الرئيس محمد نجيب ناقدا فنيا لـ"سينما الملكية": "مفيش فيلم إلا وفيه راقصة"

كتب: سلوى الزغبي

الرئيس محمد نجيب ناقدا فنيا لـ"سينما الملكية": "مفيش فيلم إلا وفيه راقصة"

الرئيس محمد نجيب ناقدا فنيا لـ"سينما الملكية": "مفيش فيلم إلا وفيه راقصة"

"رقصة، وأغنية، وقصة خفيفة"، مكونات الأفلام التجارية، التي يتهافت عليها فئة لا بأس بها من الشباب، ويوجّه لها النقاد، في وقتنا الحالي، أشد النقد السلبي، معلنين رفضهم لها، وأنها لا تملك إبداعًا ولا تعبر عن الجمهور الحقيقي، وهو نفسه الواقع الذي انتقده الرئيس الراحل محمد نجيب في بدايات توليه الحكم، حينما أُعلنت مصر جمهورية.

التصريح الأول الذي جاء على لسان الرجل الأول ـ حتى ذلك الحين ـ في العهد الجديد رصدته الدكتورة درية شرف الدين في كتابها "الفن والسياسة"، كان في الثامن من شهر أغسطس عام 1952، وبعد ما يقرب من أربعين يومًا من قيام ثورة 23 يوليو، أصدر محمد نجيب رئيس الجمهورية بيانًا للسينمائيين كان عنوانه "الفن الذي نريده"، جاء فيه: "إن السينما وسيلة من وسائل التثقيف والترفيه وعلينا أن ندرك ذلك، لأنه إذا ما أُسيء استخدامها فإننا سنهوى بأنفسنا إلى الحضيض، وندفع بالشباب إلى الهاوية".

وبعد أقل من شهرين من هذا البيان، وتحديدًا في 11 نوفمبر من نفس العام، نُشر في مجلة الكواكب مقال بعنوان "رسالة إلى الفن"، جاء فيه على لسان محمد نجيب: "يمكننا القول إن الفن كان في مصر قبل ثورة 23 يوليو وربما ما زال حتى الآن، صورة للعهد الذي قامت نهضتنا للقضاء عليه، كانت الميوعة والخلاعة ـ إلا في القليل النادر ـ هي سمات المسرح والسينما والغناء، ولم يكن أحد من المشرفين على هذه الوسائل، ذات الأثر العظيم في حياة الأمم، قد حاول أن ينجو بها نحو الفن كما يجب أن يكون، بل كان الجميع، وهو ما يؤسف له، ينحون بهذه الأسلحة الخطيرة نحو التجارة والتجارة وحدها بل والتجارة الرخيصة في أغلب الأحوال، فما من فيلم إلا وأقحمت عليه راقصة، وإذا كان قد حدث في الماضي فلأنه كان صورة من العهد الذي كنا نعيش فيه، أما اليوم فإننا لا نستطيع أن نقبل من الفن ولا من المشرفين عليه شيئًا من هذا الذي كان يحدث في الماضي".

وبقرار أعلى تشكلت لجنة رأسها "وجيه أباظة"، كانت مهمتها ترتيب لقاءات بالسينمائيين تمهيدًا لوضع تصور للدور، الذي ستقوم به السينما المصرية في ظل الظروف القادمة، وأصدر نجيب بيانًا في يناير 1953، قال فيه: "استيقظت المعاني الوطنية من نفوس الفنانين فأدركوا واجبهم ووقفوا جميعًا في صفوف النهضة، يساهمون في تشكيل البناء الجديد.. بناء النهضة".


مواضيع متعلقة