بالفيديو| "أم صفية" تفترش الرصيف 20 عاما لبيع "الفول" و"الطعمية"

08:03 م | الأربعاء 15 فبراير 2017

على ناصية، بطريق محرم بك بالإسكندرية، تفترش ليلى عطيه علي، البالغة من العمر54عاما، حجرة صغيرة تملؤها متعلقاتها الشخصية، ملاصقة بـ "فاترينة" بها ألوانًا من الأطعمة والسوائل الشعبية، لتسترزق من الشارع لـ20عاما، ليل نهار.

"بدأت في الأول بسبتين عشان أساعد جوزي اللي جاله مرض السكر ولزم البيت، وخليته يبيع البسكويت والحلوى من البيت، عشان يحس بالشغل وأرفع من معنوياته، وعملت الكشك، وجوزت عيالي منه".. بتلك الكلمات بدأت ليلى حديثها لـ"الوطن".

تستكمل:"عشان بشتغل طول اليوم، عملت أوضة على الرصيف وعايشة فيها، أوضتي فيها شنطي وحاجتى وكل حياتي بين الأوضة والشغل، عشان لقمة عيشي والمنطقة فيها حرامية وناس معندهاش ضمير، وقاعدة ليل ونهار عشان أحافظ على حاجتي لإني معنديش دخل تاني".

لجأت إلى الشارع، في عمرها الثلاثيني، موضحة:"كنت بشتغل 12ساعة في اليوم دلوقتى بشتغل24 ساعة حتى بليل بقعد مع أخويا وأساعده، بقف على حيلي من 7 الصبح أحضر الحاجة وأجهز الأكل".

فواجهت السيدة الكثير من المخاوف ليلا، تروي:"منها واحد كان مضروب على السكة الحديد وبينزف دم وكان لازم أسعفه، والليل أصعب عليا من النهار بكتير، فلازم الشارع يكون علمني الجدعنة ومحدش يقدر عليا".

حتى تسللت الدموع إلى أعينها:"نفسي ربنا يكرم بنتي صفية بالخلف بعد جوازتها التانية، وابني يسافر عشان يعمل مستقبل ليه ولبنته وعضمته تجمد ويعمل حياة تانية غير اللي إحنا شقيانين فيها، وربنا يكتبلي الحج، والأسعار مبقتش بسيطة وصعب جدا علينا، وخلاني أستلف عشان اشتري بضاعة، وجاية على نفسي عشان أساعد عيالي".

توضح ليلى:"لو بت جادعة ومحدش يقدر عليها تشتغل على الرصيف بقلب جامد، ومتخافش من حد حتى من كلام الناس لإن أول ما نزلت كلام كتير اتقال وأخواتي كانوا خايفين عليا من الشارع، والناس جعلوني في وسطيهم وكإني أمهم والكبير والصغير بيقولي يا أمّه".