"حماس" تنتخب "السنوار" رئيسا للمكتب السياسي لـ"حماس" في "غزة"

"حماس" تنتخب "السنوار" رئيسا للمكتب السياسي لـ"حماس" في "غزة"

"حماس" تنتخب "السنوار" رئيسا للمكتب السياسي لـ"حماس" في "غزة"

انتخب القيادي العسكري يحيى السنوار، أحد مؤسسي "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة حماس، رئيسا للمكتب السياسي للحركة في قطاع غزة خلفا لإسماعيل هنية، وانتخب القيادي خليل الحية نائبا له، وقالت مصدر بحركة "حماس" داخل غزة في اتصال لـ"الوطن"، إن "إسماعيل هنية من المرجح أن يشغل هو رئاسة المكتب السياسي لحركة حماس بدلا من خالد مشعل، وإن كان موسى أبومرزوق خيارا أيضا مطروحا".

{long_qoute_1}

وأضاف "بما إنه لا يحق لمشعل رئيس المكتب السياسي الاستمرار في منصبه، في ظل اللوائح التنظيمية الداخلية للحركة التي تمنع ذلك، أُثير حديث ليس بجديد عن إمكانية استحداث منصب جديد في حماس هو الأمين العام للحركة على أن يتولاه مشعل"، وتابع المصدر "كما كان هناك حديث أن توكل بعض الملفات الخارجية الخاصة بالإقليم إلى مشعل ليكون مسئولا عنها في الحركة".وتخوض الحركة -التي تسيطر على قطاع غزة- عملية الانتخابات الداخلية منذ أشهر. فيما قال متابعون للتطورات في القطاع، وفقاً لوكالة أنباء "فرانس برس"، إن "هنية هو الأكثر حظا ليشغل محل مشعل الموجود في قطر"، وكانت الولايات المتحدة قد ادرجت في سبتمبر 2015 اسم "السنوار" على لائحتها السوداء "للإرهابيين الدوليين" إلى جانب قياديين اثنين آخرين من حركة "حماس".

وفي المقابل، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، في اتصال لـ"الوطن"، إن "الانتخابات التي جرت في حماس ومؤشراتها عكست فوز الجناح المتشدد في قطاع غزة وتحديدا الجناح العسكري، ما يعني أن المستوى السياسي الآن في القطاع هو الوجه الآخر للمستوى العسكري". وأضاف "مجدلاني": "نحن أمام وضع جديد، اتجاه متشدد في حماس، وربما في تقديري الأولي ملف المصالحة لن يكون له الأولوية على جدول أعمال الحركة". وأوضح عضو اللجنة التنفيذية: "الأولوية الآن لدى حماس هي إعادة تقييم علاقة الحركة بإيران، وإيجاد تسوية أو علاقة آمنة للحركة مع مصر لضامن حماس وضعها في غزة، بالتأكيد أن الحركة حريصة على أمن مصر ولم تعد تتدخل فيه".

{long_qoute_2}

ومن جهته، قال الخبير في شؤون الشرق الأوسط الدكتور طارق فهمي، في اتصال لـ"الوطن"، إن "اختيار السنوار لرئاسة حماس داخل قطاع غزة منفصل ولا علاقة له بانتخابات المكتب السياسي للحركة، ما حدث هو أن السنوار سيكون القائد العسكري والاستراتيجي للحركة خلفا لإسماعيل هنية".

وأضاف "فهمي": "السنوار سيكون في يده القيادة السياسية للحركة داخل غزة، وكذلك في يده صلاحيات محمد ضيف قائد القسام، أي أنه سيجمع الصلاحيات السياسية والعسكرية للحركة في قطاع غزة، ما يعني أن التيار العسكري لحركة حماس ستصبح له اليد الطولى في مواجهة المكتب السياسي للحركة في الخارج".

واستطرد: "ما سيحدث أن إسماعيل هنية سستولى المكتب السياسي ويذهب إلى قطر، ومنصب مشعل سيكون مسئول الملفات الإقليمية في الحركة ولن يخرج منها، لأن من الممكن أن يفشل هنية في مهمته وأن تواجه الحركة مشكلات، في هذه الحالة سيعود مشعل مرة أخرى لرئاسة المكتب السياسي على الأقل بعد مرور سنتين من الآن".

وتابع: "وبالتالي، انتخاب السنوار يرتب الآتي: أن يكون للجناح العسكري دور ظاهر في قيادة الحركة، وأنه سيتم توحيد الملفات الداخلية والخارجية للحركة ومن ثم الحسم في مواقفها من قوى إقلمية مثل مصر وإيران ووتركيا".

ولفت: "كما سيكون هناك تجاذبات كثيرة في الفترة المقبلة بين الداخل والخارج في الحركة، والسياسي والعسكري فيها، وهناك تيار ثالث لم تتضح معالمه بعد هو تيار محمود الزهار".

وقال "فهمي": "بالنسبة لمصر، فلا علاقة لها بما يجري داخل حماس وإنما يهمها استقرار الأوضاع الداخلية للحركة، في كل الأحوال مصر تتعامل مع هنية ونائب رئيس المكتب السياسي موسى أبومرزوق وهما من في الصورة، وكانت تتحفظ على التعامل مع مشعل".

وولد "السنوار" عام 1962، ويحمل شهادة في اللغة العربية، وقام بتأسيس جهاز "مجد" الذي يعد بمثابة الجهاز الأمني للجناح العسكري، كتائب عز الدين القسام. واعتقلت إسرائيل السنوار عام 1988 بتهمة القيام "بأنشطة إرهابية"، وصدرت عليه 4 أحكام بالسجن المؤبد. وأطلق سراحه في أكتوبر 2011 في إطار اتفاق للإفراج عن آلاف من الأسرى الفلسطينيين مقابل الجندي الإسرائيلي-الفرنسي جلعاد شاليط الذي احتجزته "حماس" لخمس سنوات في القطاع.

وقال السفير الدكتور بركات الفرا السفير الفلسطيني بالقاهرة سابقا انه واضح من التسريبات حول نتائج الانتخابات الداخلية في حركة حماس هو ان القسام هو المسيطر وان التشدد في حركة حماس هو الغالب، ما يعني ان المصالحة تبتعد اكثر مما مضى، ويقلل احتمالات حدوثها، موضحا أن سيطرة رموز القسام على حماس يعني ايضا مزيد من المشكلات مع الجانب الاسرائيلي نتيجة سيطرة الجانب العسكري على السياسي في الحركة، والتسريبات عن النتائج توحي ان القسام هو المسيطر على الحركة وهو بالفعل كذلك من قبل الانتخابات ولكن النتائج عززت هذا الانقسام. ولفت السفير الفلسطيني السابق الى وجود مفارقة اجراء الانتخابات الداخلية رغم معارضة حماس لإجراء الانتخابات المحلية الفلسطينية على المستوى الوطني في مايو المقبل، مضيفا: "لازلنا نرى حماس فصيل فلسطيني وجزء من شعبنا ونتمنى عليهم ان يَصْب تحركهم في صالح العمل الفلسطيني الوطني".


مواضيع متعلقة