بطلا "راجعين يا هوا" لـ"الوطن": حبنا وُلد تحت حصار حلب
بطلا "راجعين يا هوا" لـ"الوطن": حبنا وُلد تحت حصار حلب
"راجعين يا هوا".. بهذه الكلمات المقتبسة من أغنية كتبها الأخوان رحباني وغنتها فيروز عام 1974، خُطت جدران مدينة حلب من قبل صالح أبو قصي ومروة طالب في محاولة منهما لتوثيق ذكرى خروجهما من المدينة المحاصرة مع خمسين ألف حلبي آخرين، إضافة إلى عبارة "إلى من شاركتني الحصار.. بحبك".
أبو قصي يؤكد لـ"الوطن" أن السكان الذين تبقوا في المدينة أثناء الحصار ليسوا إرهابيين أو متطرفين، بالعكس فكل إنسان في المدينة له قصته وحلمه وعالمه، مشيرا إلى أن القصة والحلم والعالم هي معاني يمكن استبدالها باسم واحد "مروة".
يقول أبو قصي: "ليس الهدف من الصور الملتقطة لنا في حلب الشهرة لكنها رسائل تفيد بأننا صامدون رغم الحرب والحصار والدمار من أجل الأمل في العودة، فأنا أعمل ناشطا إعلاميا في مدينة حلب والتقيت زوجتي مروة أثناء عملي على فيلم قصير يحمل اسم (أمل) يجسد معاناة المدنيين تحت الحصار وكنت أبحث عن فتاة تقوم بدور البطولة، وحينها تعرفت على مروة، وأصبحت بطلة الفيلم وشريكة حياتي في الوقت ذاته".
ويوضح أن قرار الارتباط الرسمي لم يكن بالقرار السهل نظرا لظروف الحرب، ولكن الظروف علمت الجميع في سوريا صناعة البهجة من أحلك المواقف، وفي أول يوم من الخطوبة قررت حبيبتي مروة صناعة قالب من الكيك للاحتفال، ولكن واجهتها مشكلة صغيرة جدا فلم يكن لديها سوى بعض الدقيق لتقترض بيضا من جارتها وسمنا من جارة أخرى، بالإضافة إلى جزء متبقي من زجاجة لبن الأطفال وتمت الاستعاضة عن الشيكولاتة بالتمر وأطلق عليه "كيك الحصار".
فترة الخطوبة لم تطل نظرا للظروف التي تمر بها حلب، واختصر حفل الزفاف باحتفال صغير شمل أهل مروة وبعض أصدقاء صالح الذي لم يحضر أي من أفراد عائلته لأنهم يعيشون خارج الحصار حينها.