"الإيكونوميست": الديانة المسيحية في أمريكا تشهد تراجعا أمام الديانتين الإسلامية والهندوسية

"الإيكونوميست": الديانة المسيحية في أمريكا تشهد تراجعا أمام الديانتين الإسلامية والهندوسية
سلطت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية الضوء على نتائج دراسة أجراها مركز "بيو" الأمريكي للأبحاث والتي أظهرت تراجع نسبة معتنقي الديانة المسيحية في الولايات المتحدة مقابل تضاعف نسبة معتنقي الديانتين الإسلامية والهندوسية.
ورأت المجلة، في تعليق على موقعها الإلكتروني اليوم، أن الرسم البياني الذي أعدته الدراسة حول التمثيل النسبي لديانات المهاجرين الشرعيين إلى أمريكا على مدار العشرين عاما الماضية يبدو للوهلة الأولى غير ملفت للنظر، حيث أن أغلبية المهاجرين مسيحيون مقابل أقليات مسلمة وهندوسية وبوذية أو لادينية (بينهم ملحدون ولاأدريون).
وذكرت المجلة أنه عند تدقيق النظر في الدراسة، نرى أننا بصدد دولة تشهد تغيرا عميقا في العقيدة؛ إذ تشير الإحصائيات إلى تراجع نسبة المسيحيين في أمريكا من 68% عام 1992 إلى 61% عام 2012، مقابل تضاعف نسبة المسلمين خلال الفترة نفسها من 5% إلى 10%، فيما زادت نسبة الهندوس على الضعف من 3% إلى 7%.
وعزت المجلة هذا التغير إلى حدوث تحول في الأصول القومية للمهاجرين؛ ففي عام 1992 كان معظم المهاجرين بنسبة 57% قادمين من أوروبا وأمريكا ومن منطقة البحر الكاريبي وهي بلاد تدين في معظمها بالمسيحية.
ولكن بحلول عام 2012 تبدل الحال؛ لتصبح غالبية المهاجرين بنسبة 53% قادمة من آسيا وجنوب الصحراء الإفريقية بعد تراجع تعداد الأوروبيين المسنين واستقرار أوضاع اللاتينيين وشعورهم بمزيد من الرفاهية بما يرشح استمرار هذه الزيادة.
ونوهت "الإيكونوميست" عن أن موجة الهجرة من أوروبا إلى الشواطئ الأمريكية أواخر القرن التاسع عشر ومطلع العشرين أحدثت تغييرا عميقا بالدولة الأمريكية؛ فلم تعد موطنا لمزيد من الكاثوليكيين واليهود فقط، ولكنها غدت أكثر تسامحا مع المذهب الكاثوليكي والديانة اليهودية وهذا ظاهر من وجود المعابد اليهودية والكنائس الكاثوليكية في قلب المدن الأمريكية.
ورجحت المجلة في ختام تعليقها أن يشهد منتصف القرن الحادي والعشرين انتشارا للمساجد والمعابد الهندوسية بالمدن الأمريكية على غرار معابد اليهود وكنائس الكاثوليك في القرنين الماضيين على الرغم من أن تعداد المسلمين والهندوس لا يزال قليلا على نحو نسبي.