«الوطن» فى جولة على المحلات: الأوكازيون الشتوى «كلام على فتارين».. و«التموين» ترصد المخالفات

07:25 م | الجمعة 10 فبراير 2017

لافتات جاذبة للانتباه، وألوان زاهية كست أغلب محلات منطقتى وسط البلد والدقى، وإعلانات ضخمة تعلن للمارة عن تخفيضات الشتاء السنوية، التى بلغت فى أقصاها نحو 60% من قيمة الأسعار المعلنة، كشفت «الوطن» عبر جولة لها قبل وبعد الإعلان عن التخفيضات، حقيقة تخفيضات الأوكازيون التى بلغت فى بعض المحلات نحو 25% فقط فى حين اكتفت محلات أخرى بثبات الأسعار مع وضع لافتات وهمية.

داخل أحد المحلات الشهيرة بشارع قصر النيل بمنطقة وسط البلد لم يكن هناك اختلاف فى أسعار الملابس، إذ قبل بداية الأوكازيون بثلاثة أيام كانت إحدى «البلوزات» المعروضة تباع بسعر 295 جنيهاً، بينما بلغ سعر «الجاكت» الطويل نحو 315 جنيهاً، ليتم الإعلان عن الأوكازيون بتخفيض وصل إلى 50% حسبما حملت اللافتات، وبعد تحرى الأسعار المعلنة ومعرفة القيمة الفعلية للتخفيض تبين أن الأسعار ثابتة وأن المحل اكتفى بوضع أسعار وهمية تفوق السعر المعلن قبل التخفيض، ليصبح التخفيض المعلن مجرد أرقام على الورق. تقول إحدى البائعات بالمحل، التى رفضت ذكر اسمها: «إحنا عاملين الأكازيون من زمان ونزلنا الأسعار من قبل ما يبدأ ومش هينفع ننزلها تانى بس ممكن كده على آخر شهر 3 الأسعار تنزل»، التخفيضات المعلنة فى شارع قصر النيل تنوعت، ليعلن محل آخر بلافتات كبيرة ومتعددة خصومات ما بين 10% وحتى الـ60%، فى حين لم تجاوز نسبة التخفيض 2.5% فقط، وهو ما بدا واضحاً مع أحد المعروضات من الملابس متمثلاً فى «تونيك حريمى» تم عرضه بمبلغ 325 جنيهاً ووضعه ضمن التخفيضات بسعر 300 جنيه فقط، فيما احتفظ المحل بأسعار بعض الملابس مفضلاً عدم إدراجها ضمن الخصومات مثل البنطلونات والجيبات، التى تراوحت أسعارها ما بين 155 و195جنيهاً.

{long_qoute_1}

النسبة الأكثر شيوعاً بين المحلات فى إعلان الخصومات كانت 60%، لكن المدقق لقيمة الأسعار المعلنة فى كبرى المحلات بنفس الشارع يجدها بعيدة عن تلك القيمة، إذ إن ملابس الفتيات المدرجة ضمن التخفيض، التى من بينها «جاكت طويل» يحمل سعر 315 جنيهاً ينخفض إلى 275 جنيهاً أى بما يعادل 7% فقط بعكس ما هو معلن، بينما ظلت أسعار الملابس الحريمى كما هى، خاصة التونكات والعبايات التى وصلت أسعارها فى هذا الموسم لـ550 جنيهاً بداخل المحل. فيما أعلنت بعض المحلات بمنطقة الدقى عن تخفيضات تصل إلى 50% على المعروضات، وبالبحث عن المنتجات المخفضة اتضح أنها تخص الملابس الصيفية فقط، لتظل أسعار الملابس الشتوية مرتفعة كما هى. وفى شارع 26 يوليو أعلنت أغلب المحلات عن تخفيضات بلغت نسبتها من 30 إلى 50%، وبمتابعة الأسعار قبل إعلان الأوكاوزيون كان السعر المعلن على فستان حريمى داخل أحد المحلات هو 450 جنيهاً، وبعد إعلان الخصومات بلغت قيمته نحو 390 جنيهاً أى بقيمة تخفيض 6% فقط، فيما وضع محل آخر لافتة لتخفيضات الأوكازيون فكان سعر جاكت فرو 500 جنيه، وعند رصده مرة أخرى أثناء الأوكازيون بلغ سعره نحو 425 جنيهاً، أى بنسبة تخفيض 7.5% فقط، وهو ما يتعارض مع ما تم إعلانه عبر اللافتات.

لم يختلف الوضع كثيراً فى محلات أحذية الأطفال، فاللافتات التى وضعت على زجاج المحل بالخارج والتى تشير إلى وجود خصومات كبيرة تصل إلى 50% مجرد وهم، إذ إن الأسعار التى أُعلنت بعد وضع لافتة التخفيضات هى نفسها التى وضعت قبله ليظل سعر «البوت البناتى» 245 جنيهاً، و«البالرينا» 130 جنيهاً، والحذاء الأولادى 145جنيهاً، فيما امتنعت بعض محلات أحذية الجلد الطبيعى عن إعلان التخفيضات، مبررة ذلك بارتفاع خامات التصنيع لتتراوح الأسعار المعلنة ما بين 290 جنيهاً و320 جنيهاً، يقول أحد البائعين إن تكلفة الأحذية ذات الجلد الطبيعى عالية، وعلى الرغم من ذلك فأسعارها هذا الموسم انخفضت مقارنة بالسنوات الماضية، نظراً لانخفاض الإقبال.

من ناحية أخرى قررت وزارة التموين استمرار تلقى الطلبات من المحلات الراغبة فى الاشتراك فى الأوكازيون الشتوى الذى ينتهى فى أول مارس المقبل، بشرط أن يتم الحصول على الموافقات من مديريات التموين بالمحافظات الواقع فى دائرتها المحل التجارى، على أن يحدد كل محل مدة الاشتراك بما لا يزيد على أسبوعين خلال مدة الأوكازيون، ليرتفع عدد المحال المشاركة فى الأوكازيون إلى 2300 محل. وقال سيد حجاج، رئيس قطاع التجارة الداخلية بالوزارة، إن الإقبال جيد خلال الـ10 أيام الأولى للأوكازيون، مؤكداً أن الطلبات بالاشتراك ما زالت مستمرة فى التوافد.

وأشار حجاج إلى أنه تم تكثيف الحملات الرقابية على الأسواق للتأكد من جدية التخفيضات المقدمة وعرض سلع مطابقة للمواصفات، وأن الحملات الرقابية أسفرت عن ضبط 300 مخالفة تتضمن مخالفات تقديم تخفيضات وهمية واستخدام لغة أجنبية وليس العربية فى الإعلان وعدم وضع السعرين على السلعة المباعة، وهو السعر قبل التخفيض وبعد التخفيض، وستستمر الحملات الرقابية حتى نهاية الأوكازيون، مشيراً أنه ستتم إحالة المتلاعبين والمخالفين إلى القضاء.