البحيرة: دور السينما اختفت ولم يبقَ منها إلا أسماء الشوارع

كتب: إبراهيم رشوان وأحمد حنفى

البحيرة: دور السينما اختفت ولم يبقَ منها إلا أسماء الشوارع

البحيرة: دور السينما اختفت ولم يبقَ منها إلا أسماء الشوارع

وسط الظروف المعيشية الصعبة، لا يجد أكثر من 5.5 مليون مواطن، هم عدد سكان محافظة البحيرة، وسيلة للترفيه عنهم ينسون معها ضغوط الحياة، ويقضون لحظات سعيدة مع أسرهم، بعدما اختفت دور العرض السينمائية تماماً من جميع مدن ومراكز المحافظة، بالإضافة إلى عدم سعى الأجهزة الحكومية إلى توفير متنزه عام لهم، بعد أن تحولت 4 دور عرض بمدينتى دمنهور وكفر الدوار إلى مشروعات استثمارية، بعيدة عن مجال الفن والترفيه.

وعلى الرغم من محاولات إعادة إحياء سينما «النصر الصيفى» بمدينة دمنهور، التى كانت من أهم المعالم الترفيهية الفنية بالمدينة، فإن قيمة الأرض المخصصة للسينما جعلت منها مطمعاً للمستثمرين، ودفعتهم لمراودة المسئولين عن الأرض، طمعاً فى موقعها الاستراتيجى المتميز، فيما فقدت مدينة كفر الدوار 3 دور عرض، كانت بمثابة رموز فنية تضاهى دور السينما فى القاهرة والإسكندرية.

«الوطن» تلقى الضوء على دور العرض التى اختفت من محافظة البحيرة، والتى كانت تقدم الأعمال الفنية السينمائية، قبل الـ15 سنة الماضية، وترصد حالة الاستياء لدى المواطنين، بسبب تجاهل المسئولين معاناتهم اليومية وعدم توفير وسيلة ترفيه يلجأون إليها لتخفيف تلك المعاناة، وطمس كل منافذ الفن والثقافة فى المحافظة.

سينما «النصر الصيفى»، أو قصر الثقافة حالياً، التى يعرفها جميع أبناء البحيرة، والقابعة فى قلب العاصمة دمنهور، تتحسس طريقها للنور منذ عدة أعوام، ولم تجد سبيلاً للخروج من حالة الإهمال والتردى التى وصلت إليها، وعلى الرغم من سعى محافظة البحيرة للاستفادة من مساحتها وموقعها المتميز، فإن هناك عراقيل تقف أمام عودتها للعمل مرة أخرى، أهمها حالة الانهيار التى وصلت إليها، سواء بتهالك واجهة المبنى، أو أرضية السينما التى تحولت إلى «تراب»، لتوضح مدى المعاناة التى تلاقيها دار العرض، ويجد من يزورها الآن تحولها إلى مخازن لبعض الكتب والأغراض القديمة الخاصة بقصر ثقافة دمنهور، حيث تم تخصيص بعض المكاتب بالمبنى لهذا الغرض، تحت سيطرة هيئة قصور الثقافة، دون أى مراقبة من أى جهة أخرى.

«عبدالمجيد علوان» (58 سنة)، مأمور ضرائب، كشف عن أن سينما «النصر» بدمنهور شيدها الراحل «وجيه أباظة»، أول محافظ للبحيرة فى الستينات، وكانت ملتقى لعائلات المدينة، يقضون فيها سهرات ممتعة مع أجمل الأفلام العربية والأجنبية، وكانت دار السينما المقامة على مساحة 1700 متر فى أرقى شوارع المدينة مثار إعجاب وثناء زوار المدينة، اختفت الآن مقاعدها وتَهدَّم مسرحها الذى عُرض عليه أروع المسرحيات لعمالقة التمثيل فى مصر، وأقيمت عليه المسابقات العالمية لفرق الفنون الشعبية، وقت أن كانت فرقة البحيرة للفنون الشعبية فى أوج مجدها، وتشوهت واجهة السينما بلافتات المرشحين للانتخابات على مدار السنوات السابقة، وفى محاولة لإعادة الروح لهذا المبنى الفنى، وجه الدكتور محمد سلطان، محافظ البحيرة، خلال الشهور الماضية، بإقامة أنشطة ثقافية لعرض إبداعات الشباب والمثقفين من أبناء البحيرة وإثراء الحياة الثقافية بدمنهور.


مواضيع متعلقة