«السيسى» من أديس أبابا: ندعم التكامل الاقتصادى الأفريقى.. ومنطقة التجارة الحرة تدفع عملية التنمية

كتب: أديس أبابا - سماح حسن

«السيسى» من أديس أبابا: ندعم التكامل الاقتصادى الأفريقى.. ومنطقة التجارة الحرة تدفع عملية التنمية

«السيسى» من أديس أبابا: ندعم التكامل الاقتصادى الأفريقى.. ومنطقة التجارة الحرة تدفع عملية التنمية

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى دعم مصر الكامل لجهود تحقيق التكامل الاقتصادى الأفريقى، وكذلك دعم مسار مفاوضات منطقة التجارة الحرة القارية وفقاً لقرار قمة جوهانسبرج التى عقدت فى يونيو 2015.

وأضاف الرئيس خلال الجلسة المغلقة للقادة الأفارقة المشاركين بالقمة الأفريقية بأديس أبابا، أمس، أن مصر حرصت على استضافة قمة التجمعات الاقتصادية الثلاثة بشرم الشيخ فى شهر يونيو 2015، والتى دشنت منطقة التجارة الحرة الثلاثية، لتكون بمثابة ركيزة أساسية يمكن البناء عليها فى الجهود الرامية إلى إقامة منطقة التجارة الحرة القارية. وأشار الرئيس فى هذا السياق إلى أهمية تعظيم الاستفادة من الفرص الاقتصادية المتميزة المتاحة للقارة الأفريقية، وذلك من خلال زيادة الاستثمارات الداخلية، والارتقاء بمعدلات التجارة الأفريقية البينية، مؤكداً أن إقامة منطقة التجارة الحرة القارية تعد خطوة محورية على طريق تعزيز التجارة البينية الأفريقية والدفع بعملية التنمية فى أفريقيا بمختلف عناصرها تحقيقاً لأجندة تنمية أفريقيا 2063، بما فى ذلك بناء القدرات الأفريقية، والتأسيس لصناعات أفريقية متطورة قادرة على التنافس فى الأسواق العالمية، وبما يستتبعه ذلك من تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة فى القارة، بما يلبى تطلعات وآمال شعوب الدول الأفريقية.

{long_qoute_1}

وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن الجلسة المغلقة شهدت كذلك عرض تقرير رئيس رواندا بول كاجامى حول الإصلاح المؤسسى للاتحاد الأفريقى، حيث قام الرئيس بمداخلة أشاد فيها بجهود الرئيس كاجامى فى هذا الشأن، مؤكداً الأهمية الكبيرة التى توليها مصر لمسألة الإصلاح الهيكلى والإدارى للاتحاد الأفريقى ومؤسساته ومفوضيته، لما له من اتصال وتأثير مباشر على قدرة الاتحاد على تحقيق المصالح الأفريقية المشتركة، وأكد الرئيس فى هذا الإطار على ضرورة تبنى منظور متكامل عند التعامل مع مسألة الإصلاح المؤسسى، بما يضمن التوحيد والتنسيق بين عناصر الإصلاح المختلفة، وذلك بهدف التوصل إلى معادلة إصلاح شاملة من شأنها زيادة فعالية الاتحاد الأفريقى، مشيراً إلى أهمية توسيع مظلة المشاركة فى الإشراف على تنفيذ عملية الإصلاح.

وبحث القادة الأفارقة خلال هذه الجلسة المغلقة ثلاثة موضوعات رئيسية هى تمويل الاتحاد الأفريقى والنظر فى تقرير دكتور دونالد كابروكا الرئيس السابق لبنك التنمية الأفريقى والذى يتضمن فكرة فرض ضريبة ٢ر٠٪‏ على واردات الدول الأفريقية تورد إلى خزينة الاتحاد الأفريقى، كما ناقش القادة الأفارقة أيضاً مسألة عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقى بعد انسحابها منه عام ١٩٨٤ على خلفية اعتراف منظمة الوحدة الأفريقية وقتها بالجمهورية الصحراوية، وترى معظم الدول الأعضاء أن عودة المغرب مسألة إجرائية بحتة، بينما ترى بعض الدول الأخرى أن الأمر له أبعاد سياسية تتعين مناقشتها أولاً.

وشارك الرئيس السيسى، أمس، فى الجلسة الافتتاحية للقمة الأفريقية الثامنة والعشرين المُنعقدة فى أديس أبابا، والتى تحدث خلالها كل من رئيس تشاد بصفته الرئيس السابق للاتحاد الأفريقى، والذى سلم رئاسة الاتحاد لرئيس غينيا، بالإضافة إلى الرئيس الفلسطينى محمود عباس، و«أنطونيو جوتيرس» سكرتير عام الأمم المتحدة، ورئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقى.

