المتهم «أيمن موسى» و«التعديل الوزارى».. بعضاً من حقيقة!
- أحكام نهائية
- أداء مهامه
- أسماء المرشحين
- أيمن الظواهرى
- التعديل الوزارى
- التواصل الاجتماعى
- الجامعة البريطانية
- السيرة الذاتية
- الطعن على الحكم
- أحداث رمسيس
- أحكام نهائية
- أداء مهامه
- أسماء المرشحين
- أيمن الظواهرى
- التعديل الوزارى
- التواصل الاجتماعى
- الجامعة البريطانية
- السيرة الذاتية
- الطعن على الحكم
- أحداث رمسيس
نعم، ما زلنا فى مصر نأخذ بظواهر الأمور لا بجوهرها، نتعامل مع سطح الأشياء من دون تعمق فنختزل الفكرة والمضمون والمعنى، فتتوه الحقيقة وتصاب الحياة بالمسوخ من كل اتجاه، فقط لأننا نرفض إرهاق أنفسنا بالتفاصيل.
خذ عندك -مثلاً- التعديل الوزارى المرتقب وقد أضحى هدفاً فى حد ذاته، غاية وليس وسيلة، يتحدث عنه الجميع ويتناولون ملامحه وتوقعاته وأسماءه وكأنه التعديل الأول أو الأخير، دون أن يتوقف أحد عند الهدف منه وأسبابه والأسماء المرشحة للتغيير لنعرف فيما فشلت ولمَ فشلت فى أداء مهامها.. هل كان الاختيار خاطئاً.. أم أن السبب انعدام معايير الاختيار.. أم أن القوانين المديرة لعمل كل مسئول أعاقت تنفيذه لمهامه.. وهل يعنى التغيير حل المشكلة التى من أجلها طار المسئول غير مأسوف عليه؟
بمعنى آخر هل ذهاب «ألضو» ومجىء «شاهين» سيأتى بالأهداف فى مرمى الشبكة؟ ثم ماذا يعنى عرض الحكومة لأسماء الوزراء على مجلس النواب وفقاً للدستور الذى يشترط موافقتهم؟ هل يتم عرض الأسماء أم السيرة الذاتية لكل مرشح؟ وعلى أى أسس تتم الموافقة أو الرفض لأسماء المرشحين؟ هل عرَض المرشحون رؤاهم على مجلس النواب فى كيفية علاج المشكلات فى مختلف المؤسسات؟
نعم غابت هذه الأسئلة وغيرها لتعاملنا مع الأمور بظواهرها لا بجوهرها فبات التعديل الوزارى هدفاً رغم أنه وسيلة.
انتظر ولا تتعجل فتتهم الحكومة بأنها تمارس ذلك من دونك. نعم، فكثير منا كمواطنين نمارس ذلك أيضاً دون محاولة لفهم ما يحدث حولنا حتى فى أبسط الأمور فسادت فيما بيننا ثقافة الصوت العالى وغوغائية المشهد أياً كان اتجاهها. وخذ عندك مثلا قضية طالب الجامعة البريطانية أيمن موسى المحكوم عليه بالسجن 15 سنة بعد رفض الطعون فى قضيته المعروفة بـ«أحداث رمسيس 2013»، فعلى مواقع التواصل الاجتماعى وفى قنوات الإخوان والجزيرة لا حديث إلا عن أيمن موسى وضرورة الإفراج عنه رافعين صوره قبل السجن وأثناء وجوده فيه -أى قبل وبعد- ليتعاطف الناس مع أيمن موسى دون فهم لحقائق الصورة. فالعفو الذى يطالب به مؤيدو أيمن مرهون بدراسة حالته من جهات العدل والأمن لتبيان موقفه ووضعه ثم إرسال الصورة كاملة لرئاسة الجمهورية لاستخدام حق العفو الدستورى فيمن صدرت ضده أحكام نهائية إذا ثبت عدم خطورته على الأمن. لأنه لا علاقة لجامعة دولية ونادٍ للصفوة ينتمى لهما، ومظهر وأدب وتربية أيمن موسى كمتهم بما يحمله من تطرف. بدليل أن أيمن الظواهرى زعيم «القاعدة» ما زالت سيرته طيبة فى حى المعادى كإنسان وطبيب معالج، وكذلك مرتكبا حادث البطرسية وحادث اللوفر اللذان قال عنهما الجميع إنهما غاية فى الأدب والالتزام. فالتطرف فكرة تسيطر على عقل المؤمن بها فتتحول إلى عقيدة يسعى لتنفيذها بالقوة. الحقيقة الثانية تتمثل فى أن أيمن موسى قُبض عليه فى أحداث قضية شهيرة لم يكن التظاهر هو التهمة الوحيدة فيها كما يُشاع بل كان هناك قتل وتخريب للمحلات ورفع أعلام «داعش» و«رابعة» فى رمسيس بتاريخ 6 أكتوبر 2013. وقد تم الطعن على الحكم ورُفض وبات حكماً نهائياً بمعنى أن أكثر من دائرة نظرت القضية فإذا كان مرسى وعصابته قُبلت طعونهم على الأحكام فمن غير المنطقى رفض طعون مجموعة من التابعين لهم. الأمر الأكثر غرابة هو أن أيمن موسى ليس المتهم الوحيد فى القضية بل معه ما يزيد على عشرة متهمين فى مثل ظروفه، طلاب وشباب، إلا أن أحداً لا يتحدث عنهم ولا يأتى على سيرتهم! هذا غير تضارب المعلومات فى الصفحات المطالبة بالحرية له فتارة حرمته السلطات من إكمال تعليمه فضاع مستقبله، وتارة أنه يدرس العلوم السياسية فى محبسه! وهناك من يتحدث عن حرمان السلطات له من حضور جنازة والده، ثم تجد صفحة باسمه بها خطاب يتحدث عن حضوره عزاء والده؟!
يا سادة.. نحتاج إلى عمق الفهم وتعب البحث عن الحقيقة التى أضنت من غابت عنه بالتيه والغوغائية وتكرار الفشل. فهل من ساعٍ لها؟