"أطباء بلا حدود": معالجة 10 آلاف جريح حرب في "تعز" اليمنية

"أطباء بلا حدود": معالجة 10 آلاف جريح حرب في "تعز" اليمنية
نشرت منظمة أطباء بلا حدود الطبية الدولية، تقريرًا مساء أمس عن الرعاية الطبية في زمن الحرب، ويركز التقرير على التأثير، الذي يحدثه النزاع على ثالث أكبر مدينة في اليمن، مدينة تعز.
وكان من بين أهم الإحصاءات، التي أظهرها التقرير، أنه ومنذ اندلاع أعمال العنف، ساعدت منظمة أطباء بلا حدود من خلال مستشفياتها الأربعة داخل مركز مدينة تعز في معالجة ما يزيد عن 10700 جريح حرب في تعز، منهم 1088 شخص جرحوا في شهر نوفمبر فقط، ومن بينهم 130 قاصر جُرحوا في الفترة من يوليو 2016 إلى ديسمبر 2016، وأن الأدوية والإمدادات لا تكفي لعلاج المرضى والجرحى.
وفي مستشفى الأمومة والطفولة التابع للمنظمة في تعز، شاركت الفرق الطبية في إنجاز 5300 حالة ولادة، وقدّمت ما يزيد عن 31900 استشارة ما قبل الولادة، وأجرت 2600 استشارة ما بعد الولادة، وأدخلت ما يزيد عن 2500 طفل مصاب بسوء تغذية حاد في برنامج التغذية العلاجية وذلك خلال عام 2016.
وقد أظهر تقرير منظمة "أطباء بلا حدود"، التأثير المباشر والقاتل للحرب على المدنيين في تعز، وكذلك انهيار الخدمات الصحية في المدينة المقسّمة إلى أجزاء.
وفي هذا السياق، تقول مديرة الطوارئ في المنظمة في اليمن، كارلين كليجر: "يعكس الوضع اليائس في تعز الصورة الإجمالية لما يحصل في اليمن بأكمله".
وتُردف قائلةً: "تُظهر الأطراف المتنازعة في تعز عدم احترام لمبدأ حماية المدنيين، والمرافق الصحية، والمرضى والعاملين في المجال الصحي، ويبلّغنا المرضى على كلا جانبَي خطوط الجبهات عن التعرّض للإصابة جرّاء القصف في منازلهم، أو حقولهم، وعن تشوههم بسبب الألغام الأرضية بينما يرعون مواشيهم، وعن تعرضهم لإطلاق النار في الشوارع".
وتأثرت الخدمات الطبية في تعز بشكل مباشر من العنف، وتعرضت المستشفيات والعيادات المتنقلة والطواقم الطبية بشكل متكرر للقصف وإطلاق النار، وأطلق رجال مسلحون النار على سيارات الإسعاف وقاموا بمصادرتها أو دخلوها عنوةً.
كما تتعرض الطواقم الطبية للمضايقة والاعتقال والتهديد وحتى أنهم أُجبروا على العمل تحت تهديد السلاح، يعرّض الكثير من أفراد الطاقم الطبي حياتهم للخطر بالعمل في تعز، ويخشى كثيرون فقدان حياتهم في أثناء العمل.
وشهدت محافظة تعز التي تقع في الجزء الجنوبي الغربي من اليمن، بعضًا من أكثر الاشتباكات العنيفة والمتواصلة منذ تصاعد حدّة النزاع في مارس آذار 2015.
وتُقسّم خطوط الجبهات مدينة تعز ويعيش سكان المدينة منذ حوالى سنتَين في جو من الرعب المتواصل ومعاناةٍ طال أمدها.
ونجم عن تضرر المستشفيات والنقص في الموظفين والإمدادات الأساسية انهيار فعلي للخدمات الصحية في تعز، ما تسبّب بقصور حادّ في توفير الرعاية الطبية المنقذة للحياة.