البطالة.. تطارد المطربين
المتتبع للساحة الغنائية فى الفترة الأخيرة يلاحظ أن المطربين هم الفئة الوحيدة التى لم ترفع الراية البيضاء، ولم تستسلم للبطالة، بعد الأوضاع السياسية التى مر بها العالم العربى خلال العامين الماضيين، وتقلص عدد الحفلات، وعدم طرح ألبومات جديدة، ولكنهم كما يقال «نحتوا وقلّبوا عيشهم» فى مهن أخرى بعيدا عن الغناء، بعضهم اتجه إلى تقديم البرامج مثل لطيفة، ورولا سعد، ومايا دياب، ونيكول سابا، ونجوى كرم، وأحلام، وراغب علامة، والبعض الآخر اتجه إلى التمثيل مثل أنغام، وهيفاء وهبى، ومصطفى قمر، والبعض الثالث اختار مخاطبة الأطفال عبر ألبومات غنائية كاملة لهم، لا سيما فى موسم الصيف.[Image_2]
حيث طرحت رولا سعد منذ أيام ألبومها الأول الذى تضمن مجموعة من الأغنيات الجديدة، فضلا عن أغنيات قديمة لصباح مثل «حبيبة أمها»، و«آكلك منين يا بطة». وخلال أيام تطرح نانسى عجرم ألبومها الثانى، الذى يحمل اسم «سوبر نانسى».
وبدأت شيرين عبدالوهاب عقد جلسات عمل مع شعراء وملحنين لاختيار أغنيات ألبومها الأول.
وبعد نجاح أغنيته مع الطفلة منة عرفة، وبدافع الأبوة قرر حمادة هلال إنتاج ألبوم خاص بالأطفال، سيباشر العمل فيه فور طرح ألبومه الجديد، وكان الدافع وراء قراره هذا هو ابنه «رامى» الذى يقضى معه أسعد أوقاته.[Image_3]
كما انتهى مجد القاسم من تسجيل أغنيات ألبومه الأول بعد أن قدم أغنية مع ابنه «مؤيد» لاقت نجاحا كبيرا.
والأمر لا يقتصر على المطربين فحسب، فشركات الإنتاج الكبرى أيضا تدعم هذه الأعمال الغنائية، ومنها شركة «أرابيكا ميوزيك» لصاحبها محمد ياسين التى تجهز لوائل جسار حاليا ألبومه الثانى للأطفال، وليس هذا فقط ولكنها تحضر أيضا ألبوما لنانسى عجرم.
نفس الأمر حدث مع شركة «بلاتينوم ريكوردز» أيضا التى طرحت ألبوما للأطفال خلال الفترة الماضية بعنوان «بابا نزل معاشه» جمع 12 مطربا ومطربة يغنون للأطفال، مثل راشد الماجد، وعبدالفتاح جرينى، ومنى أمرشا، ومشاعل، والطفلة حلا الترك التى برزت فى برنامج «أراب جوت تالنت».
وظاهرة الغناء للأطفال ليست جديدة بالنسبة للمطربين العرب، حيث سبق أن غنى لهم الكثير من المطربين الكبار من أجيال سابقة، منهم الموسيقار الراحل محمد ضياء الدين أشهر من قدم أغنيات الأطفال، ومحمد فوزى صاحب أشهر أغنيتين للأطفال هما «طلع الفجر»، و«ماما زمانها جاية»، وفيروز، وصباح، وأحلام، وماجدة الرومى، وماجدة، وحسين رياض، ومحمد ثروت، وعفاف راضى، ومحمد الحلو، وعلى الحجار، ويونس شلبى الذى قدم ألبوما جميلا بعنوان «الديك الشركسى»، وأيضا سمير غانم الذى قدم ألبوم «فطوطة».
ولكن غابت هذه الظاهرة لفترة طويلة، قبل أن تعود مؤخرا بعد أن رُزق مشاهير الجيل الحالى بأولاد، أمثال نانسى عجرم وشيرين وحمادة هلال ومجد القاسم.
والسؤال الآن هو: ما مواصفات الكلمة واللحن الذين يتناسبان مع طفل المستقبل الذى أهمل لعب الصغار وتعامل مع أحدث أجهزة الكمبيوتر والتكنولوجيا؟
فى البداية يقول الشاعر عوض بدوى: لا بد أن يكون الشاعر الذى يتصدى لكتابة أغنية الطفل مثقفا وموهوبا جدا، ولديه منهج تربوى وتعليمى، بحيث يكتب أغنية بسيطة ودمها خفيف، وفى نفس الوقت تهدف إلى تعليم الطفل وتقويم سلوكه، فمثلا لا يصح أن يكتب شاعر أغنية مثل «بوس الواوا» فهذه ليست أغنية طفل محترمة، ولكنها أغنية خادشة للحياء، لا تصلح أن يشاهدها أو يستمع إليها الأطفال ولا حتى الكبار، لأنهم لن يستفيدوا شيئا إلا استمتاعهم بدلال وإغراء المطربة التى تؤديها.
أما الموسيقار حلمى بكر فيقول إن الغرض من اتجاه المطربين إلى تقديم ألبومات الأطفال هو تحريك المياه الراكدة، بعد تقلص الحفلات العامة، وقرصنة الألبومات، لكن السؤال هو: كيف يصل المطرب للطفل العصرى المتمرد الذى لم يعد يستهويه اللعب بالسيارات أو العرائس مثل طفل زمان؟! الإجابة هى أنه لا بد أن يخاطب عقله بأفكار «طازجة» وألحان عذبة تستهويه وتحبب الغناء إليه، خاصة أنه يوجد مطربون يخيفون الأطفال عندما يغنون لهم.
وأكثر مطربة نجحت مع الأطفال هى نانسى عجرم من خلال ألبومها «شخبط شخابيط»، وكذلك وائل جسار بألبومه الرائع «نبينا الزين» الذى وصل من خلاله إلى قلب الأطفال والكبار بسرعة الصاروخ.