أحمد رامي عاشق "أم كلثوم".. 50 عاما من "حيرت قلبي معاك"

أحمد رامي عاشق "أم كلثوم".. 50 عاما من "حيرت قلبي معاك"
كانت أم كلثوم مطربة مصر الأولى لـ40 عاما، وأحمد رامي هو شاعر الشباب الذي كتب لها نصف ما غنت على مدار 50 عاما، ومن بين تلك الأغاني "حيرت قلبي معاك"، وكان تعامل المطربة والشاعر يوميا، وهي معشوقة الملايين في العالم العربي، فكان طبيعيا أن يقع في حبها.
لكن حب رامي لـ"الست" كان مختلفا، وربما لم تشهد الأوساط الفنية قصة حب حملت كل هذا القدر من الشجن والمشاعر والحرمان والفلسفة، أحبها لحد الولع لكنه لم يبح لأنه كان يرى في الاعتراف ثم الزواج قتلا للحب أو على الأقل سيخفف من وهج وحرارة حبه لها، "هل سمعت عن رجل تزوج الهرم أو النيل؟".
ولم يكن قراره بعدم الاعتراف بحبه والرضا بالعذاب يتعلق بانطفاء مشاعره فقط، وإنما بانطفاء أم كلثوم نفسها، حيث يدرك أنه كرجل شرقي لن يسمح لزوجته بامتهان الغناء حتى ولو كانت هذه الزوجة "كوكب الشرق".
ويقول توحيد رامي، نجل الشاعر الكبير، في حوار مع مجلة "الإذاعة والتليفزيون"، إن والده كان لديه طقوس خاصة في حضور حفلات أم كلثوم، يذهب متأنقا في كل مرة وكأنه "عريس" ولا يجلس سوى في مقعده المحجوز دائما له، المقعد رقم 8، ولا يصطحب أحدا معه ولا حتى زوجته التي كانت تعلم بحبه لها ولم تعترض، لدرجة أنه وضع صورة كبيرة لـ"الست" في غرفة نومه لسنوات طويلة كما كان يخصص يوم إجازته الأسبوعية من الوظيفة لقضائه معها، وحين يقولون للزوجة "زوجك يحب أم كلثوم"، ترد: "وأنا كمان بحبها".
كان "رامي" راضيا من أم كلثوم بهذا القرب وهذا العذاب، لا يريد أن يصبح أقرب ولا يريد أن تهجره، تركها تتزوج من رجل كان سببا في تعارفهما، بينما تزوج هو من إحدى قريباته، ظل يتفانى ويجتهد في تلقي العذاب منها وكأنه واجب مقدس كُتب عليه منذ وقع في غرامها، يظل في مكانه الذي يسمح له بأن يحافظ على نفس درجة الشغف والتطلع والاحتياج دون أن يصل إليها حتى لا يشعر بملل امتلاكها.
وحين ماتت أم كلثوم، انطفأ شيء ما بداخله كانت "سومة" هي الباعثة على اتقاده، ولم تعد الحياة زاهية كما كانت، حتى رغم عذابه بحبها، ولم يعد يكتب لكنه رثاها بهذا الأبيات:
ما جال في خاطري أنّي سأرثـيها
بعد الذي صُغتُ من أشجى أغانيها
قد كنتُ أسـمعها تشدو فتُطربني
واليومَ أسـمعني أبكي وأبـكيهــا
وبي من الشَّجْوِ.. من تغريد ملهمتي
ما قد نسيتُ بهِ الدنيا ومـا فـيها
وما ظننْـتُ وأحلامي تُسامرنـي
أنّي سأسـهر في ذكرى ليـاليهايـا
دُرّةَ الفـنِّ.. يـا أبـهى لآلئـهِ
سبـحان ربّي بديعِ الكونِ باريها
مهـما أراد بياني أنْ يُصـوّرها
لا يسـتطيع لـها وصفاً وتشبيها