القليوبية: لعنة إقليم القاهرة الكبرى تصل لأماكن عرض الأفلام

كتب: حسن صالح

القليوبية: لعنة إقليم القاهرة الكبرى تصل لأماكن عرض الأفلام

القليوبية: لعنة إقليم القاهرة الكبرى تصل لأماكن عرض الأفلام

لم يفلح عدد سكان القليوبية، الذى يبلغ أكثر من 6 ملايين نسمة وفق التقديرات الرسمية، فى جذب أنظار القائمين على الاستثمار فى إقامة دور سينما لمواجهة أزمة ندرة وجود دور السينما بأنحاء المحافظة، التى تمتلك 4 دور سينما فقط فى بنها وطوخ والخانكة والعبور، وكلها تتبع القطاع الخاص، وتقع اثنتان منها داخل مول تجارى شهير على الطريق الزراعى بطوخ والأخرى بمول آخر بمدينة العبور على أطراف المحافظة من جهة القاهرة، أما باقى أنحاء المحافظة بما فيها شبرا الخيمة، إحدى أكبر المدن الصناعية بالقليوبية ومصر بأكملها، لا يوجد بها دار عرض واحدة والسينما الوحيدة التى تخدمها تقع على أطراف المدينة وتتبع القاهرة وتعد هى المتنفس الوحيد للأهالى بجانب سينمات وسط البلد والمولات الكبرى بالقاهرة، التى تلقى رواجاً أكبر من السينمات الداخلية سواء بشبرا أو مدن المحافظة التى بها سينمات.

{long_qoute_1}

هذا العدد الضئيل الذى لم يكمل أصابع اليد الواحدة يعد هو المنفذ الوحيد لأهالى القليوبية، خاصة فى مواسم الأعياد والمناسبات والعطلات التى يكون فيها الإقبال على هذه الدور عالياً جداً، أما باقى أيام السنة فالإقبال ضعيف للغاية بل يقتصر على المراهقين وفئة «الحبيبة» الذين يفضلون السينما لاختلاس لحظات من السعادة بعيداً عن الأعين فى الأماكن العامة، وأمام هذا الوضع تجد بعض الأسر القليلة التى ترغب فى فسحة السينما مجبرة على السفر للقاهرة والجيزة للاستمتاع بدور السينما الفاخرة فى وسط البلد أو المولات الكبرى، ولكن هذا يمثل أعباء إضافية على هذه الأسر نتيجة السفر وارتفاع أسعار التذاكر بهذه الدور مقارنة بدور العرض الموجودة داخل المحافظة، التى تراعى ظروف الأسر المتوسطة.

أصحاب دور السينما والمستثمرون فى هذا المجال أكدوا أن القليوبية ليست سوقاً رائجة فى هذا المجال، لوقوعها فى نطاق إقليم القاهرة الكبرى، وأغلب الزبائن بها يفضلون الذهاب لدور السينما بالقاهرة، باعتبارها فسحة وترفيهاً، مؤكدين أن وجود 4 دور سينما بالمحافظة بأكملها كاف لإرضاء كافة الأذواق والمستويات، فى ظل ضعف الإقبال الذى تشهده دور السينما بالمحافظة واعتمادها على فئة المتفرجين المراهقين، الذين لا يستطيعون الذهاب إلى دور السينما بالقاهرة.

الدكتور حسن الطوخى، الفنان التشكيلى والخبير الثقافى بالمحافظة، أكد أن مدينة بنها كانت تشتهر فى الثمانينات والتسعينات بوجود دارى سينما حرفوش وهى خاصة وقصر الثقافة ببنها، التى كانت تفتح فى الأعياد والمناسبات وتم غلقها منذ أكثر من 15 عاماً، مشيراً إلى أن السينما الوحيدة الموجودة بالمدينة حالياً ليست على المستوى المطلوب، ولا مقارنة بينها وبين دور السينما المجهزة بالقاهرة والجيزة والمناطق الكبرى ما سبب حالة من العزوف للأسر عن الإقبال عليها، حيث إن ذروة الموسم بهذه السينما تكون فى الأعياد والمناسبات فقط، وأوضح الطوخى أن غلق دور السينما التابعة لقصور الثقافة كان له أثر سلبى، حيث تسبب قرار وزارة الثقافة بغلق هذه الدور، ومنها سينما قصر الثقافة ببنها، فى فقدان مصدر تمويل مهم لأنشطة الثقافة، ما أثر بالسلب على العملية التثقيفية، مشيراً إلى أن معدات سينما قصر ثقافة بنها ألقيت فى المخازن وأُهملت بالكامل بالرغم من أنها تمثل قيمة تاريخية وثقافية وأكلها الصدأ، وطالب بضرورة إعادة تطبيق فكرة سينما قصر الثقافة من جديد وإقامة دور عرض محترمة تواجه الغزو الثقافى للأفلام الهابطة وتعرض المنتج السينمائى الراقى، بحيث يكون هدفها الأول والأخير إعادة الذوق الفنى الجميل للمجتمع.

وقال محمود مختار، من أهالى بنها: «نعانى من ندرة دور السينما حيث إن قطاع شمال القليوبية، ويضم طوخ وقها وكفر شكر وشبين القناطر، يضم دارى عرض فقط فى الوقت الذى خرجت فيه دور سينما حرفوش وقصر الثقافة ببنها من الخدمة نهائياً بل تحولت الأولى لخرابة بكل ما تحمله الكلمة من معنى بعد إغلاقها بالضبة والمفتاح وعدم التفكير فى تجديدها أو إعادة الروح لها».

وأكد سامى عبدالوهاب، القيادى الناصرى ببنها، أن السنوات القليلة الماضية شهدت انتشاراً كبيراً لسينما العنف والترويج للبلطجة والمخدرات والدعارة والرقص الخليع، ما أدى إلى عزوف العائلات عن الذهاب إلى السينما، التى كانت فيما مضى تكتظ بالعائلات، خاصة فى المناسبات والعطلات، مشيراً إلى أننا فى حاجة لإقامة دور سينما جديدة بالمحافظة بشرط عرض أعمال فنية محترمة تدعم الحفاظ على الهوية والقيم وهى معادلة صعبة جداً فى ظل تراجع الإقبال على قاعات السينما بسبب التقدم التكنولوجى وانتشار وسائل الترفيه من خلال الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى فى ظل ضعف الإمكانات فى دور العرض.


مواضيع متعلقة