"رمضان عبدالمعطي".. صانع أبطال العالم في رفع الأثقال من "رصيف الورديان" يرحل في صمت
الكابتن رمضان عبدالمعطي
قبل 37 عامًا، كُتبت أول أحرف في مشوار واحد من أساطير تدريب رفع الأثقال في مصر، ربى أبطالًا، وقف بهم تحت أشعة الشمس الحارقة في الصيف، وأغرقتهم مياه الأمطار في الشتاء، تردمهم عوادم سيارات النقل الثقيل، ليرفع "عفاريت الأسفلت"، كما كان يحلو له تسميتهم، الحديد البلدي "الخردة" على رصيف "حي الورديان" في الإسكندرية، حتى انحنى لهم العالم تقديرًا واحترامًا على منصات التتويج العالمية والأوليمبية، ولم يلتفت لهم مسؤول يومًا.
قدم لمصر والعالم "نهلة رمضان" و3 شقيقات موهبات في رفع الأثقال وأكثر من 400 محلية وعالمية
صانع الأبطال على أسفلت الورديان، "رمضان عبدالمعطي"، قضى طوال حياته على الرصيف، لن تراه مدربًا لأحد المنتخبات القومية، أو يقود فريق في أحد الأندية الشهيرة، أو حتى مركز شباب، رغم ما حققه لاعبًا، ظل طوال 16 عامًا يرفع علم مصر في بطولات العالم العسكرية، قبل أن يصنع مجده مدربًا مخدرمًا.
لم يؤمن "أبوالبنات" بأن هناك فارقًا بين ولد وبنت في لعبة، تعتمد في الأساس على القوة البدنية، فخرج من بيته 4 بطلات عالم، هن: "نهلة رمضان، أسطورة رفع الأثقال المصرية، وأول رباعة مصرية تحرز ذهبية بطولة العالم، ونغم رمضان، ونور رمضان، ونهاد رمضان"، كما أخرج 4 بطلات أوليمبياد، منهن "عصمت منصور" و"عبير عبدالرحمن"، و9 أبطال عالم، و14 بطل إفريقي، وأكثر من 400 ميدالية محلية ودولية.
دائمًا ما كان يؤمن صانع الأبطال، بأن "العزيمة تعمل المستحيل"، ولذلك لم يطلب من الدنيا الكثير، فكانت كل أمنياته من المسؤولين، أن يعيروا أبطال "اللعبة الشهيدة" انتباه، و"تنده حديد"، في الساحة الشعبية، تقيه وأبنائه الأبطال من حر الصيف والمطر في الشتاء، ليرحل صانع الأبطال في صمت، ودون أن يعيره أحد انتباهًا.