الشطرنج لا تدريب ولا دعم مادى ولا تغطية إعلامية.. «كش ملك»

كتب: معتز حسن

الشطرنج لا تدريب ولا دعم مادى ولا تغطية إعلامية.. «كش ملك»

الشطرنج لا تدريب ولا دعم مادى ولا تغطية إعلامية.. «كش ملك»

لعبة ثنائية تتم على رقعة مربعة بها 8 خطوط عرضية و8 أعمدة طولية تحوى 64 مربعاً متناوبة الألوان بيضاء وسوداء، ولدى كل لاعب 16 قطعة تشتمل على «ملك ووزير وفيلين وطابيتين و8 بيادق»، والفوز فى هذه اللعبة يعتمد على ذكاء اللاعبين، وتمارس كهواية وتسلية وقت على المقاهى بصفة دائمة، ولا يتم ممارستها بطريقة احترافية بطولية إلا عن طريق الاتحاد المصرى للشطرنج، إلا أنه وطبقاً للاعبيها المحترفين ينقصها الدعم والاهتمام الكافى ودائماً ما يواجهون عقبات ومشاكل كثيرة عند الالتحاق بالبطولات.

باسم سمير أمين، ٢٨ سنة، حاصل على بكالوريوس الطب من جامعة طنطا، وهو المصرى والأفريقى الوحيد ضمن قائمة أعلى 100 مصنف حول العالم التى يصدرها الاتحاد الدولى للشطرنج، يقول «باسم»: «أحب اللعبة منذ الصغر، واحترفتها على مدار سنوات طويلة وشاركت فى مسابقات دولية وعربية، وحصلت على لقب بطل مصر والعرب وأفريقيا والبحر المتوسط والمركز الثالث على مستوى العالم للشباب فى لعبة الشطرنج».

يتابع «باسم»: «برغم حبى الشديد للشطرنج إلا أننى واجهت مشاكل عديدة خلال مسيرتى فى البطولة كان من أهمها عدم اهتمام الاتحاد المصرى للشطرنج بالتدريب وعدم توفيره للدعم الكافى للعبة واقتصاره على دفع تذاكر الطيران للسفر ببعض البطولات، الأمر الذى يؤدى إلى اعتماد الشباب على مجهوداتهم الشخصية، كما أن الاهتمام الإعلامى بلعبة الشطرنج ضعيف جداً ولا يوجد دخل ثابت من الاتحاد للاعبين، والمكافآت قليلة وفى كثير من الأحيان لا يتم صرفها للاعبين من الأساس، لذلك يضطرون للسفر على حسابهم الخاص».

{long_qoute_1}

«الميزانية الموضوعة للعبة ليست كافية ورغم محاولات الاتحاد المصرى لتحسين لعبة الشطرنج، إلا أن إمكانيات وزارة الشباب والرياضة واستعدادها لذلك ضعيفة جداً، الوزارة تدعم بالقطارة»، هكذا ينهى اللاعب الدولى حديثه.

كما يواجه شريف أشرف، لاعب الاتحاد المصرى للشطرنج، مشاكل عديدة متعلقة بالتمويل الخاص والعام وعدم دعم وزارة الشباب والرياضة للعبة، ولذلك فإن الجامعة تضطر إلى إلغاء الاشتراك فى بعض المسابقات بحجة عدم وثوقهم فى إمكانية إحراز النصر أو الحصول على ميداليات، مما ينعكس بدوره على عدد البطولات التى يشارك فيها طلاب الجامعة وعدد الجوائز التى يحصلون عليها.

وفيما يتعلق بتكاليف لعبة الشطرنج فى المباريات والمسابقات الدولية يقول «شريف»: الشطرنج لعبة تحتاج إلى مبالغ مالية كبيرة للتنقل لأماكن البطولات والإقامة بها، وهذا كله للأسف لا يتم توفيره للاعبين المحترفين، كما أن ارتفاع سعر صرف الدولار أثر على مشاركته هو شخصياً فى البطولات الخارجية، واضطر فى السابق إلى أن يسافر بعض تلك المسابقات على نفقاته الخاصة.

يقول «شريف»: «لكن بعد ارتفاع سعر الدولار بالشكل ده السفر شبه مستحيل، ده غير أن اللعبة مش واخدة حقها فى الاهتمام الإعلامى، ودى مشكلة بتعانى منها معظم الألعاب الفردية ولما بناخد بطولة محدش أصلاً بيعرفنا ولا بيسمع عنا».

يتحدث «شريف» عن دور الاتحاد، قائلاً «الاتحاد باعتباره الجهة المنظمة للبطولات يتولى أخذ الدعم من الوزارة وصرفه على اللعبة ويقوم بأدوار أخرى كاختيار المنتخب وتنظيم دورات المدربين والحكام والتنسيق مع الرعاة وتنظيم البطولات الخارجية، إلا أنه كثيراً ما يتجاهل هذا الدور المنوط به».

يوسف نادر، شاب عشرينى حصل على بطولة الجامعة وبطولة المهندس، كما حصل على المركز السادس فى بطولات مصرية ودولية كان من أبرزها بطولة الجمهورية للناشئين عام 2013 وفضية العرب لنفس العام، يواجه عقبات كثيرة فى اختيار الاتحاد لأعضاء المنتخب أهمها عدم توافر المصداقية فى اختيار أعضاء الفريق الأول بناء على معايير محددة ومعلنة، وعدم الاهتمام بالناشئ المميز، كما أنه يرى أن فئة ما بعد الناشئين من سن 20 إلى 26 سنة أكثر فئة مظلومة ومطالبين بالوصول إلى مستوى منتخب الرجال بدون توفير تدريب كافٍ لهم، مما يؤخر تقدم مستواهم، بالإضافة إلى أن توقيت إقامة البطولات غالباً ما يتوافق مع امتحانات الميدترم وامتحانات نهاية العام.

يقول «نادر»: «أنا كطالب فى كلية هندسة البترول فى جامعة السويس جات علىّ أوقات كنت بسافر أمتحن وأرجع ألعب الماتش وأذاكر بعده وأنام ساعتين وأصحى أروح الامتحان».

{long_qoute_2}

فيما علق حكم دولى وعضو لجنة الحكام الرئيسية بالاتحاد المصرى للشطرنج، رفض ذكر اسمه، على الأزمات التى تواجهها لعبة الشطرنج فى مصر قائلاً «رغم أننا كنا أبطال أفريقيا والعرب لسنوات طويلة إلا أن اللعبة حقها مهدر على المستوى الإعلامى والتنظيمى والدعم يعتبر غير موجود إطلاقاً».

وأضاف أن أى رياضة فى مصر باستثناء كرة القدم حقها مهدر وإمكانياتها ضعيفة جداً ويعتمد دعمها بصفة كبيرة على أولياء الأمور وأبنائهم المهتمين باللعبة.

وتابع «أندية الشطرنج قليلة جداً وإمكانياتها ضعيفة و70% منها لا تستطيع التحرك للسفر والمشاركة فى البطولات ولا يوجد رعاة للبطولات، فنحن فى حاجة إلى شركات كبرى ترعى اللعبة لتكون موجودة بقوة بين الألعاب الأخرى».

 


مواضيع متعلقة