح نوعى وغير مسبوق لكل طبقات الشعب الدمياطى. وطالب «أبوالحسن» المسئولين بالاهتمام بالفن وتوصيف المجتمع بشكل إيجابى وتفعيل الرقابة على الأفلام قبل عرضها واختيار المحتوى الذى سيعود بالنفع العام على المشاهد.
ويقول سمير الفيل، أديب وعضو نادى الأدب فى دمياط، السينما ما زالت تؤدى دورها الطليعى فى بث الوعى وتنمية الذوق فى المجتمع المصرى، فهى التى حولت الأعمال الأدبية إلى صور تعج بالجمال والدهشة، منها أعمال لنجيب محفوظ ويحيى حقى ويوسف السباعى وإحسان عبدالقدوس، ويوسف إدريس، ومحمد عبدالحليم عبدالله، وأمين يوسف غراب، وغيرهم، ولا ننكر دور سينما المخرجين الكبار كصلاح أبوسيف ومحمد خان وعاطف الطيب وخالد يوسف وكاملة أبوذكرى، ومن قبلهم يوسف شاهين ومحمد كريم، فى بث الوعى بين شرائح المجتمع.
ويضيف «الفيل»: اندثرت دور السينما فى مدينة دمياط القديمة، التى شهدت تجارب جنينية قام بها فنانون منهم محمد البطراوى، فتم إغلاق سينما «اللبان» وسينما «عبدالحميد» وسينما «دمياط»، وذلك بسبب التحولات الجذرية التى شهدتها مصر بعد الانفتاح الذى عم مصر بعد حرب أكتوبر، بالتحديد بعد سنة 1975، فتحولت الدور إلى مولات تجارية أو مبانٍ مستأجرة. ويستطرد «الفيل» قائلاً: كانت سينما الثقافة تجتذب الأسر، وكان هناك نادى السينما يقدم فى هيئة قصور الثقافة حفلاً أسبوعياً، ويسبقه محاضر يأتى من القاهرة مثل أحمد الحضرى وسامى السلامونى وعاطف فتحى، وغيرهم، حيث كان يقدم سينما مختلفة من اليابان والصين والهند ومختلف أنحاء أوروبا.
{long_qoute_2}
ويتابع «الفيل»: «لم تعد فى عاصمة المحافظة «دمياط» سينما واحدة، وفى المقابل افتتحت عدة دور عرض برأس البر وهى تجتذب المصيفين فيدفعون أسعاراً باهظة، بينما لا يجد الدمايطة سوى القنوات الفضائية التى تعرض الأفلام القديمة المستهلكة، مرجعاً ذلك لارتفاع أجور النجوم، الأمر ذاته ينطبق على باقى المحافظات؛ حيث تراجع الإقبال على السينما عن ذى قبل وباتت تجارة لأصحاب رأس المال الذين يفرضون أذواقهم بشكل شرس، مع الخضوع لأهواء شريحة السباكين والسمكارية والسماسرة وبائعى الكيف». ورأى «الفيل» أن المشاهد الدمياطى المشغول بلقمة عيشه يكتفى بالفسحة والتمشية إلى جوار النيل ونزول المالح ولم يعد بإمكانه مشاهدة فيلم هو وأسرته، فهذا أمر فوق الطاقة مالياً، وإن صدقت النوايا فى أن تعود السينما فلا بد من تدخل الدولة بشكل ما.
ويضيف أحمد صيام، مخرج سينمائى: رغم أن الشعب الدمياطى محب للسينما فلا يمكن أن يتقبل إغلاق كل دور السينما، فـ«عبدالحميد» تعد من أولى دور السينما التى أنشئت فى مصر وأغلقت الآن بعدما بات الأمر تجارياً إلى حد ما، فأغلب المنشآت الفنية تحولت لخاصة، وهو ما لا يعد فى صالح السينما أو السينمائيين، ويقول «صيام»: رغم خروج عدد كبير من السينمائيين والكتّاب خلال السنوات الماضية كهانى سلامة وبشير الديك وحسن الرداد وعمرو سمير عاطف، فما زال العطاء مستمراً، فالدولة لا تدعم السينمائيين وبات القطاع الخاص هو المسيطر، خاصة أن دور السينما الخاصة مجهزة بشكل أفضل من الحكومية».
ويطالب «صيام» بدعم السينما والسينمائيين، واستغلال المناظر الطبيعية الخلابة فى دمياط فى التصوير، ما يعد تنشيطاً سياحياً للمحافظة ورفع شأنها، ويرى أن هناك تراجعاً فى الإقبال من جمهور المسرح أيضاً رغم أن السينما والمسرح أخرجا عظماء من دمياط يملكون حساً فنياً، مرجعاً السبب للظروف الاقتصادية، ما أدى لنقص الاهتمام من قبَل المواطن الدمياطى، مضيفاً: حين وجد اهتمام من المسئولين لدعم الفنانين لإخراج منتج فنى جيد سيؤثر ذلك بشكل إيجابى ويدفع المواطن للإقبال. أما الآن فالمحتوى المقدم إما أنه تجارى أو غير جيد لقلة المنفق عليه.
