الدقهلية.. الصيادون يهجرون بحيرة المنزلة بسبب «ضيق الحال».. وطلباً للرزق

الدقهلية.. الصيادون يهجرون بحيرة المنزلة بسبب «ضيق الحال».. وطلباً للرزق
- أراضٍ زراعية
- البحر الأحمر
- الثروة السمكية
- الرئيس عبدالفتاح السيسى
- السوق المحلية
- الصرف الصحى
- الصيد الجائر
- المسطح المائى
- الهجرة إلى اليونان
- ببحيرة المنزلة
- أراضٍ زراعية
- البحر الأحمر
- الثروة السمكية
- الرئيس عبدالفتاح السيسى
- السوق المحلية
- الصرف الصحى
- الصيد الجائر
- المسطح المائى
- الهجرة إلى اليونان
- ببحيرة المنزلة
فى بيت صغير مكون من 3 طوابق، تم بناؤه منذ نحو 50 سنة ولا تزيد مساحته على 60 متراً، غيرت الطبيعة معالمه، على بعد أمتار من ضفاف بحيرة «المنزلة»، يعيش «حسن إبراهيم الشوا»، 58 سنة، نقيب الصيادين بالمطرية، مع زوجته، بعد أن تركهما أبناؤهما الخمسة، سعياً وراء الرزق بعيداً عن البحيرة، بعد أن ورثوا مهنة الصيد عن أبيهم ومن قبله أجدادهم، ولكن «حسن»، ذا الجسم النحيل، الذى أصابه «فيروس سى»، لم يعد يستطيع أن يخرج للصيد، كما كان يفعل كل يوم فى السابق، حيث كانت بحيرة المنزلة هى مصدر الرزق له ولأسرته لسنوات طويلة، كغيره من آلاف الصيادين من أبناء المطرية الذين لا يعرفون مهنة سواها.
ورغم قلة الرزق فى البحيرة، بسبب التعديات وارتفاع معدلات التلوث، وغيرها من الأسباب، فإن «محمد»، البالغ من العمر 34 سنة، و«عبدالله»، 33 سنة، رفضا أن يتركا المهنة التى ورثاها عن أجدادهما، وفضلا البقاء فى المطرية، ليظلا بجوار والدهما، يعملان لدى أحد كبار الصيادين، وعلى النقيض، لجأ كل من «إبراهيم»، 30 سنة، و«حسن»، 27 سنة، و«على»، 20 سنة، إلى عدد من المدن الأخرى، كدمياط والسويس وبورسعيد، حيث يعملون أيضاً صيادين، ولكن فى رحاب أوسع، بعد أن ضاق بهم الحال وقلة «الرزق» فى بحيرة المنزلة.
{long_qoute_1}
ينتظر «حسن الشوا» اليوم الذى تنتبه فيه الحكومة والمسئولون عن البحيرة لخطورة ما تواجهه، ويمدون يد العون لإنقاذها من قبضة «مافيا» تجارة الأراضى، والعصابات التى تقوم بتجفيف مساحات واسعة منها، وتحويلها إلى أراضٍ زراعية أو سكنية، لإقامة الأبراج عليها، على حساب أكثر من 100 ألف صياد، كانوا يعتمدون على البحيرة فى معيشتهم هم وأسرهم، ولخص الرجل، الذى قارب الـ60 من عمره، أسباب هجرة أبناء المنطقة بقوله: «قلة حيلة، وكثرة تعديل، وانشغال الدولة عنا، وتزايد التعديات والصرف الصحى، وارتفاع مصاريف المعيشة، كلها أسباب لهجرة الصيادين البحيرة، حتى لو هيموت أو يتحبس».
وأضاف «الشوا» أن «الكل يسعى خلف لقمة العيش، يجدها فى أى مكان»، ولفت إلى أنه رغم أن بحيرة المنزلة من أكبر بحيرات مصر الشمالية، فإن كثرة التعديات جعلت الصياد البسيط لا يجد له مكاناً بها، ولا يقيم بها حالياً إلا أصحاب التعديات، والصيد الجائر، كما أشار إلى أنه كان هناك أكثر من 100 ألف صياد يمارسون الصيد فى بحيرة المنزلة، تقلص عددهم الآن إلى أقل من 40 ألف صياد، بينما اضطر الباقون إلى النزوح لبعض المدن الأخرى، كدمياط والسويس وبورسعيد، حيث نقلوا حياتهم إليها، أو الهجرة إلى اليونان، أو بعض الدول الأخرى، سعياً وراء الرزق.
