من «أنور السادات» إلى «حدائق المعادى».. مبارك الذى كان «محطة مترو»

من «أنور السادات» إلى «حدائق المعادى».. مبارك الذى كان «محطة مترو»
«الله يرحمه.. عقبال مبارك» عبارة خطها أحد رواد التحرير أسفل عنوان اللافتة التى تحمل اسم محطة مترو «أنور السادات» قبل أن يغادر ميدانه «التحرير» مستقلا المترو فى اتجاه «المعادى» حيث يرقد المخلوع فى مستشفى المعادى العسكرى ينتظر رصاصة الرحمة.
«الحمد لله ربنا خلصنا منه».. قالها محمد سيد بلحيته الكثة وهو ينتظر قطار المترو على رصيف حلوان، قبل أن يعقب عليه صديقه السلفى ممسكا بإحدى الصحف القومية: «يا عم خلاص ربنا يرحمه ويسامحه».. تُطلق سرينة الإنذار معلنة قدوم القطار، داخل إحدى عرباته يدور نقاش حول معنى الوفاة إكلينيكيا، ويأتى الصوت من طرف العربة «يعنى يبقى ميت ومعلق أجهزة التنفس كده حلاوة روح!»، فيرد علاء محمد: «يعنى شاغل سرير وخلاص.. ما يسيبه لحد غلبان».. فيقاطعه صوت حريمى: «يا سيدى اللهم لا شماتة»، فيعلق الشاب العشرينى بسخرية: «أصل بصراحة مبارك ملازمنى طول عمرى كنت أفتح عينى فى الفصل ألاقى العلم يمين السبورة وصورته هو على الشمال».
مجموعة من الشباب الثورى غادروا مليونية التحرير بمجرد علمهم بنبأ وفاة مبارك إكلينيكيا، آثروا ترك الميدان -بعد يوم طويل من الاعتراض على الإعلان الدستورى المكمل مطالبين بإلغائه- والذهاب إلى مستشفى المعادى لمتابعة تطور حالة مبارك «النهارده عامل زى التنحى بالظبط» فيجيبه علاء: «بس المرة دى تنحى على الآخر».
على رصيف محطة مترو حدائق المعادى -أقرب محطة للمستشفى- اضطر «جمال حسين» للوصول للاتجاه الآخر عن طريق السير على قضبان القطار بسبب إصلاح السلم الموصل من الناحية اليمنى حتى الشارع المؤدى للمستشفى العسكرى.. سور المستشفى الخلفى مدونة عليه عبارات لها ظلالها على الوضع الراهن؛ ففى الجهة المقابلة للمحكمة الدستورية العليا تساؤل: قانون العزل فين؟ وإلى جواره تهديد: «لو حق الشهيد ما جاش.. ما تلوموناش»، فيما نزع أهالى الحى بعض ملصقات دعائية للفريق أحمد شفيق من جوانب سور المستشفى.
أمام باب المستشفى الرئيسى توافد عدد كبير من أبناء مبارك، بعضهم فى حالة لا يرثى لها، مؤكدين أن المخلوع خسارة فى ذلك الشعب الخائن، فيما أكدت إحدى السيدات التى قدمت خصيصا من الهرم أن الجلطة التى أصابته فى المخ سببها علمه بوصول مرسى للحكم.