عميد كلية الإدارة بجامعة «فاروس»: المسئولون ليسوا «متحمسين بما فيه الكفاية» لقضية تطوير التعليم الجامعى.. والمناهج الحالية ليست عصرية

كتب: أسماء زايد

عميد كلية الإدارة بجامعة «فاروس»: المسئولون ليسوا «متحمسين بما فيه الكفاية» لقضية تطوير التعليم الجامعى.. والمناهج الحالية ليست عصرية

عميد كلية الإدارة بجامعة «فاروس»: المسئولون ليسوا «متحمسين بما فيه الكفاية» لقضية تطوير التعليم الجامعى.. والمناهج الحالية ليست عصرية

قال الدكتور طارق طه، عميد كلية الإدارة بجامعة «فاروس» فى الإسكندرية، والفائز بالجائزة الأولى فى مؤتمر دولى عن التعليم العالى عُقد فى العاصمة البريطانية «لندن» مؤخراً، وشارك فيه باحثو 52 دولة على مستوى العالم، منها بريطانيا وفرنسا وألمانيا والدنمارك والسويد وإيطاليا واليابان وفرنسا والصين والولايات المتحدة، إن الجائزة تمثل «انتصاراً معنوياً لمصر» وليس له شخصياً كباحث، خاصة أنها رفعت اسم مصر قبل أى دولة أخرى، بما فيها أمريكا التى فاز باحثوها بالمركزين الثانى والثالث، لافتاً إلى أنه العالم المصرى والعربى الوحيد الذى قُبلت أبحاثه فى المؤتمر، لتفوز بالمركز الأول. وأضاف «طه» فى حوار لـ«الوطن» أنه ركز فى بحثه المقدم للمؤتمر تحت عنوان «استخدام النماذج الهيكلية فى تطوير جودة التعليم الجامعى»، على العوامل الدافعة التى من شأنها أن تُحفز التعليم الجامعى وتنهض به.. وإلى نص الحوار:

{long_qoute_1}

■ ما أبرز المحاور التى اشتمل عليها بحثك حول «استخدام النماذج الهيكلية فى تطوير جودة التعليم الجامعى»؟

- البحث يدور حول الرسائل والأساليب الحديثة فى تطوير جودة التعليم الجامعى، وقد أجريت مراجعة للدراسات السابقة والمقالات التى أجريت فى الخارج والداخل معاً، واكتشفت خلال هذه المراجعة أن هناك قصوراً فى الدراسات التى تناولت هذا الموضوع بالنسبة للدول النامية ومنها مصر، أما الدول المتقدمة فقد اهتمت بالتعليم الجامعى أكثر وبشكل أفضل، ولذلك حققت تقدماً سريعاً وملحوظاً. وهناك عوامل كثيرة تؤثر فى جودة التعليم فى مصر منها حشو المناهج ونظام الامتحانات، ونظام المحاضرات، والكثافات الطلابية الشديدة سواء فى مدرجات الجامعات أو الفصول بالمدارس.

وأجريت ضمن البحث مجموعة من المسارات الهيكلية ووضعت أكثر من نموذج للتطوير، ثم قمت بتجميع النماذج واختبرتها بطريقة حديثة فى التحليل، وفاز البحث بالمركز الأول فى المؤتمر الذى تعقده الجمعية الدولية للإدارة والأعمال، وهو يعقد كل عامين مرة داخل الولايات المتحدة، ومرة خارجها.

■ ما أبرز الدول التى شاركت فى المؤتمر؟

- المؤتمر عقد فى المملكة المتحدة، وشاركت فيه 52 دولة من مختلف دول العالم، منها بريطانيا وفرنسا وألمانيا والدنمارك والسويد وإيطاليا واليابان وفرنسا والصين والولايات المتحدة، ولم تشارك فيه أى من الدول العربية باستثناء مصر، فقد كنت المصرى والعربى الوحيد الذى قُبل بحثه ضمن الذين تقدموا بأبحاثهم، وأبلغونى أن بحثى ضمن أفضل ثلاثة أبحاث مقدمة، وأعلنت اللجنة التى قيّمت الأبحاث عن منح جائزة لأفضل 3 أبحاث منها، وفازت مصر بالمركز الأول، فيما فازت أمريكا بالمركزين الثانى والثالث.