ويقول أحمد حلبة، سيناريست، إن إغلاق أكثر من دور سينما ومسرح فى دمياط كدور سينما «اللبان وعبدالحميد» وغيرهما يرجع لثقافة مجتمع لدرجة أنه يتم إلغاء عدد من الحفلات فى دور السينما نظراً لقلة الإقبال عليها، بينما المسرح كان يعمل بشكل جيد سابقاً، متسائلاً: لمصلحة من يتعطل شغل ممثلى المسرح بقصر ثقافة دمياط بسبب أن السقف آيل للسقوط، علاوة على عدم استغلال قصر ثقافة دمياط الجديدة ذات المبنى الضخم وإقامة دور سينما فيه؟!
وطالب بافتتاح دور السينما والمسارح المغلقة وإدارتها من قبَل أشخاص مؤهلين يمتلكون الإبداع والفكر وليسوا موظفى مكاتب فحسب، مشيراً إلى ظهور شباب صغير ينتج أفلاماً سينمائية قصيرة وهو ما لم يكن موجوداً فى دمياط من قبل، مضيفاً: هؤلاء الشباب يمتلكون الموهبة وينقصهم الدعم والدراسة، أما العروض القومية بالمسرح فرغم الإنفاق عليها فإنها لا تنتج سوى مسرحية سنوياً، أما الفرق الخاصة فلا يجدون التمويل وينفقون من جيوبهم على الموهبة التى يمتلكونها، ما يدفعهم للتخلى عن هوايتهم بسبب الظروف الاقتصادية. ويرى «حلبة» أن العلاقة بين الجمهور والسينما والمسرح لم تعد كما كانت من قبل، بل بات يحكمها وسائل التكنولوجيا التى قضت على السينما، حيث نجد الفيلم يسرق ثانى يوم، علاوة على ظروف المعيشة التى لم تعد تمنح الشخص رفاهية خروج الأب مع أسرته لمشاهدة عرض مسرحى أو فيلم سينمائى لأسباب بعضها اقتصادى والآخر اجتماعى.
ويقول رأفت سرحان، مخرج مسرحى: «نعانى من نقص عدد المسارح، فعاصمة المحافظة لا يوجد بها سوى مسرح قصر الثقافة وثلاثة أخرى بـ«فارسكور - دمياط الجديدة وكفر سعد» ولا توجد أنشطة فى المسارح كما يجب، علاوة على إغلاق المسرح الرئيسى بسبب أعمال الإنشاءات حتى بتنا ندخل المسرح بصفة استثنائية ولا نملك متنفساً آخر، فيما تم إغلاق مسرح بالقرب من مجلس المدينة منذ 4 سنوات نظراً لعيوب فى المبانى وبعد هدمه من قبَل مجلس مدينة دمياط لم يبنَ آخر بدلاً منه.
ويتابع «رأفت»: قمنا كمثقفين بشن حملة لإعادة بناء المسرح المهدم كما قمنا بالتوقيع عليه وتقدمنا بطلب للمسئولين لإعادة إقامة المسرح ولكن دون جدوى، مطالباً ببناء مسرح بمدينة رأس البر وسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة بترميم مبنى المسرح، مضيفاً: هناك إقبال شديد من قبَل المواطنين على دور المسرح فى دمياط.
ويقول حلمى ياسين، مخرج أفلام وثائقية: أغلقت 4 دور سينما فى دمياط تتبع الدولة وتحولت إحداها لمول تجارى وأخرى ألغيت تماماً بقصر ثقافة دمياط منذ التسعينات بعد صدور قرار بإغلاق دور السينما بقصور الثقافة بسبب أفلام المقاولات وأخرى صادر لها قرار إزالة والأخيرة أغلقت لمشاكل مع الورثة المملوك لهم العقار، وبات الموجود حالياً 4 قاعات بمدينتى دمياط ورأس البر بإجمالى 120 مقعداً للزوار وجميعها تتبع القطاع الخاص ولا تشهد إقبالاً عليها بعد انتشار الفضائيات وانتشار الكازينوهات فى رأس البر، وباتت تعرض الأفلام الجديدة كل عام ومع ارتفاع تذاكر السينما يعد من الصعب على المواطن التوجه لدور السينما. ويطالب «حلمى» بإعادة تشغيل دور السينما، خاصة أنها كانت الداعم المادى الأساسى لقصور الثقافة لأن نشاط المسرح دورى، وتقول جيهان عبدالسميع، مدير قصر ثقافة دمياط الجديدة، إنه حال طلب الجهات المختصة كهيئة قصور الثقافة تشغيل دور سينما بالقصر التابع لى، سأقوم بتشغيله، مضيفة: «قبل شهر تم إبلاغى بتجهيز قاعة سينما»، مؤكدة عدم وجود أى وحدات سينمائية بأى من قصور الثقافة بالمحافظة.