شهد الرئيس مراسم تكريم عالمين أفريقيين، منهما الدكتور المصرى على حبيش الأستاذ بالمركز القومى للبحوث الذى حصل على جائزة «كوامى نكروما» العلمية، وقام الرئيس بمصافحة العالم المصرى عقب مراسم التكريم، ووجه له التهنئة بمناسبة حصوله على الجائزة الأفريقية ورفعه اسم مصر عالياً. وقام الرئيس خلال الجلسة الافتتاحية بالتوقيع على الاتفاقية الأفريقية لمكافحة الفساد، بما يعكس حرص مصر على تحقيق تقدم ملموس فى مجال مكافحة الفساد والالتزام بالمعايير الإقليمية والدولية ذات الصلة.

وأكد أنطونيو جواتريش، أمين عام منظمة الأمم المتحدة، خلال القمة، على ضرورة توحيد كافة الجهود الدولية من أجل دعم التنمية والاستقرار فى القارة الأفريقية، معرباً عن تقديره للقيم الإنسانية التى رسختها القارة الأفريقية فى تاريخها الطويل، لافتاً إلى أن الحدود الأفريقية كانت مفتوحة أمام اللاجئين من مختلف مناطق الصراع فى الوقت الذى أغلقت فيه دول كثيرة الباب أمامهم حتى فى الدول المتقدمة.

فى سياق آخر، التقى الرئيس، خلال مشاركته فى أعمال القمة الأفريقية الثامنة والعشرين، فى أديس أبابا الرئيس الكينى «أوهورو كينياتا». وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن السيسى رحب بالرئيس الكينى، مشيداً بعلاقات الأخوة التاريخية والمتميزة التى تربط بين مصر وكينيا، مؤكداً أن السيسى تلقى دعوة من «كينياتا» لزيارة كينيا.

وأكد الرئيس فى هذا الإطار انفتاح مصر على أفريقيا فى جميع المجالات، منوهاً إلى سعى مصر نحو تنمية وتطوير العلاقات مع كافة أشقائها الأفارقة، لا سيما دول حوض النيل الشقيقة مثل كينيا، ومؤكداً أن سياسة مصر الخارجية تتأسس على عدم التدخل فى شئون الآخرين والتعاون من أجل البناء وتحقيق التنمية. فى سياق متصل، استقبل الرئيس، بمقر إقامته بأديس أبابا، رئيس الكونغو برازافيل دنيس ساسو نجيسو.

وقال السفير علاء يوسف، إن الرئيس أكد خلال اللقاء اعتزاز مصر بالعلاقات الوثيقة مع الكونغو برازافيل، مؤكداً حرص مصر على تعزيز التعاون الثنائى بين البلدين فى مختلف المجالات، واستعداد مصر لمواصلة تقديم الدعم الفنى والتنموى للكونجو برازافيل فى إطار علاقات الأخوة التى تجمع بين البلدين، فضلاً عن بحث سبل تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين الدولتين.

وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس ساسو نجيسو أعرب من جانبه عن تقديره لمصر قيادة وشعباً، مشيداً باستعادة مصر لدورها القيادى على مستوى الشرق الأوسط والقارة الأفريقية، ومؤكداً تطلع بلاده للارتقاء بالعلاقات الثنائية المتميزة التى تجمع بين البلدين والدفع بها نحو آفاق أرحب، كما ثمّن الجهود التى تقوم بها مصر لدعم عملية التنمية فى الكونغو برازافيل فى عدد من المجالات.

وذكر السفير علاء يوسف أن اللقاء شهد تباحثاً حول تطورات الجهود المبذولة لحل الأزمة الليبية فى ضوء اجتماع اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى حول ليبيا، والذى عقد منذ أيام فى برازافيل وشاركت فيه دول جوار ليبيا، حيث أشاد الرئيس ساسو نجيسو بالدور الذى تقوم به مصر لدعم التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة الليبية وحرصها على الحفاظ على مقدرات الشعب الليبى.

وفى هذا السياق، أكد الرئيس موقف مصر الثابت برفض التدخل فى الشئون الداخلية لليبيا، واحترام إرادة الشعب الليبى وسيادة الدولة الليبية على أراضيها، ودعم مؤسساتها الوطنية، وضرورة استناد أى حل سياسى إلى اتفاق الصخيرات بهدف التوصل إلى التوافق اللازم بين الأشقاء الليبيين.

فى سياق آخر، انطلقت فعاليات الاجتماع التحضيرى لمجلس إدارة المبادرة الأفريقية للطاقة المتجددة، على هامش فعاليات الدورة العادية الـ28 لقمة رؤساء الدول والحكومات للاتحاد الأفريقى، والتى أطلقها الرئيس السيسى فى مؤتمر التغيرات المناخية بباريس نهاية عام ٢٠١٥، حيث تمثل مصر إقليم شمال أفريقيا.


مواضيع متعلقة