وأوضح نقيب الصيادين بالمطرية أن كل بحر له موسم للصيد، ففى اليونان يبدأ الموسم فى شهر مارس، ويستمر حتى نهاية يونيو، وبعد انتهاء الموسم يعود الصيادون إلى أسرهم فى إجازة، ومع كل منهم مبالغ مالية تصل إلى نحو 70 ألف جنيه، أما فى بحيرة المنزلة، فإن الصيد يبدأ فى مارس حتى يوليو، بينما فى دمياط يبدأ الموسم فى أكتوبر، ويستمر حتى مارس من العام التالى، وأعرب عن حسرته على حال بحيرة المنزلة بقوله: «كنا بنصدر الأسماك، والآن نستورد السردين، ونستورد الحنشان من ليبيا، وكنا أول دولة مصدرة له، وكان عندنا جميع الأسماك، ولكنها انقرضت من التلوث، كما أصبح عندنا آلاف الصيادين مصابين بفيروس سى».
وتذكر «حسن الشوا» أيام شبابه بقوله: «بيتنا الذى نعيش فيه الآن كان فى البحيرة، وكانت المياه تحيط به من كل جانب، ولا نرى غير المسطح المائى فقط بدون ورد النيل والبوص الذى جعل البحيرة عبارة عن شوارع»، وأضاف أن المنطقة كانت مهجورة، تركتها الحكومة للصيادين فى ستينات القرن الماضى، وبالفعل أقام حولها آلاف الصيادين، إلى أن استولت «مافيا الأراضى» على مساحات واسعة من البحيرة، وتابع بقوله: «أعمل فى الصيد ببحيرة المنزلة منذ 45 سنة، وفى سنة 1980 كان أكثر من 100 ألف صياد بيسرحوا فى مياه البحيرة، وبيصطادوا رزق كتير، وكنا نغطى مصر كلها من أسماك البحيرة، وكانوا يطلقون علينا اسم (كويت مصر)، وفى سنة 2010، أصبحنا 40 ألف صياد، بينما هجر البحيرة نحو 60 ألف صياد آخرين، بعد أن انقرضت جميع أنواع الأسماك، ولم يبقَ فى البحيرة إلا أسماك البلطى والقراميط رخيصة الثمن، أما جميع الأنواع الأخرى كأسماك القاروص والحنشان واللود والدنيس والغطيان والسيجان، أصبحت لا تدخل للبحيرة، بعد إغلاق البواغيز».
وأضاف: «نظراً لأنه لا توجد عدالة اجتماعية، فقد انتقل معظم الصيادين بأولادهم للعيش فى دمياط والسويس وبورسعيد، ليصطادوا فى البحر المالح، بحر نظيف ومياه معقولة، واهتمام من الدولة، ولكننا فى المطرية لا يلتفت إلينا أى مسئول، فبحيرتنا تُغتصَب كل يوم وآخر، وظهرت حرفة جديدة مع تدهور الأوضاع فى الدولة، يستخدمون الكهرباء فى الصيد، ولو استمروا شهراً فقط، سيقضون على كل السمك فى بحيرتنا، ولا يوجد أى اهتمام من الثروة السمكية».
فى موقع آخر بمدينة المطرية، يوجد «شارع الموت»، واسمه الأصلى شارع «السلطان مروان»، بمنطقة «العقبين»، أطلق الأهالى عليه ذلك الاسم لأنه لا يوجد بيت فى ذلك الشارع إلا وفقد أحد أبنائه فى حادث غرق قارب الصيد الذى كان يعمل عليه، وأكد «محمد فوزى السيد»، أن 8 صيادين من أبناء الشارع لقوا مصرعهم فى حادث غرق مركب «بدر الإسلام»، فى البحر الأحمر، وأضاف: «لا أجد أحداً من المسئولين يفتكرنا إلا فى المصائب، أرجوكم افتكرونا من غير مصائب، حتى نشعر أن البلد فيها عدالة اجتماعية»، ووجه نداءً إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى، قائلاً: «إنك نظرت لجميع فئات المجتمع إلا الصيادين، فأرجوك بص لصيادى المطرية، لأننا هنا نموت بعد أن فقدنا مصدر الرزق من بحيرة المنزلة، فى بلد يعمل معظم أهله فى الصيد، فأين نصطاد؟».
