إن عشقت.. اعشق «قطط»

كتب: مها طايع

إن عشقت.. اعشق «قطط»

إن عشقت.. اعشق «قطط»

«مجنونة.. مهبوشة.. مخبولة».. انتقادات كثيرة تحاصرها بين الحين والآخر، لكنها لا تلتفت إليها، تفتح بيتها لاستقبال مزيد من القطط التى ضلت طريقها، تقدم لها الوجبات مع أكواب اللبن، وتخلدها إلى النوم فى سرير واحد أسفل البطانية هرباً مع الصقيع، لتستقبلها صباحاً بعبارة «صباح الخير بويز أند جيرلز».

ترعى ريم العصفورى، أستاذ قسم الجرافيك والميديا آرت بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، 55 قطة، تأوى 35 منها فى منزلها، بينما تفتح باب شقتها لـ20 قطة تتجول فى الشوارع: «بحل مشاكل القطط اللقيطة وباخد عندى قطط أى حد مسافر أراعيها عندى لحد ما يرجع».

{long_qoute_1}

تتعامل المرأة الخمسينية مع القطط كأنها أطفالها الصغار: «لما عيالى بيتعبوا بجيبلهم الدكتور»، ولا تمل أو تكل من رعايتها على الرغم من كبر سنها، لكنها لجأت إلى إخصاء الذكور منها حتى لا تنجب مع الحفاظ على ممارستها للعملية الجنسية: «مش حرام إنى أخصيها بس عشان ميخلفوش كتير». قضت «العصفورى» 10 سنوات بين القطط، وعُرفت بين أهالى منطقتها بالمعادى بـ«الست اللى بتربى قطط»: «كل اللى عنده قطة ومش عايزها أو جعانة يجيبهالى.. لدرجة إن فيه ناس افتكرتنى مريضة نفسياً»، مشيرة إلى أن القطط مثل الإنسان، بل أشد احتياجاً إلى الآخرين لأنها روح صامتة: «البلد اللى مفيهاش حقوق ورعاية للحيوان مش هيكون فيها حقوق للإنسان»، أمام شكاوى جيرانها من تزاحم القطط على السلالم والروائح الكريهة المنبعثة منها اضطرت «العصفورى» إلى التأكيد على جيرانها بأنها مستعدة أن «تمسح سلالم العمارة» حتى ترضيهم، لكن هذه المضايقات لا تمنعها من الاستمتاع بوقتها مع القطط التى توفر لها كافة الرعاية لدرجة أنها تشغل المدفأة عندما يكون الجو شديد البرودة.

التقرب إلى الله والاعتناء بالحيوانات.. هى الوسيلة التى تلجأ إليها للحصول على الثواب: «أنا خدامة لروح خلقها ربنا»، موضحة أنه على الرغم من ارتفاع أسعار أكل القطط فإنها لا تشتكى يوماً بل تصر على مراعاتها إرضاءٍ لله: «القطط روح ومخلوقات حنينة واللى يقول المثل بتاع القطط كلت عيالها ده جاهل لأن أنا عيشت مع القطط وهى مش بتاكل عيالها إلا لما يموتوا عشان ده اعتقاد إنها بتنضف مكانها».

 


مواضيع متعلقة