■ ماذا تمثل لك هذه الجائزة؟

- الجائزة تمثل انتصاراً معنوياً لمصر، وقد رفع اسم مصر قبل أى دولة أخرى فى العالم، وخاصة الدولة المتقدمة التى تنظر إلينا على أننا دولة نامية غير قادرة على إجراء أبحاث علمية، وكون أن باحثاً مصرياً يفوز ويتفوق على باحثى 52 دولة متقدمة، فهو دليل حقيقى على أننا لو أُتيحت لنا الفرصة فسنتفوق عليهم وعلى العالم كله، وهذا أكبر مثال على ذلك، وليس مجرد شعار.

■ ما أهم معايير التقييم التى اعتمدت عليها اللجنة؟

- اعتمدت اللجنة على مدى أهمية الموضوع الذى يتناوله البحث، ومدى إسهامه فى خدمة المجتمع، وحداثة المراجع والكتب والمقالات التى اعتمد عليها الباحث، فضلاً عن الابتكار فى البحث واعتماده على أساليب جديدة، إلى جانب جودة كتابة البحث من حيث الأسلوب العلمى والتزامه بالمعايير الدولية فى الكتابة. وفى ضوء هذه المعايير تم اختيار بحثى كأفضل بحث، وأرسلوا لى خطاباً أبلغونى فيه بقبول بحثى، دون علمى بالحصول على المركز الأول الذى أُعلن عنه خلال المؤتمر، وشكلت لجنة علمية لتقييم هذه الأبحاث واختيار أفضل ثلاثة، وقد فزت بالجائزة -بفضل الله- بعد عرض البحث لمدة 15 دقيقة وعرض نبذة مختصرة عن حياتى العملية والمهنية بدءاً من تخرجى من كلية التجارة بجامعة الإسكندرية إلى أن توليت عمادة كلية الإدارة بجامعة «فاروس» بالإسكندرية.

■ وماذا عن أفضل النقاط التى ركز عليها البحث لتطوير التعليم الجامعى فى مصر؟

- ركز البحث على العوامل الدافعة التى من شأنها أن تحفز التعليم الجامعى، وتنهض به، والجهات المعنية والمسئولة عن تطوير هذا القطاع مثل وزارة التعليم العالى والمجلس الأعلى للجامعات ورؤساء الجامعات والعمداء وكل المعنيين بالتعليم وتطويره، من حيث الوسائل المادية لجودة التعليم، والبنية التحتية المتمثلة فى المدرجات والمعامل والمنشآت.

■ هل هناك إمكانية لتطبيق هذه التطويرات فى الجامعات المصرية؟

- الحقيقة أن المسئولين عن التعليم فى مصر ليسوا متحمسين للفكر الحديث فى مجال تطوير التعليم، وتطبيق جودة التعليم التى تقوده نحو التقدم ومواكبة الدول المتقدمة، فقواعد القبول بالجامعات -مثلاً- فى حاجة إلى تغيير، لأن المتحكم الرئيسى فى عملية «التنسيق» هو المجموع الذى يحصل عليه الطلاب فى الثانوية العامة فقط، حيث تقييم الطالب وفقاً لدرجاته وليس قدراته، وهذا فى حاجة إلى تغيير جذرى.

كما ركزت فى بحثى على التحليل والاستنباط والابتكار وتغيير قواعد «الحفظ والتلقين» المعمول بها فى الجامعات المحلية، ففى دول العالم المتقدمة تحققت النهضة العالمية بالاعتماد على الفهم والتحليل، وليس بمجرد «الحفظ» فقط.

■ ما أبرز العوامل التى أدت إلى تدهور التعليم الجامعى فى مصر بصفة خاصة.. والتعليم عامة؟

- الحقيقة أن المناهج المصرية تظل تُدرس للطلاب سنوات طويلة، ولا تواكب العصر، وهناك كتب فى بعض الكليات بها عبارات مثل «الآلة الكاتبة»، فهل يعقل ذكر مصطلح الآلة الكاتبة فى ظل التطور الإلكترونى والتكنولوجى الذى يشهده العالم حاليا؟!

ومن المفترض تغيير المناهج كل خمسة أعوام على أقصى تقدير، وتخليص الطلاب من مناهج الحشو التى ترجع بنا إلى الوراء عشرات السنين، وإخراج المعلومة للطالب بصورة مشوقة وبسيطة، وجذبه للتعرف على هذه المعلومة، فالدولة تهدر الأموال فى كتب لا يقرأها الطلبة، الذين يعتمدون على الملخصات والكتب الخارجية فقط، لأنها أبسط وتعطى المعلومة بشكل جذاب، فعملية إخراج المعلومة بشكل مبسط وشيق تساعد على توصيلها بشكل أفضل وأسرع.


مواضيع متعلقة