وبدأ «محمد ثابت الشوا» حديثه لـ«الوطن» بالإشارة إلى أنه فقد ابنه «عبداللطيف»، الذى سافر للعمل فى البحر الأحمر فغرق هناك، وعاد إليه جثة هامدة، وترك له 5 من الأبناء، وأضاف: «ابنى اعتاد على العمل خارج البحيرة، وخاصة بمحافظة السويس، حيث كان يقوم هو وعدد آخر من الصيادين باستئجار مركب للعمل عليها، وكان يسافر رحلة مدتها 20 يوماً خلال موسم العمل، الذى يبدأ من أول أكتوبر حتى مارس، خاصة فى ظل غياب القمر، نظراً لأن المياه تكون صالحة للصيد فى تلك الأوقات، ولكنه فى تلك المرة لم يعد إلى أبنائه».
وأكد «حسن غنيم»، أحد الصيادين بالمطرية، أن سبب وقوع الحوادث المتكررة فى المطرية بالذات، سواء الحبس أو الغرق أو الموت فى بلاد الغربة، سواء بدول عربية أو أفريقية، هو بحث الصيادين عن رزق خارج بحيرة المنزلة، وفى نفس الوقت، طمع أصحاب المراكب، فلا توجد سترات نجاة على المراكب، وبعض الصيادين يسافرون بالتهريب، وبعضهم لا يحملون تراخيص، وهو ما يتسبب فى وقوع عدد كبير من الضحايا، بينما قال «السيد محمود»، صياد: «نحن فى هذه المدينة بنتولد صيادين على الفطرة، ولا نعرف مهنة غير الصيد، حتى لو حصل أبناؤنا على أعلى الشهادات، تأكد أن مهنة الصيد فى دمهم، لأنهم نشأوا فى بيت لا يعرف مهنة غيرها، والبيئة كلها مياه وشبكة صيد ومراكب وأسماك، ولذلك فإن معظم حوادث الصيد التى تقع خارج مصر، يكون أطرافها من المطرية، أو أصولهم من المطرية». وأضاف أن «من يخرج من هذه المدينة تُكتب له النجاة، خاصةً فى السنوات الأخيرة، فالشباب الذى يحمل المهنة ويحبها لا يقيم هنا، وكذلك فإن مراكب الصيد الكبيرة فى السويس تقبل أى صياد، سواء كان يحمل ترخيصاً بالصيد أو لا، لأن المركب يحتاج عدداً كبيراً من العمال، سواء فى الثلاجة، أو غيرها من الأعمال، التى يمكن أن يقوم بها الصياد أو غيره».
وأشار «محمود» إلى أن ما تصطاده المراكب الكبيرة فى السويس، عادةً ما يتم تصديره مرة أخرى ولا يستهلك فى مصر، فيتم نقله من المراكب إلى الثلاجات، ومنها إلى المصانع مباشرةً، وبعضها يتم استهلاكه فى السوق المحلية، وقال إن السبب الرئيسى الذى يدفع بعض الصيادين للصيد فى البحر الأحمر بالسودان وإريتريا واليمن وغيرها، أن الأسماك توجد فى تلك المناطق بكميات كبيرة، وأصناف وأحجام متخلفة تماماً عن الأصناف الموجودة فى المياه المصرية. وأضاف: «الصيد هناك أفضل وأسرع، فما أحتاج لصيده خلال أسبوع بالمياه المصرية، يمكن أن أصطاده خلال يوم واحد»، إضافة إلى الأحجام الكبيرة للأسماك فى تلك المناطق، وقيمتها الكبيرة.
- أراضٍ زراعية
- البحر الأحمر
- الثروة السمكية
- الرئيس عبدالفتاح السيسى
- السوق المحلية
- الصرف الصحى
- الصيد الجائر
- المسطح المائى
- الهجرة إلى اليونان
- ببحيرة المنزلة
- أراضٍ زراعية
- البحر الأحمر
- الثروة السمكية
- الرئيس عبدالفتاح السيسى
- السوق المحلية
- الصرف الصحى
- الصيد الجائر
- المسطح المائى
- الهجرة إلى اليونان
- ببحيرة المنزلة