بالصور| فتحات السكك الحديدية في الغربية مقابر تحصد الأرواح.. والمسؤولون: "وضعنا دراسة"

01:50 م | الجمعة 17 فبراير 2017

مأساة حقيقية، وجريمة إنسانية، ترتكب طوال الأسابيع والشهور الماضية بسكك الحديدية الواصلة بين مدينتي "طنطا - المحلة" بمحافظة الغربية، بسبب تكرار حوادث القطارات المتكررة، التي تدهس أرواح المواطنين أسفل عجلاتها، وسط غياب الرقابة من مسؤولي الجهات التنفيذية والأمنية.

وفي ظل معانات مايقرب من 250 ألف نسمة من أبناء ومواطني المدينة العمالية، القاطنين بعدد من المناطق السكنية أهمها منطقة الجمهورية، والرجبي، وأبوشاهين، وسكة طنطا، يفقد الأهالي أبنائهم، وتتناثر أشلاء الضحايا، وتُبتر الأطراف، بسبب وجود فتحات غير شرعية بطول شريط السكك الحديدية المار بالمدينة العمالية، وعدم توافر كباري أو أنفاق للتأمين أرواح العابرين على طول مسافة قدرها 5 كيلومترات.

وفقدت المدينة العمالية 12 من أبنائها وذويها من كبار السن والمشايخ وطلاب الجامعات والمدراس في حوادث القطارات، التي يعد شريطها الحديدي مقابر مفتوحة، تحصد الأرواح، والمأساة الحقيقية التي يعيشها أهالي المدينة العمالية هي تجاهل بعض المسؤولين بديوان محافظة الغربية، ومجلس المدينة، وحي أول وثان ومسؤولي هيئة السكك الحديدية، حيث قدم الأهالي شكاوى متكررة، تلخصت في ضرورة حماية أبنائهم، وتخصيص إنارة كافيه بطول الشريط الحديدي، وتدشين وبناء فتحات قانونية تكفل تأمين حياة ذويهم، ولكنها جاءت دون استجابه، وفقا لما ذكره المواطنون المضارون.

ويقول عبد النبي محمد الفار أحد أهالي منطقة الجمهورية، أنه شاهد أكثر من حادثه أسفرت عن مصرع أطفال ورجال وسيدات على مدار أكثر من 4 سنوات، مؤكدا أنهم فقدوا حياتهم أسفل عجلات القطار، وعاشت أسرهم معاناة وآلام، مشيرا إلى أن هناك حالة من الاستياء والهلع، تسيطر على حياة المواطنين القاطنين بالمنطقة المعروفة بـ"جمهورية الصين الشعبية"، كونها تعد أكبر المناطق من حيث الكثافه السكنية الكبيرة.

وأضاف الفار: "حسبي الله ونعم الوكيل في كل مسؤول تنفيذي في المحافظة أو السكك الحديدية لا يستمع إلى مطالبنا، وبجد ياريت المسؤولين في مجلس الوزراء ووزارة السكك الحديدية يشوفوا أي حلول عشان نحافظ على حياة ولادنا".

وتقول علياء حسين، ربة منزل، مقيمة بمنطقة منشية البكري: "إحنا مش عارفين نلاقي حل مع المسؤولين في بلدنا، وكفاية إني شوفت دكتور في كلية الصيدلة اسمها مروة، عمرها 19 سنة، ماتت بعد ما قطر طنطا-المحلة دهسا قدام عينيا، وفعلا دي مأساة ولازم نوضع لها حل، وياريت نشوف كباري متحركة عشان كبار السن من الرجال والسيدات، أو أنفاق تشتغل بمواعيد علشان تحافظ على حياتنا".

وأكدت علياء أن أهالي منطقة التيسير والشعبية والجمهورية والرجبي والسبع بنات تقدموا بشكاوى رسمية إلى غرفة العمليات والطوارئ، ورئاسة حي ثان وأول المحلة، سعيا في دعم شريط السكك الحديدية بأعمدة إنارة ليلية لتلاشي تكرار الحوادث.

في السياق ذاته، قال المواطن طارق مصطفي، مقيم بمنطقة الشون، إنه "من الواجب على مسؤولي السكك الحديدية، تطوير وصيانه أنفاق جديدة وكباري حديثة"، معربا عن شكواه من ترك أحد الأنفاق المقامة على شريط السكك الحديدية، بجوار العيادة الشعبية، كمأوى للبلطجية بدون حراسة، ومستنقع لمياه الأمطار والصرف الصحي، على حسب قوله.

في المقابل، قال اللواء أحمد ضيف صقر محافظ الغربية، إنه شدد خلال اجتماعات المجلس التنفيذي، وفي لقاءات مباشرة مع مسؤولي هيئة السكك الحديدية، على ضرورة تشكيل لجنة عاجلة لفحص معاينه شريط السكك الحديدية، مشددا على إنهاء مشروعات المزلقانات الجديدة، وإغلاق الفتحات غير الشرعية بمداخل طنطا والمحلة وزفتي وكفرالزيات لتأمين حياة أبناء المحافظة.

كما صرح تامر أبوالنجا رئيس مجلس مركز ومدينة المحلة، أنه جاري صيانه نفق سكة طنطا بمنطقة "إسو"، كي يكون مهيأ لعبور المشاة والمارة من كبار السن والأطفال، مؤكدا أنه تم إنارة النفق الذي يقع على انخفاض 3 أمتار أسفل شريط السكك الحديدية وبمساحة 12 مترا مربعا.

وأوضح أبوالنجا أنه وضع دراسة جيدة للعرض على اللواء طلعت منصور سكرتير عام المحافظة، تهدف إلى تخصيص عدد من الكباري المتحركة، مقامة على السكك الحديدية، على مسافه 3 كيلومترات، تربط بين مناطق سكة طنطا ومنشية البكري والجمهورية والشون ونعمان الأعصر، لتلافي حوادث القطارات وتأمين حياه الآلاف من أبناء المدينة.