منبر «الجامع الأزهر» يتضامن مع «الطيب» ضد «الدولة» وأزهريون: الصمت على «الجمود الفكرى» هو الخطر الحقيقى

منبر «الجامع الأزهر» يتضامن مع «الطيب» ضد «الدولة» وأزهريون: الصمت على «الجمود الفكرى» هو الخطر الحقيقى
- إثارة البلبلة
- إعداد مشروع قانون
- ا مسلمون
- الأعلى للشئون الإسلامية
- الإصلاح الاقتصادى
- الإمام محمد عبده
- الاستغلال السياسى
- البعثات الخارجية
- آمنة نصير
- إثارة البلبلة
- إعداد مشروع قانون
- ا مسلمون
- الأعلى للشئون الإسلامية
- الإصلاح الاقتصادى
- الإمام محمد عبده
- الاستغلال السياسى
- البعثات الخارجية
- آمنة نصير
صعّدت مشيخة الأزهر من هجومها على الدولة ومنتقدى أداء المؤسسة الدينية، عبر منبر الجامع الأزهر، ووصفت خطبة الجمعة الماضى فى الأزهر، منتقدى المشيخة بأنهم «أخطر على الوطن من أعدائه، ويسعون لهدم المؤسسات الدينية».
وخلال خطبة الجمعة، قال الدكتور ربيع الغفير، خطيب الأزهر ومسئول تجديد الخطاب الدينى بالأزهر، إن منتقدى المشيخة مثيرو فتن، وإن الهجمة الشرسة التى يتعرض لها الأزهر، عقب إعلان هيئة كبار العلماء بيانها الذى رفضت فيه إلغاء الطلاق الشفوى، مُغرضة، وعلى مثيرى الفتن والمتاجرين بالقيم أن يتقوا الله فى الأزهر وإمامه وعلمائه.
{long_qoute_1}
ووزع مسئولو الجامع الأزهر على المُصلّين بيان هيئة كبار العلماء الأخير، الذى صعّد من الصدام بين المشيخة والدولة، على خلفية أزمة الطلاق، حيث اعتبر بيان «كبار العلماء» أن تزايد نسبة الطلاق يرجع لظروف اقتصادية واجتماعية على الدولة مراجعتها وحلها.
من جانبه، قال محمد أبوحامد، عضو مجلس النواب «إن المشيخة منذ إصدارها بيان كبار العلماء للرد على الطلاق الشفوى، ورفض التطوير، تعمل على مهاجمة معارضيها ومنتقديها، فى حين أن المجتمع ومستجدات العصر تتطلب منهم التركيز على التطوير والتغيير وتجديد الفهم لمواكبة الزمان والواقع المُعاش، إلا أن المنهجية المتبعة داخل المشيخة متسقة مع تاريخ الكيان ذاته الذى كثيراً ما رفض محاولات التغيير والتطوير من داخل وخارج المؤسسة، الأمر الذى يُوجب على الدولة التمسك بتطوير الخطاب الدينى، وتحرير المؤسسات الدينية من الجمود الفكرى»، لافتاً إلى أن مصر تواجه العديد من الملفات المتراكمة والمهملة من سنوات طويلة بشجاعة، ومنها قضية الدعم والإصلاح الاقتصادى، وتجديد الفكر والخطاب الدينى لما لهما من أثر مباشر على حياة المواطنين.
وأشار «أبوحامد» إلى أنه يعكف الآن على إعداد مشروع قانون لتعديل قانون الأزهر، يتضمن تعديل طريقة تعيين أعضاء هيئة كبار العلماء، فلا يصح أن يكون شيخ الأزهر فقط هو من يعينهم، كذلك لا بد أن تتسع عضويتها لمتخصصين وخبراء فى الاقتصاد والاجتماع والسياسية، إلى جانب علماء الدين، لافتاً إلى أنه سيقدم بياناً عاجلاً اليوم، حول الاستغلال السياسى للمنبر، واتهام من يسعى لتطوير الخطاب الدينى، بأنه يهدم المؤسسات الدينية، لأن تلك النبرة لا تستهدف إلا تصعيد الصدام، وشدد على أن افتعال حروب دينية هو أمر غير مقبول.
واستطرد «أبوحامد»: «المتابع لتاريخ الأزهر سيدرك أن المؤسسة تقاوم أية أفكار للتطوير وتغيير الفكر التقليدى الذى يسيطر على المشيخة، بدءاً من صلاح الدين الأيوبى الذى أغلق المشيخة 96 عاماً، مروراً بمحمد على، والى مصر، الذى لجأ إلى البعثات الخارجية لتطوير الفكر المجتمعى، وصولاً إلى عهد سعد زغلول، والهجوم على الإمام محمد عبده، ومقاومة فكر التطوير فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، فللأزهر تاريخ من التمسك بالطريقة والمنهجية العقيمة، ورفض أى شكل من أشكال التطوير والتغيير، ما أدى إلى الجمود، وفتح الأبواب على مصراعيها للجماعات السلفية والمتطرفة التى تدعى الحديث باسم الإسلام فى ظل عجز الأزهر عن التأقلم مع متطلبات العصر».
{long_qoute_2}
وقال النائب خالد عبدالعزيز شعبان، عضو تكتل 25/30، إن حديث البشر يؤخذ منه ويُرد إلا كلام النبى، غير أن هناك أفعالاً وأقوالاً تصدر عن أشخاص فى تلك المؤسسات الدينية العريقة تسىء إليها، وعلى قياداتها أن تدرك أنها فى موقع المساءلة، ويجب أن تراجع نفسها، مضيفاً: «سنراجع نص خطبة الجمعة بالأزهر، لمساءلة المؤسسة عن تسييس الخطاب ومهاجمة منتقديها».
وقال النائب محمد شعبان، عضو لجنة الشئون الدينية: «من حقى انتقاد الأوضاع داخل الجامعة الأزهرية أو غيرها، فتلك الكيانات تؤدى خدمات باسم الأزهر، إلا أن هذا لا يعنى أنها أخذت حصانة أزهرية، فالمنبر ملك للدعوة الإسلامية ولا يجب أن يخرج عن هذا الإطار إلى الهجوم على الآخرين، ومن الضرورى العمل على تجديد الخطاب الدينى». وقالت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر: «أرفض لغة التخوين التى يجرى التعامل بها، وأدعو كل المؤسسات ألا تغلق أبوابها فى وجه النقد البنّاء، وأن تتقبله لتطوير أدائها، خصوصاً أنه ليس تهديداً للمؤسسات، وإنما ثقافة يجب قبولها والتعامل معها من أجل تصحيح وتجديد الخطاب الدينى»، لافتة إلى أن الخطر الحقيقى والهدم الفعلى هو التغافل عن الجمود، وتجاهل الرتابة والخضوع للماضى دون إعمال للعقل والنظر، لذا فإن النقد مرحّب به فى كل مكان، من أجل التقويم وتصحيح المسار. وأضافت «آمنة»: «أوجه رسالة لمن يجلسون خلف مظلة الدين، بأن الدين لا يحمى العاطل الفكرى، ولا يحمى المتنطع والمتطرف، ومن يبيح النفس البشرية التى هى عزيزة على الله والإسلام، وعلينا أن نُقبل على ثقافة جديدة، فى قبول الرأى والرأى الآخر، فالمشيخة ليست الإسلام ذاته، فجميعنا مسلمون، وعندما تكون هناك حمية وغيرة على مؤسساتنا الإسلامية، فعلينا أن نوجه لها نقداً بنّاءً، لمعالجة نقاط الضعف، ولا يجب أن ينصّب أى إنسان فى أى مؤسسة نفسه وصياً أو ممثلاً على الدين».
وقال عبدالغنى هندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن «منبر الأزهر له قدسيته واحترامه، فكيف يصعد شخص أياً كان مسماه على هذا المنبر ليهاجم من انتقد أشخاصاً فى المؤسسة تخطئ وتصيب، فالأزهر ليس ملكاً للدكتور ربيع الغفير أو غيره، حتى يحوله من قبلة دعوية إلى منصة للهجوم على الناس، ولا أعلم كيف سيكون الحال لو كانت المشيخة تسيطر على المساجد فى مصر التى يقدر عددها بـ120 ألف مسجد، وهل كنا سنسمع خطباءها يدعون على منتقدى الأزهر أم ماذا؟».
وأضاف «هندى»: «هناك ضيق صدر بين قيادات الأزهر، وشخصنة للنقد، واعتبار أى انتقاد لهم هجوماً على الدين ومؤسساته ومحاربة للإسلام، وتلك أمور لا تليق بمؤسسة مثل الأزهر، فنحن مع المؤسسة قلباً وقالباً، وسبق أن هاجمنا الإخوان وقت أن حاولوا السطو عليها، ووقفنا حائط صد ضد الجماعة الإرهابية فى الوقت التى لم تتحرك فيه تلك القيادات، ولم نسمع لها صوتاً واحداً، وارتضوا بالمكوث فى مقاعدهم أيام الجماعة، وما يفعلونه الآن مجرد مزايدات غير مقبولة، وهناك إشكالية فى عمل المجامع، وفى حضور الخطاب الدينى داخل المجتمع، وتوجد جماعات متشددة داخل المشيخة». من جانبها، أطلقت قيادات السلفية، حملة لمساندة شيخ الأزهر فى مواجهة الدولة، ومساندة رؤية المشيخة فى قضية الطلاق الشفهى، وهاجمت الدولة لاستعانتها بالحبيب على الجفرى، الداعية الإسلامى اليمنى، فى دوراتها التثقيفية والدينية. وأطلق مدحت أبوالدهب، القيادى السلفى، هاشتاج لدعم شيخ الأزهر، وقال سامح عبدالحميد، القيادى بالدعوة السلفية: «نساند شيخ الأزهر وندعمه ونرفض الهجوم عليه، وبيان هيئة كبار العلماء وإقرارها للطلاق الشفوى يجب مساندته، وما عاداه هو فتاوى غير شرعية، تهدف إلى إثارة البلبلة فى المجتمع ومخالفة ما أجمع عليه المسلمون منذ عهد النبى، ما يعرّض الحياة الزوجية لملايين المسلمين إلى الوقوع فى الحرام».